التوتر المتجدد بين فتح وحماس.. نظرة في الدوافع والمآلات
مقدمة
بعد حلّ الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس للمجلس التشريعي الفلسطيني؛ بناء على توصية قانونية من المحكمة الدستورية العليا، تصاعد التوتر في العلاقات الوطنية، ولاسيما بين حركتي حماس وفتح. وإذا كان السجال حول مشروعية حلّ المجلس التشريعي وأهدافها السياسية وأبعادها السياسية والقانونية، قد احتلّ حيزًا واسعًا في خطاب الحركتين، فإنّ عناوين رئيسة أخرى عبّرت عن ذلك التوتر المتصاعد، الذي ينطوي على دلالات مهمّة حول الموقف الحقيقي إزاء قضايا المصالحة، والقضايا الوطنية الأخرى.
كان في طليعة العناوين الرئيسة الأخرى التي عبّرت عن حجم الاحتقان العميق بين الحركتين.. حفل انطلاقة حركة فتح في قطاع غزّة، فقد وصف الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس حركة حماس ومن يتعاون معها بالجواسيس. وسحبت السلطة الفلسطينية موظفيها عن معبر رفح، واتهمت حركة فتح حركة حماس بالاعتداء على تلفزيون فلسطين. وهو ما نفته حماس، وإعلان حركة فتح وقف حوارها مع حركة حماس وإعلامها الوسطاء المصريين والقطريين بهذا القرار. وقد كشفت حركة فتح عن إجراءات جديدة تنوي اتخاذها لتقويض سيطرة حركة حماس على غزّة، مشيرة إلى أنّ هذه الإجراءات شاملة، ولاسيما في موضوع الإنفاق المالي. وفي الأثناء استمرت الحركتان في تبادل الاتهامات حول اعتقال كل منهما لعناصر وكوادر الأخرى.
تتوقف هذه الورقة عند تصاعد التوتر بين حركتي فتح وحماس بالعرض والتحليل، محاولة وضعها في سياق أكبر يتوخى تقدير دوافع هذا التوتر، والاحتمالات التي قد يؤول إليها.
تكثيف التوتر
لا شكّ أنّ حلّ المجلس التشريعي يتخذ مكانة خطيرة له في ذروة الخصومة بين حركتي فتح وحماس، وبما يدلّ عليه من اتجاهات العلاقة بين الحركتين، ولاسيما فيما يخصّ التوجهات السياسية للسلطة الفلسطينية، سواء في علاقاتها الوطنية الداخلية، أو في نهجها السياسي تجاه القضايا الكليّة الكبرى المتعلقة بالصراع مع الاحتلال، ولذلك لم يكن مستغربًا أن يتصاعد التوتر بعد ذلك بين الحركتين.
مهرجان انطلاقة فتح
بعد منع الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لمسيرتين لحركة حماس في ذكرى انطلاقاتها في ديسمبر الماضي في كل من مدينتي نابلس والخليل، وقمعت المشاركين فيهما1، فإنّ حركة فتح أصرّت على إحياء ذكرى انطلاقاتها في قطاع غزّة، وكانت الحركة قد فشلت في إحياء ذكرى انطلاقتها في إحدى الساحات الرئيسة في غزّة، في الأول من كانون الثاني/ يناير الجاري، بسبب تضارب مواعيد حفل الانطلاقة بين كل من التيار الرسمي للحركة وبين أنصار النائب المفصول من الحركة محمد دحلان، وهو ما أفضى إلى صدامات بين أنصار الطرفين. و اتهمت حركة فتح الأجهزة الأمنية في غزة باعتقال المئات من كوادرها، كما اتهمت حماس بالتدخل في الشأن الفتحاوي الداخلي بمنحها الغطاء لأنصار النائب المفصول من الحركة محمد دحلان. وكان الناطق باسم وزارة الداخلية في غزّة قد نفى حدوث اعتقالات في صفوف أنصار حركة فتح، قائلاً إنّ ما جرى لم يتجاوز بعض الاستدعاءات هدفها منع "المشاكل" أثناء إيقاد شعلة الانطلاقة، وأنّ تدخل الأجهزة الأمنية لم يتجاوز فض المناوشات بين الطرفين2.
ويبدو أنّ المشهد المشار إليه3، الذي أظهر قدرًا من التنسيق والتفاهم بين كل من حركة حماس وبين تيار النائب محمد دحلان، قد دفع الرئيس عباس لاتهام كلّ خصومه في قطاع غزّة بأنّهم "جواسيس". ففي مهرجان إيقاد شعلة انطلاقة حركة فتح بمقر الرئاسة في مدينة رام الله قال الرئيس عبّاس بحسب النصّ المنشور في وكالة الأنباء الرسمية4: "خسئوا أولئك الذين يمنعون إيقاد الشعلة في غزة، من يفعل هذا هو خارج عن الصف الوطني، من يمنعنا خارج عن الصف الوطني، مر من أمثالهم كثيرون منذ انطلقت الثورة، ونحن نعاني من الجواسيس هنا وهناك، وهم إلى مزابل التاريخ".5
من جهتها ردّت حركة حماس على خطاب الرئيس، وقالت في ردّها إنّها لن تتصرف بردّات فعل متسرعة، وستبقى متمسكة بالوحدة الوطنية، واعتبرت في الوقت نفسه أنّ العبارات التي وردت في خطاب الرئيس، و"تهجم فيها على غزة وحركة حماس"، "لا تليق برئيس ولا يتشرف بها الشعب"، وتُعبّر في حقيقتها عن "يأس الرئيس جراء السياسات الفاشلة التي اتبعها، والمواقف المدمرة التي اتخذها على مدار حكمه"، على حدّ تعبيرها، مذكرة إياه بمواقفه تجاه المقاومة والتنسيق الأمني، وداعية القوى الوطنية والشخصيات المؤثّرة لمواجهة ما سمته "دكتاتورية عباس ونظامه الشمولي القمعي المختطف للسلطة والقضية الفلسطينية"6.
وكانت حركة فتح وبالتزامن مع خطاب الرئيس عباس أصدرت بيانًا قالت فيه إنّ "حماس صنيعة إسرائيلية"7، وهو ما يعني أن عبارات الرئيس عباس لم تكن زلة لسان في ساعة احتقان وغضب، وإنما تعكس سياسة تصعيد إعلامية مدروسة تستهدف تعميق الخصومة مع حركة حماس.
عكس خطاب الرئيس، وبيان حركة فتح، الموقف الحادّ الذي بلورته قيادة حركة فتح، تجاه حركة حماس، وبالتالي التصعيد المتوقع بناء على ذلك، وهو ما تجلّى في إصرار قيادة حركة فتح على تنظيم حفل انطلاقتها في قطاع غزّة في السابع من كانون الثاني/ يناير الجاري، حتى دون أخذ الموافقات والتراخيص من السلطات المختصة في قطاع غزّة. في حين كانت ترفض حركة حماس السماح لحركة فتح بتنظيم ضخم في ضوء التوتر والتصعيد الحاصل. الأمر الذي ولد خشية لدى الجماهير والمراقبين من حصول صدام دموي نتيجة التناقض الكامل بين الطرفين في المواقف من الفعالية. وهي المخاوف التي لم يعزّزها الاحتقان المستحكم منذ حلّ المجلس التشريعي فحسب، بل وبعد تصريحات قيادات فتح التي ربطت المهرجان بإسقاط "حكم حماس في غزّة"8، ولذلك كان ثمّة خشية لدى المراقبين من أن يتحول حفل الانطلاقة إلى مواجهة دموية شاملة بين جماهير حركة فتح وبين الأجهزة الأمنية في غزّة9.
في الأثناء تدخلت الفصائل الفلسطينية، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية، وحركة الجهاد الإسلامي، لاحتواء تصريحات الرئيس عبّاس، ونزع فتيل أزمة مهرجان انطلاقة فتح. وتقدمت بمقترح لتأجيل الفعالية، وهو ما وافقت عليه حركة حماس10، التي اتهمت في الوقت نفسه قيادة السلطة بالتحريض لتنظيم الفعالية لدفع المواطنين في غزة لاقتتال داخلي، إلا أنّ حركة فتح أصّرت على إقامة فعاليتها في موعدها11.
بيد أن قرارًا من قيادة فتح في غزّة صدر لاحقًا بإلغاء تلك الفعالية، وعلى نحو أظهر انقسامًا داخل اللجنة المركزية في فتح حول إقامة الحفل، وهو ما عبر عنه اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية في حركة فتح حينما طالب بإقالة الهيئة القيادية في غزّة.12 في حين فسّر أحمد حلّس -عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والمسؤول عن إلغاء المهرجان- تصريحات الطيراوي بأنّها مجرد اختلافات في وجهات النظر مبديًا عتبه لظهورها في الإعلام13، من جانبها ثمّنت حركة حماس، على لسان صلاح البردويل عضو مكتبها السياسي، قرار قيادة فتح في غزة بإلغاء احتفاليتها، باعتبار أن الاحتفالية كانت "وصفة للاقتتال الداخلي"، على حدّ تعبيره14.
سحب موظفي السلطة من المعابر
بعد إشكالية مهرجان انطلاقة فتح في غزة مباشرة؛ وبتاريخ 6 يناير الجاري، سحبت السلطة الفلسطينية موظفيها من معبر رفح، بحجة إعاقة حركة حماس لعملهم15، وقد تبين أنّ هذا الإجراء سيشمل بقية المعابر الأخرى، مثل معبر كرم أبو سالم التجاري (جنوب)، ومعبر بيت حانون (إيرز)16، في خطوة كما وصفها عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، تهدف إلى تقويض حكم حماس في قطاع غزّة، مذكرًا بأنّه كان أوّلَ من اقترح فكرة إعلان غزّة إقليمًا متمردًا. مؤكدًا أن سلسلة خطوات موضوعة على طاولة القيادة الفلسطينية تهدف إلى إنهاء حكم حركة حماس، مستنكرًا موقف الفصائل الفلسطينية، ولاسيما فصائل منظمة التحرير، التي استنكرت سحب موظفي السلطة من المعبر17.
وقد اعتبرت حركة حماس سحب موظفي السلطة من المعبر "خطوة انتقامية" من أهل غزّة، وتأكيدًا على "تورط قيادة السلطة" في تنفيذ بنود صفقة القرن المتعلقة بفصل غزة عن الوطن18، كما واستنكرت فصائل أخرى، منها الجبهتان الشعبية والديمقراطية وحركة الجهاد الإسلامي خطوة السلطة، وقد ذهبت هذه الفصائل إلى أن هذه الخطوة تتناقض مع مصلحة الشعب الفلسطيني، وتقطع الطريق أمام الجهود المبذولة لتطويق التوتر بين الحركتين، بينما ذهبت حركة الجهاد الإسلامي إلى أنّ هذه الخطوة تستهدف مواطني غزّة كي تفرض السلطة الفلسطينية رؤيتها على الشعب الفلسطيني19.
وفي حين أعلنت السلطة الفلسطينية عن شروطها لعودة موظفيها إلى معبر رفح، على لسان حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إذ اشترطت "أن تجلس حماس على الطاولة بكل جدية لإنهاء الانقسام"20، فإنّ حماس رأت في هذه التصريحات مساومة بهدف إملاء الشروط على حركة حماس ولو "على حساب الشعب الفلسطيني"21، والحال هذه فإنّ ربط عودة موظفي السلطة بمسألة الانقسام برمتها -كما تظهر في تصريحات حسين الشيخ- تبدو تأكيدًا على عدم الرجوع عن الخطوة، في وقت ما يزال فيه حال المعبر مع مصر مجهولاً بالنظر إلى التصريحات المتناقضة حيال ذلك، فقد أكد المصريون أن موقف السلطة الفلسطينية هو الذي سيحدد مصير المعبر22، بينما قالت بعض المصادر في حماس أن معبر رفح سيعود للعمل في الاتجاهين23، وقد أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية بيانًا طالبت فيه الحكومة المصرية بفتح معبر رفح24.
وإذا كان سحب السلطة الفلسطينية موظفيها من معبر رفح حمل مؤشرات سياسية حول علاقتها بحركة حماس، وما يمكن أن تذهب إليه في موقفها من قطاع غزّة، فإنّ مسألة إقامة المهرجان انطوت على مخاطر مباشرة أكبر، تمثلت في احتمالات المواجهة الدموية بين أنصار حركة فتح وبين قوات الأمن في قطاع غزّة. وهو ما يُمكن أن تُبنى عليه حينها حملة إعلامية وسياسية لإسقاط حماس في غزة.
عناوين أخرى للتوتر
كان من جملة عناوين التوتر بين حركتي فتح وحماس، الاعتداء الذي تعرض له تلفزيون فلسطين في قطاع غزة25، وهو الحدث الذي احتلّ مساحة واسعة من هجوم حركة فتح على حركة حماس على مدار أيام، إذ اتهمت فتح حماس مباشرة بالوقوف خلف الاعتداء. في حين قالت وزارة الداخلية في غزة أن منفذي الاعتداء على تلفزيون فلسطين من منتسبي الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة الغربية، والمتضررين من قطع رواتبهم، وأحدهم يعمل في تلفزيون فلسطين26. وهي الراوية التي رفضتها حركة فتح27، فيما أدانت حركة حماس الحادثة، و حمّلت حماس قيادةَ السلطة المسؤولية عن حالة الاحتقان الناجمة عن قطع رواتب الآلاف من موظفي السلطة والأسرى والجرحى، ولاسيما من سكان قطاع غزّة28.
وتبادلت الحركتان الاتهامات حول الاعتقالات السياسية المتبادلة، فقد اتهمت حركة فتح حركة حماس باعتقال المئات من كوادرها في قطاع غزّة، وخاصة أثناء الإعداد لمهرجان انطلاقة فتح في غزّة29، وهو الاتهام ذاته الذي وجهته حماس لفتح حول الاعتقالات في الضفة الغربية30، وقد أصدرت حماس في الضفة الغربية تقريرًا قالت فيه إن مجموع انتهاكات السلطة الفلسطينية بحقّ عناصرها أثناء العام 2018 بلغ ما يزيد على 4039 انتهاكًا31.
وكان سفير فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل، قد تحدث عن قرار موسكو بوقف زيارة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى روسيا، قائلاً إن ذلك بسبب الأحداث الجارية في غزة32، دون أن يوضح ماهية هذه الأحداث، وهو ما يفهم منه إشارة إلى دور ما للسلطة في هذا القرار.
يمكن القول إنّ التصريحات السياسية المتتابعة حول إجراءات تُعدّها قيادة السلطة لتقويض حكم حماس في غزّة تمثل تصعيدًا مضافًا إلى جملة الأحداث، مع مضمون سياسيّ كاشف حول توجهات قيادة السلطة و حركة فتح، ومن ذلك تصريحات أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني33، التي تحدث فيها عن إجراءات تمس بمكانة حركة حماس، ووسائل عديدة للتضييق عليها، وفي تأكيد على توجهات حركته، قال الفتياني إنّ فتح قد غيرت قواعد اللعبة في غزّة.
في السياق نفسه تأتي تصريحات حسين الشيخ لتحديد معالم ذلك التوجه، بقوله إن حركته قد أوقفت الحوار مع حركة حماس، وأنّها أبلغت المصريين والقطريين بقرارها هذا، محذرًا حماس بالكثير من الأوراق التي تملكها فتح لمواجهتها، مكررًا اتهامه لحماس بأنّها جزء من خطة "صفقة القرن" التي تهدف إلى إقامة دويلة لـ "الإخوان المسلمين" في قطاع غزّة34، وفي تصريحات أخرى للشيخ، كان قد دعا لإقالة حكومة الوفاق الوطني، وتشكيل حكومة جديدة من فصائل منظمة التحرير35. تصريحات الشيخ، أكّدت مضمونها تسريبات إعلامية من مصادر قريبة من قيادة السلطة، تحدثت عن تفكير قيادة السلطة في تغيير حكومة الحمد الله، تغييرًا كاملاً أو جزئيًّا، وذلك باعتبارها نتيجة "اتفاق الشاطئ" الذي أبرمته حركة فتح مع حركة حماس.
خلاصة سياسية
الإجراءات المتخذة من طرف قيادة السلطة وحركة فتح وكثافتها والحرص على الاستثمار الكامل ولفترة طويلة كما في حالة الاعتداء على تلفزيون فلسطين، يساعد في تفسير الدوافع وراء تلك الخطوات، وأنّها فعليّا تندرج في السعي لاستكمال القطيعة المتدرجة مع حماس، ونزع الشرعية السياسية عنها، والدفع نحو تقويض دورها في قطاع غزّة، وهي تفسيرات ظهرت بوضوح على لسان عدد من قيادات فتح الكبار.
تصعيد هذا المسعى من طرف قيادة السلطة، يتصل بوجود مخاوف من منازعة حركة حماس لها في تمثيلها للفلسطينيين، فلقد ظهرت ملامح انفتاح إقليمي نسبي على الحركة، أثمر تخفيف الحصار، وإدخال المنحة القطرية إلى غزة، بجانب الدعوة الروسية لقيادة حركة حماس التي عززت مخاوف السلطة في هذا الجانب.
وعلى نحو متصل، يعزز هذا التحفز من طرف السلطة، ما يظهر من تقارب بين حماس ومجمل القوى الوطنية والإسلامية في غزّة، وكذلك مظاهر تنسيق حماس مع تيار النائب المفصول من حركة فتح محمد دحلان، بالإضافة لسلسلة العمليات التي نفذتها حماس أخيرًا في الضفة الغربية، ورأت فيها السلطة الفلسطينية استهدافًا لها لا للاحتلال36.
بيد أن استمرار التصعيد بوتيرة واحدة، منذ حادثة تفجير موكب الحمد الله، وحتى الآن، يشير إلى ثابت سياسي في مواقف قيادة السلطة، تكرّسه نخبة أكثر نفوذًا في قيادة فتح والسلطة، ترفض جوهريًّا إنهاء الانقسام على أساس الشراكة، أو على أساس تفاهمات تضعف من هيمنة هذه النخبة على المشهد الفلسطيني بمؤسساته المتعددة.
وإذا أُخذ فشل مشروع التسوية بعين الاعتبار، ومواقف الإدارة الأمريكية الحالية، فإنّ الخيار الراجح لدى هذه القيادة هو إعادة تشكيل السلطة ومنظمة التحرير وفق الحقائق الجديدة، أي فشل مشروع التسوية واستمرار السلطة كيانًا قائمًا بذاته دون أن يفضي إلى التسوية التي وعدت بها منظمة التحرير. وبالتالي ضرورة إعادة تجديد الشرعيات للسلطة والمنظمة في حدود الوظيفة المترتبة على بقائهما.
بالنسبة لحماس، ورغم اقترابها أكثر من سائر القوى الوطنية في قطاع غزّة، فإنّ أزمة الحصار ما تزال مستحكمة. إذ إن الانفراجات التي حصلت في جدار الحصار جزئية وغير مؤسسة وقابلة للارتداد في كلّ لحظة، كما في تجميد إدخال الأموال القطرية، واستمرار إغلاق معبر رفح من بعد سحب السلطة موظفيها من المعبر. وأمام التوتر المتزايد بين حماس وفتح. فإن بقية الفصائل ما تزال أكثر ترددًا في بلورة مشروع موحد يواجه التفرد في قيادة المشهد الفلسطيني.
1 . سحل وضرب واعتداء في قمع السلطة مسيرات حماس بالضفة، موقع المركز الفلسطيني للإعلام، 14 كانون الأول/ ديسمبر 2018، https://goo.gl/DgpzSU
2 . توترات في ذكرى انطلاقة فتح بغزة وحماس تنفي اعتقال المئات، موقع الجزيرة نت، 1 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/6jAn65
3 . أي سماح حركة حماس لتيار النائب محمد دحلان بإيقاد شعلة الانطلاقة في الأول من كانون ثاني/ ينار.
4 الرئيس خلال إيقاد شعلة الانطلاقة: القدس ليست للبيع وستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا، 31 كانون الأول/ ديسمبر 2018، https://goo.gl/tXEgDz
5. لكنّ النص الفعلي لكلام الرئيس عباس هو: "خسئوا أولئك الذين يمنعون الشعلة تقلع اليوم في قطاع غزة، من يفعل هذا هو جاسوس، من يمنعنا هو جاسوس، ومن يريد الآخرين الجواسيس مثله أن يرفعوا الشعلة.. كلهم جواسيس"، والرئيس بهذا يتهم كلّ خصومه في غزّة بالعمالة بشكل مباشر. انظر:
الرئيس عباس: كلهم جواسيس، تسجيل مصوّر على صفحة شبكة قدس على الفيسبوك، نقلاً عن بث من تلفزيون فلسطين، 31 كانون الأول/ ديسمبر 2018، https://goo.gl/KaFVKf
6 . تصريح صحفي تعقيبًا على خطاب عباس، موقع حركة حماس، 1 كانون الثاني/ يناير 2018، http://hamas.ps/ar/post/10054
7 . "فتح": ما قامت به "حماس" يؤكد أنها وجدت لتكون عائقا أمام الثورة وأهدافها بالحرية والاستقلال، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا، 31 كانون الأول/ ديسمبر 2018، https://goo.gl/HVdwjw
8 . أبو سمهدانة: حماس منعت مهرجان انطلاقة الثورة خشية من سقوط حكمها، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا، 7 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/4ZzhaJ
9 . منشور للصحفي الفلسطيني معاذ حامد في صفحته على الفيسبوك، 6 كانون الثني/ يناير 2019، https://goo.gl/9dtr9k
10 . وافقت عليه.. حماس تكشف تفاصيل مقترح فصائلي بشأن انطلاقة فتح في غزة، موقع وكالة سوا، 6 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/n7p2vu
11 . بين طرح الفصائل تأجيل المهرجان وإصرار فتح على موعدها.. التوتر سيد الموقف، موقع وكالة فلسطين اليوم، 6 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/KQGtqb
12 . قيادي في فتح بغزة يرد على تصريحات توفيق الطيراوي والتي طالب فيها بإقالة قيادة الحركة، موقع وكالة سما الإخبارية، 8 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/kKovP1
13. حلس يتحدث عن ظروف إلغاء مهرجان انطلاقة فتح بغزة ويوجه رسالة لحماس، موقع وكالة أنباء سوا الإخبارية، 13 كانون الثاني/ يناير 2018، https://goo.gl/JpVmmi
14 . دعا لانتزاع الأهلية عنه.. البردويل للأقصى: عباس لا يؤتمن على الوطن وإجراءاته لعزل غزة، موقع قناة الأقصى، 7 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/2JBKY3
15 . السلطة الفلسطينية تسحب موظفيها العاملين في معبر رفح، موقع صحيفة القدس العربي، 6 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/NLFZwt
16 . السلطة تسحب موظفيها العاملين في جميع معابر غزة، موقع عرب48، 6 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/Q8NEhr
17 . لقاء مع عزام الأحمد في برنامج ملف اليوم على تلفزيون فلسطين، قناة تلفزيون فلسطين على موقع يوتيوب، 7 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/zL5BHZ
18 . تصريح صحفي حول سحب سلطة عباس موظفيها من معابر القطاع، موقع حركة حماس، 6 كانون الثاني/ يناير 2019، http://hamas.ps/ar/post/10065
19 . السلطة الفلسطينية تسحب موظفيها العاملين في معبر رفح، موقع صحيفة القدس العربي، 6 كانون الثاني/ يناير 2019، مصدر سابق.
20 . وجه رسالة لحماس.. حسين الشيخ يعلن شرط عودة موظفي السلطة إلى معبر رفح، موقع وكالة سوا للأنباء، 7 كانون الأول/ يناير 2019، https://goo.gl/K8rMze
21 . حماس ترد على شرط السلطة لإعادة تسلم معبر رفح، موقع وكالة سوا للأنباء، 7 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/pqTHV3
22 . مصدر أمني مصري: السلطة الفلسطينية هي من سيحدد مصير معبر رفح اليوم، موقع وكالة سما الإخبارية، 12 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/MUcqi2
23 . وجه رسالة للاحتلال.. مستشار هنية: معبر رفح سيعمل بالاتجاهين وزيارات قريبة لقيادة حماس إلى القاهرة، موقع وكالة سوا الإخبارية، 16 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/gmgnyF
24 . طالبت بتصعيد الانتفاضة.. الفصائل تدعو مصر لفتح معبر رفح وإبعاده عن التجاذبات السياسية، موقع إذاعة الأقصى، 16 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/g7xZAb
25 . اقتحام تلفزيون فلسطين بغزة يؤجج التوتر بين فتح وحماس، موقع الجزيرة نت، 5 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/PMeQnG
26 . صور.. قيادة الشرطة تُطلع ممثلي "القوى الوطنية" على نتائج التحقيق بحادثة "تلفزيون فلسطين"، موقع وزارة الداخلية في غزة، 6 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/AFLVF8
27 . المكتب الحركي المركزي للصحفيين يرفض رواية "حماس" ويحملها مسؤولية الاعتداء على مقر التلفزيون، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا، 6 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/ADkJXf
28 . تصريح صحفي حول قطع رواتب آلاف من موظفي السلطة والأسرى وما تبعه من حالة احتقان، موقع حركة حماس، 4 كانون الثاني/ يناير 2019، http://hamas.ps/ar/post/10059
29 . القواسمي: اعتقال حماس أكثر من ألف فتحاوي دليل على اعطائها موافقة واضحة على "صفقة القرن"، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا، 8 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/qDtUdZ
30 . تصريح صحفي تنديداً بحملة الاعتقالات التي تشنها أجهزة السلطة ضد الحركة بالضفة، موقع حركة حماس، 2 كانون الثاني/ يناير 2019، http://hamas.ps/ar/post/10057
31 . حماس ترصد انتهاكات السلطة بالضفة في 2018، موقع حركة حماس، 9 كانون الثاني/ يناير 2019، http://hamas.ps/ar/post/10070
32 . السفير نوفل: موسكو قررت وقف زيارة وفد حركة "حماس"، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا، 10 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/pk9hbb
33 . الفتياني: "فتح" غيرت من قواعد لعبتها في غزة والإجراءات ستقوض سلطة "حماس" ومعظم أبناء شعبنا لن يتأثروا بها، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا، 9 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/1tP1Kk
34 . الشيخ: لن يكون حوار مع حماس بعد اعتداءاتها ومنعها أبناء فتح من إيقاد شعلة الانطلاقة، 1 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/S7QJwf
35. حسين الشيخ: لا مبرر لبقاء حكومة الوفاق، موقع وكالة معا، 8 كانون الثاني/ يناير 2019، https://goo.gl/GDag82
36 . الرئيس بمستهل اجتماع القيادة: المحكمة الدستورية أصدرت قرارا بحل "التشريعي" والدعوة لانتخابات تشريعية خلال 6 أشهر ونحن سنلتزم بقرارها، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا، 22 كانون الأول/ ديسمبر 2018، https://goo.gl/EcfTvz