التعليم العالي في “إسرائيل”
إلى جانب تنظيم الهجرة إلى فلسطين، والسيطرة على الأرض، حظي التعليم العالي باهتمام الحركة الصهيونية، وذلك لدعم أركان الدولة المنتظرة، التي عملت على استيعاب واستقطاب العلماء والطلبة اليهود، الذين يعيشون في الغرب، ليساهموا في عملية البناء، ولضمان التفوق على العالم العربي. فقد تم تأسيس الجامعة العبرية وجامعة التخنيون، إضافة إلى العديد من المدارس ورياض الأطفال، قبل إقامة دولة "إسرائيل".
يوجد في "إسرائيل" حسب معطيات مجلس التعليم العالي 63 مؤسسة أكاديمية عليا، من بينها تسع جامعات، والباقي كليات أكاديمية ومهنية، وفروع لكليات عالمية. حيث يفترض أن يدرس في سنة 2015- 2016 حوالي 306 آلاف طالب، منهم 233 طالبًا في مرحلة البكالوريوس، و60 ألف طالب في مرحلة الماجستير، و 10 آلاف طالب في مرحلة الدكتوراه (مجلس التعليم العالي، 2015).
تفخر "إسرائيل" بإنجازاتها الأكاديمية، فقد نشرت منظمة التعاون والتنمية الدولية "أوسيد"، أن من بين الدول الأعضاء البالغ عددها 34 دولة، تأتي "إسرائيل" في المرتبة الثانية بعد كندا في نسبة الحاصلين على اللقب الجامعي الأول مقارنة مع عدد السكان، حيث بلغت هذه النسبة في كندا 51%، وفي "إسرائيل" 46%، ثم تأتي كل من اليابان والولايات المتحدة ونيوزلندا في الترتيب الثالث، حيث تبلغ النسبة فيها 45% (شيبارين، 2012).
الجامعات الإسرائيلية
تقسم المؤسسات الأكاديمية في "إسرائيل" إلى: جامعات، وكليات جامعية، وكليات مهنية، ومراكز أبحاث متخصصة.
تحتل الجامعات المكانة الأولى من بين هذه المؤسسات، والجدول التالي يتضمن المعلومات الأساسية حول الجامعات الإسرائيلية (لديالوغ، 2016).
جدول رقم (1): الجامعات الإسرائيلي
اسم الجامعة |
سنة التأسيس |
المدينة |
مجال التعليم |
عدد الطلاب التقريبي |
جامعة التخنيون |
1924 |
حيفا |
الهندسة التطبيقية وأبحاثها |
13 ألف |
الجامعة العبرية |
1925 |
القدس |
علوم إنسانية وتطبيقية |
24 ألف |
معهد فايتسمان للعلوم |
1949 |
رحوفوت |
مركز أبحاث ومختبرات |
700 |
جامعة بار إيلان |
1955 |
رمات غان |
الدين اليهودي- جامعة محافظة تابعة لتيار الصهيونية الدينية |
18 ألف |
جامعة تل أبيب |
1956 |
تل أبيب |
علوم إنسانية وتطبيقية |
28 ألف |
جامعة حيفا |
1963 |
حيفا |
علوم إنسانية |
13 ألف |
جامعة بن غوريون |
1969 |
النقب |
علوم طبيعية وأبحاث الصحراء والزراعة |
17 ألف |
الجامعة المفتوحة |
1974 |
رعنانا |
المهن التعليمية والإدارة |
39 ألف |
جامعة أرئيل |
1982 |
مستوطنة أرئيل |
العلوم المختلفة |
15 ألف |
الجامعة العبرية: اتخذ قرار إقامة الجامعة خلال المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897، وتم وضع حجر الأساس عام 1918، بمشاركة الجنرال البريطاني ألنْبي، ثم تم الافتتاح عام 1925، بحضور كل من آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا، وحاييم فايتسمان أول رئيس لـ "إسرائيل" فيما بعد، وهربرت صموئيل المندوب السامي البريطاني في فلسطين. وترأس حاييم فايتسمان مجلس الأمناء، وكان من بين أعضائه كل من ألبرت آينشتاين وزيغموند فرويد، ومارتين بوبر. وقد حصلت الجامعة على 8 جوائز نوبل. (الجامعة العبرية ، 2016)
معهد التخنيون: اتخذ قرار إقامة المعهد عام 1901. فقد تم إقامة جمعية "عزرا" في ألمانيا من أجل مساعدة اليهود خارج ألمانيا، وأقامت الجمعية عدة مدارس في فلسطين لتدريس أبناء اليهود. قام الدكتور باول ناتن مندوبًا عن جمعية "عزرا" بزيارة فلسطين عام 1907 لتفقد المدارس، وحينها قرر إقامة معهد تقني لعدة أهداف، منها: العمل على تحسين وضع اليهود خارج ألمانيا، وتمكين اليهود من دراسة المهن التقنية الممنوعين من دراستها في شرق أوروبا، ومساهمة ألمانيا غير المباشرة في مساعدة الاستيطان الصهيوني. ولإنجاز المشروع، تم طلب مساعدة عائلة فيسوتسكي، التي أقامت فيما بعد شركة فيسوتسكي للشاي، فقدمت العائلة مبلغ 100 مليون روبل لإقامة المعهد التقني، والذي اقتصر التعليم فيه على اليهود فقط. وقد تم اختيار حيفا مقرًّا للمعهد لأهميتها الاقتصادية، ولجمال طبيعتها. فتم شراء 46 دونمًا، ورفضت السلطات العثمانية تسجيلها إلا بعد سنتين، وذلك بعد تدخل السفير الألماني في إستانبول. وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى تم شراء الأرض، وتسجيلها رسميًّا باسم المعهد، والبناء عليها بمبلغ 225 ألف دولار. وقد افتُتح المعهد رسميًّا عام 1925. وفي عام 1929، انضم معظم طلابه إلى منظمة الهاغاناه. (درور، 1988)
جامعة حيفا: أريد لها في البداية أن تكون كلية متخصصة، ثم تحولت عام 1972 إلى جامعة رسمية، وذلك لاستيعاب الطلاب الذين يسكنون شمال فلسطين المحتلة. وتوجد في جامعة حيفا أكبر مكتبة في فلسطين المحتلة ( جامعة حيفا، 2016).
جامعة تل أبيب: أُقيمت على أنقاض القرية العربية "الشيخ مؤنس"، والتي سُمِّيت حي "رمات أبيب"، وهو أحد أكبر أحياء تل أبيب. وقد استُخدمت بيوت القرية التي تركها أصحابها الفلسطينيون قاعات للتدريس وسكنًا للطلاب. وما زال بيت مختار "الشيخ مؤنس"، والذي كان يسمى البيت الأخضر ويمثل سرايا البلد، قائمًا حتى اليوم، حيث يُستخدم ناديًا لأساتذة الجامعة. ( جامعة تل ابيب، 2016) يُذكر أن البروفيسور إيلان بابيه، وفي كتابه "الجينوسايد في فلسطين"، قد ذكر قصة "البيت الأخضر"، وأشار إلى أنه قام بتوبيخ الأساتذة الجامعيين الذين يجلسون في النادي، قائلاً لهم: أتعلمون أن هذا المكان له أصحاب عرب، وأنهم أُجبروا على تركه بالقوة؟
جامعة بار إيلان: أقيمت الجامعة بهدف تقوية التعليم اليهودي، والحفاظ على التقاليد اليهودية، بالإضافة إلى التعليم الأكاديمي. سميت الجامعة باسم الراف مئير بار إيلان تخليدًا له، والذي أشرف على إصدار الموسوعة اليهودية التلمودية، ونُقل عنه قوله: "إن أرض إسرائيل هي كل نقطة يوجد فيها اليهودي: يتعلم فيها ويعمل فيها". تُعتبر آراء الراف بار إيلان أساس إقامة حزب المفدال، وهو الحزب الديني الذي لا يرى تناقضًا بين الصهيونية والدين اليهودي، والمفدال هو الحزب الذي انبثق منه حزب البيت اليهودي الحالي (جامعة بار ايلان، 2016).
جامعة بن غوريون: بادر إلى تأسيسها رئيس بلدية بئر السبع ديفيد طوبيا، فقام باتصالاته مع البروفيسور ديفيد برغمان، بهدف استيعاب الطلبة الذين يسكنون في النقب. سميت في البداية جامعة النقب، ولكن عندما توفي ديفيد بن غوريون عام 1974، وتخليدًا لذكراه، سميت الجامعة باسمه (جامعة بن غوريون، 2016).
معهد فايتسمان للعلوم: انطلقت فكرة المعهد عام 1939 بمبادرة من حاييم وايزمان، الذي أصبح أول رئيس لـ "إسرائيل" فيما بعد، وأراد له أن يتخصص في الأبحاث الكيماوية التي تدخل في الصناعة، وأطلق عليه اسم معهد زيف. وفي عام 1944 تم جمع التبرعات من الولايات المتحدة، والتي بلغت مليون دولار، ثم وُضع حجر الأساس عام 1946، وحمل اسم معهد فايتسمان للعلوم (معهد فايتسمان، 2016).
الجامعة المفتوحة: أقيمت عام 1974، وبدأ التدريس فيها عام 1976. جاءت الفكرة لمساعدة الطلبة الذين لا يستطيعون الالتزام بالدراسة النظامية، وتمكينهم من إكمال دراستهم عن بعد، وكذلك الطلبة الذين لم يتمكنوا من الحصول على "البغروت"، أي الثانوية العامة/ التوجيهي. يُذكر أن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قد تمكنوا من الحصول على حق التعليم الجامعي، وذلك بعد الإضراب عن الطعام عام 1992، فتمكن العشرات منهم من الالتحاق بالجامعة المفتوحة، والحصول على الشهادة الجامعية منها. ثم اتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارًا عام 2012 بمنع الأسرى الأمنيين من الدراسة، وذلك من أجل ممارسة الضغوط في صفقة الجندي جلعاد شاليط، الذي أسرته المقاومة الفلسطينية في غزة عام 2006، وما زال المنع مستمرًّا حتى يومنا هذا، رغم انتهاء ملف الجندي شاليط. وقد أرسلت رئيسة الجامعة البروفيسورة حنيت يارون رسالة احتجاجية على القرار لمدعية عام الدولة، فتلقت رسالة جوابية تفيد بأنه يكفي أن الأسرى الأمنيين يدرسون مساق "جينوسايد"، أي التطهير العرقي، فالحقائق تتكلم عن نفسها. (هآرتس، 2016)
جامعة أرئيل: هي الجامعة الوحيدة التي أُقيمت في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وسميت الكلية الأكاديمية ليهودا والسامرة، وكانت تحت إشراف جامعة بار إيلان، وذلك كخطوة لدعم الاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967، ولتقوية أيدولوجيا الصهيونية الدينية. ومنذ عام 2005 عملت الكلية بشكل مستقل، وأعلنت عن نفسها كجامعة، ثم اعترف بها مجلس التعليم العالي عام 2012، وسميت جامعة أرئيل. ( جامعة اريئيل، 2016) من الجدير بالذكر أن هذه الجامعة التي تمثل المستوطنين، تتلقى ميزانيات أكثر من الجامعات الأخرى، بالرغم من أنه لم يُعترف بها كجامعة إلا في السنوات الخمسة الأخيرة. لقد كُشف النقاب مؤخرًا عن أن هذه الجامعة تلقت 132 مليون شيكل فوق الموازنة المخصصة لها، وذلك بطلب من وزارة التعليم. (ديتل، 2016) ولا شك أن هذه المسألة لها علاقة بالفكر اليميني، الداعم للاستيطان في الضفة الغربية.
الإنجازات العلمية للأكاديميين الإسرائيليين
يبلغ عدد الإسرائيليين الذين حازوا على جائزة نوبل في المجالات العلمية ثمانية علماء، وهناك أربعة آخرون حصلوا على الجائزة في مجال الأدب والسلام. تَعتبر "إسرائيل" ذلك علامة بارزة في مسيرتها الأكاديمية، وإحدى ثمار الجامعات الإسرائيلية والمراكز البحثية التابعة لها (يديعوت أحرنوات، 2013)
جدول رقم (2): أسماء الإسرائيليين الحائزين على جائزة نوبل ومجالات علومهم
السنة |
الاسم |
المجال العلمي |
2002 |
دانيال كهنمان |
الاقتصاد |
2004 |
أبراهام هرشكو + أهارون تسحنوكر |
الكيمياء |
2005 |
يسرائيل أومان |
الاقتصاد |
2009 |
عيدا يونيت |
الكيمياء |
2011 |
دان شخطمان |
الكيمياء |
2013 |
أرييه ميخال + أرييه فرشل |
الكيمياء |
الجامعات الإسرائيلية والطبقية الاجتماعية
ذكر الباحث المتخصص في الشؤون الأكاديمية أبراهام يوغاف، أن الجامعة العبرية وجامعة التخنيون وجامعة تل أبيب تُعتبر جامعات "النخبة"، بينما تُعتبر الجامعات الأخرى جامعات لعموم الطلاب. تعود عراقة الجامعات إلى الأقدمية وتراكم الخبرات في استجلاب الدعم الخارجي، وكذلك استقدام الكفاءات العلمية وإنتاجها الأكاديمي والمعرفي. يُضاف إلى ذلك أن هذه الجامعات سيطرت منذ البداية على مجلس التعليم العالي، ولجنة التخطيط، وتوزيع الميزانيات الحكومية، وبالتالي احتكرت الأفضلية.
تُقسّم "الطبقية" في الجامعات إلى أربع مراحل: امتدت المرحلة الأولى منذ فترة "اليشوف"، أي فترة ما قبل إقامة الدولة وأثناء الانتداب البريطاني، وحتى منتصف الخمسينيات، فقد كانت الجامعة العبرية وجامعة التخنيون هما المسيطرتان، لأنهما الجامعتان الوحيدتان، وكان اختيار الطلبة يتم بناء على معايير عالية، ومن هنا جاءت تسمية جامعات "النخبة".
وامتدت المرحلة الثانية منذ منتصف الخمسينيات وحتى نهاية الستينيات، حيث تم تأسيس جامعتي تل أبيب وبار إيلان، بهدف توسيع عدد الطلاب الجامعيين، مما أدى إلى كسر احتكار الجامعة العبرية وجامعة التخنيون. وقد اعترضت الجامعة العبرية على تأسيسهما، ولكن بن غوريون حسم الأمر، وخاصة أن جامعة بار إيلان استطاعت بناء نفسها من أموال خارجية، للمساهمة في نشر فكرة الصهيونية الدينية وترسيخها، وبقيت العلاقة بين الجامعة العبرية وبين الجامعتين الجديدتين سيئة، وخاصة بعد استقطاب عدد من المحاضرين للانتقال من الجامعة العبرية إلى جامعة تل أبيب.
والمرحلة الثالثة استمرت حتى منتصف الثمانينيات، حيث تم تأسيس جامعتي حيفا وبن غوريون لأسباب ديموغرافية، وذلك لتشجيع اليهود على السكن في كل من حيفا والنقب. أما المرحلة الرابعة، والتي تمتد حتى يومنا هذا، فيُقصد بها كسر الاحتكار في مرحلتي البكالوريوس والماجستير، وتركيز التنافس في مرحلة الدكتوراه (يوغاف، 2016)
ولعل ما يفسر هذا التفاوت في "العراقة" هو قدرة كل جامعة على حدة في جلب الدعم الخارجي، وارتفاع تكلفة التعليم في "إسرائيل". فقد أصدر مكتب الإحصاء المركزي تقريرًا عن نسبة الدعم الخارجي من التكلفة الكلية، ومقدار تكلفة كل طالب جامعي مقارنةً مع دول "الأوسيد". جاء في التقرير أن نسبة الدعم الخارجي تبلغ 48% من مجموع تكلفة الطالب الجامعي، وهي أعلى بـ 18% من معدل دول "الأوسيد".
ولتوفير الدعم الخارجي للجامعات الإسرائيلية، أقام الملياردير اليهودي الأمريكي مورط تسو كرمان صندوقًا للمنح بمبلغ 100 مليون دولار خلال العشرين سنة القادمة، لتشجيع البحث العلمي، واجتذاب العلماء الأمريكيين للعمل في "إسرائيل". تشمل المنح كلاً من الجامعة العبرية وجامعة التخنيون وجامعة تل أبيب ومعهد فايتسمان، كما تشمل البحوث في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. يُلقب الملياردير اليهودي بإله الإعلام في أمريكا، فهو صاحب مجلة "نيويورك ديلي نيوز"، وتقدر ثروته بـ 2.5 مليار دولار (ديتل، 2016).
التصنيفات الدولية للجامعات الإسرائيلية
حسب تصنيف شنغهاي لسنة 2015، والذي يشمل 1000 مؤسسة أكاديمية دولية، احتلت جامعة هارفارد المرتبة الأولى في العالم، وتلتها كل من جامعة ستانفورد، والمعهد التكنولوجي في مستيوشتس، وجامعة براكلي، وجامعة كامبريدج، على التوالي. أما الجامعات الإسرائيلية، وبشكل عام، فقد تراجع تصنيفها عن عام 2014 بشكل ملحوظ، باستثناء الجامعة العبرية ومعهد التخنيون، اللذين تقدمت مرتبتهما قليلاً. والجدول التالي يوضح ذلك (الكلكليست، 2015).
الجامعة |
ترتيبها عام 2014 |
ترتيبها عام 2015 |
الجامعة العبرية |
70 |
67 |
معهد التخنيون |
78 |
77 |
معهد فايتسمان |
101 |
150 |
جامعة تل أبيب |
151 |
200 |
جامعة بار إيلان |
401 |
500 |
جامعة بن غوريون |
401 |
500 |
أما حسب تصنيف مجلة "يو.إس .نيوز" لعام 2014، فقد صُنفت الجامعات الإسرائيلية كما يلي: معهد فايتسمان في المرتبة 102، وجامعة تل أبيب في المرتبة 148، والجامعة العبرية في المرتبة 152، وجامعة التخنيون في المرتبة 236، وجامعة بن غوريون في المرتبة 431. علمًا أن هذا التصنيف قد صنف جامعة هارفارد في المرتبة الأولى، وتلتها على التوالي كل من معهد مستيوشتس، وجامعة باركلي، وجامعة ستانفورد، وجامعة اكسفورد، وجامعة كامبردج، والمعهد التكنولوجي، وجامعة كاليفورنيا، وجامعة شيكاغو، وجامعة كولومبيا (الكلكليست، 2015).
الكليات الجامعية في "إسرائيل"
تمنح هذه الكليات درجتي البكالوريوس والماجستير فقط. وقد اتخذ مجلس التعليم العالي في بداية التسعينيات قرارًا بتوسيع منح التراخيص لإقامة كليات جامعية، وذلك لإتاحة المجال أمام أولئك الذين لم يُقبلوا في الجامعات بسبب انخفاض معدلاتهم، حيث تقبل الجامعات فقط 40% من مجموع الناجحين في الثانوية العامة. وتُقسّم هذه الكليات إلى كليات مدعومة من الحكومة، حيث تتشابه رسوم التسجيل فيها مع رسوم الجامعات، ويبلغ عددها 20 كلية. وهناك أيضًا كليات لتأهيل المعلمين، وبعضها يمنح درجة الماجستير، ويبلغ عددها 28 كلية. كما توجد كليات خاصة "ربحية" غير مدعومة، وتدرّس البرامج النادرة، ويبلغ عددها 13 كلية (ليموديم، 2016)
الكليات المهنية في "إسرائيل"
لا تمنح الكليات المهنية في "إسرائيل" اللقب الجامعي، إنما تمنح لقب "تقني" في مهن مكملة، مثل: الطب البديل، الحاسوب، البناء والصيانة، المحاسبة، فن الطبخ والفندقة، وغيرها. يُدرّس في هذه الكليات أكثر من 28 ألف طالب في 75 كلية مهنية. لا يوجد معطيات دقيقة حول جودة التعليم في هذه الكليات، مما دعا مراقب عام الدولة إلى توجيه انتقادات لهذه الكليات عام 2008، بأنها لا تُقدّم معطيات عن الامتحانات والإنجازات التعليمية، وأشار إلى أن 40% فقط من الطلاب في هذه الكليات يجتازون الامتحان الشامل. يرى بعض المختصين بشؤون التعليم أن هذه المسألة تؤثّر سلبًا على الطلاب الذين يعيشون في المحيط، أي المناطق المهمشة، ويَتهمون الحكومة بالتمييز ضد مناطق جغرافية معينة، وهي المناطق التي تنتشر فيها هذه الكليات، التي يدرس فيها الطلبة ذوو التحصيل العلمي المنخفض (سوبر، 2015).
ومن الجدير ذكره أن مجلس التعليم العالي اتخذ قرارًا عام 2014 بدمج إلزامي لبعض الكليات المهنية، ليصبح عددها، إضافة إلى الجامعات، 55 مؤسسة تعليمية. جاء هذا القرار بعد انهيار معهد لندر، المتخصص في إدارة الأعمال، والذي دَرَسَ فيه نحو 4700 طالب، وذلك بسبب تراكم ديونه التي بلغت 20 مليون شيكل. كما جاء هذا القرار في إطار خطة لتحويل بعض الكليات من مسؤولية وزارة التعليم إلى مجلس التعليم العالي، ولكن يبدو أن الخطة لم تلق استجابة، إذ إن عدد المؤسسات التعليمية بقي كما هو حتى عام 2016 (ديتل، 2014).
ميزانيات التعليم العالي
تبلغ ميزانية التعليم العالي المخصصة من الحكومة عام 2015 نحو 9.45 مليار شيكل، أي ما يعادل نحو 2.5 مليار دولار (وزارة المالية، 2015). علمًا أن هذه الميزانية لا يتم تقسيمها بشكل يضمن المساواة بين السكان والمناطق الجغرافية، ولا يتم طرحها للنقاش العام. وقد أصدر الوزير السابق أمنون روبنشتاين، كتابًا بعنوان "خروق في التعليم"، وعرضه في مركز هرتسليا للدراسات الدولية. يرى روبنشتاين أن وزارة المالية لا توزع الميزانية بشكل متساو، الأمر الذي يؤدي إلى تكريس التمييز ضد فئات اجتماعية بعينها، كالسفراديم والنساء والعرب، حيث تبلغ نسبة الأكاديميين السفراديم في الطاقم الأكاديمي نحو 9%، والنساء السفراديات 1.5%، علمًا أن نسبة النساء في الطاقم الأكاديمي عامةً تبلغ 26% (ريغف، 2015).
كما وجه البروفيسور دان شختمان، الحاصل على جائزة نوبل، انتقادًا للمؤسسة السياسية التي لا تستثمر في التعليم العالي، فيتساءل: "لماذا لم تستطع الجامعة العبرية وجامعة التخنيون الوصول لما وصلت إليه جامعات هارفارد وباركلي وستانفورد؟ ولماذا تُصنف الجامعة العبرية في المرتبة 67، وجامعة التخنيون في المرتبة 78، حسب تصنيف شنغهاي؟" يجيب شختمان نفسه أن السبب في ذلك يعود إلى أن الميزانيات المخصصة للجامعات تذهب للرواتب والتقاعد، وليس للتطوير كما تفعل جامعات شرق آسيا، والتي بدأت تحرز إنجازات واضحة. ويختم بقوله: "إننا أن أردنا أن نضيف بناءً في التخنيون فنضطر للبحث عن متبرع" (لوخش، 2014).
ولأن "إسرائيل" تعيش أوضاعًا أمنية غير ثابتة، فإن حكوماتها تضطر أحيانًا إلى تقليص ميزانيات الوزارات لصالح وزارة الدفاع. فمثلاً في حرب غزة الأخيرة التي أسمتها "الجرف الصامد"، اضطرت حكومة نتنياهو إلى تقليص مبلغ 175 مليون شيكل من ميزانية التعليم العالي، مما دفع اتحاد رؤساء الجامعات واتحادات الطلاب، إلى توجيه رسالة احتجاجية إلى رئيس الحكومة، واصفين القرار بأنه بعيد عن الواقع، وعن صعوبات التعليم العالي. وقد صرح البروفيسور مناحيم بن شوشان، رئيس الجامعة العبرية، ورئيس اتحاد رؤساء الجامعات، بأن الجامعات وضعت خطة تعويضية للطلبة الذين تأثروا بسبب الحرب، لكن هذا التقليص سيؤدي إلى إلغاء الخطة. وقال أوري رشتك، رئيس اتحاد الطلبة: "ميزانية أقل تعني أبحاثًا أقل، لأن التعليم العالي هو أساس النمو الاقتصادي والاجتماعي" (حاي، 2014).
هجرة العقول إلى الخارج
ذكر مركز "طاؤوب للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية" إن الحكومات الإسرائيلية تستثمر في التعليم الأكاديمي والبحوث، ولكن العقول العلمية تهرب إلى الخارج. لقد شكّلت الأربعون سنة الماضية "عقود الخسارة" بالنسبة للاستثمار في التعليم العالي، فبينما تمت مضاعفة الميزانية المخصصة لكل طالب بثلاثة أضعاف، انخفض الطاقم الأكاديمي إلى النصف، بسبب هجرة العقول العلمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية. يقول البروفيسور دان بن ديفيد: "إن أزمة التعليم لم تبدأ عام 2000، بل بدأت منذ نهاية السبعينيات، حيث لم تعد على رأس أولويات الحكومات". فمثلاً، وحسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، كان هناك 131 أكاديميًّا لكل 100 ألف من السكان عام 1973، ثم انخفض هذا المعدل بالتدريج إلى 62 أكاديميًّا عام 2011، أي بنسبة 47%.
وبالرغم من الخطط الحكومية لمحاربة ظاهرة هجرة العقول، إلا أن الظاهرة تتسع، وتُعتبر الأعلى بين الدول الغربية التي تهاجر منها العقول إلى الولايات المتحدة، ففي اليابان تبلغ نسبة الأكاديميين المهاجرين إلى الولايات المتحدة 1.1%، وفي فرنسا 3.4%، وفي كندا 11.5%.
وفي "إسرائيل"، لا يقتصر الأمر على ارتفاع نسبة الأكاديميين المهاجرين إلى الخارج، وخاصة الولايات المتحدة، وإنما تتركز هذه الهجرة في تخصصات معينة، مثل الفيزياء 10%، والكيمياء 12%، والفلسفة 15%، والاقتصاد 29%، والعلوم المختلفة والحاسوب 33% (ديطل، 2013).
في هذا السياق، يرى بعض المراقبين أن "إسرائيل" تواجه تراجعًا في كل المجالات، ومنها التعليم العالي. فقد علق البروفيسور غابي فايمان من جامعة حيفا على التقرير الذي نشره الصحافي المشهور رفيف دروكر، عن وضع الجامعات في "إسرائيل"، والذي استنتج أنها تعيش انحدارًا حادًّا، وقال بأن الجامعات مستعدة للتنازل عن كثير من الشروط الأكاديمية من أجل اجتذاب الطلاب.
ويتحدث فايمان عن ظاهرة "البروفيسور صاحب الحقيبة"، الذي يتم استخدام اسمه من أجل الحصول على اعتراف من مجلس التعليم العالي، ثم لا يلبث أن ينتقل إلى كلية أخرى، وهكذا. أصبحت الجامعات، حسب فايمان، تقلل الساعات المعتمدة، وتقدم تسهيلات في الدوام الجامعي، مقابل رفع رسوم التسجيل، وأحيانًا يتم التدخل من قبل الجيش والشاباك لتقديم تسهيلات لمستخدميهم، سواء في شروط الدوام، أو في عدد الساعات المعتمدة. ويقول البروفيسور فايمان: "لقد أصبح التعليم العالي تعليمًا أسودًا، أي جزءًا من السوق السوداء، حيث تنجرّ الجامعات إلى مربع الكليات، بدلاً من العكس، ولا شك أن السبب الرئيس في ذلك هو الوضع المالي الصعب للجامعات، الذي قد يوصل جامعاتنا لتصبح مثل جامعات لاتفيا" (فايمان، 2013).
المراجع
جامعة تل ابيب. (2016). تل أبيب يونيفيرسيتي (جامعة تل ابيب). تم الاسترداد من https://www.facebook.com/tau.main
جامعة حيفا. (2016). ليموديم باونيفيرسيتات حيف (التعليم في جامعة حيفا). تم الاسترداد من جامعة حيفا:
http://www.universities-colleges.org.il/%D7%90%D7%95%D7%A0%D7%99%D7%91%D7%A8%D7%A1%D7%99%D7%98%D7%AA-%D7%97%D7%99%D7%A4%D7%94/
ابراهام يوغاف. (2016). ريبود هاونيفرسطئوت بيسرائيل (طبقية الجامعات في إسرائيل). تم الاسترداد من تكستولوغيا: http://textologia.net/?p=22623
الجامعة العبرية . (20 نيسان, 2016). هأونيفيرسيتا هعبريت بيروشلايم (الجامعة العبرية في القدس). تم الاسترداد من الجامعة العبرية : http://new.huji.ac.il/list-page/119
الكسندر لوخش. (18 آب, 2014). همديناه لو مشكيعاه بهسكلاه (الدولة لا تستثمر في التعليم العالي). تم الاسترداد من يديعوت: http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4559614,00.html
جامعة بار ايلان. (2016). بار إيلان. تم الاسترداد من جامعة بار ايلان: http://www1.biu.ac.il/meir_bar_ilan
جامعة بن غوريون. (2016). اونيفريسيتات بنغوريون بنيغف (جامعة بن غوريون في النقب). تم الاسترداد من جامعة بن غوريون : http://in.bgu.ac.il/Pages/default.aspx
شاحر حاي. (7 ايلول, 2014). هكيتسوتس -حربان هتشتيت حينوخ غبوه (التقليص خراب للتعليم العالي). تم الاسترداد من يديعوت احرونوت:http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4568384,00.html
شاعر لديالوغ. (2016). محبيس اونيفيرسيتة ايخوتيت (البحث عن جامعة ذات قيمة). تم الاسترداد من ديالوج غيت: http://www.dialogate.org.il/%D7%90%D7%95%D7%A0%D7%99%D7%91%D7%A8%D7%A1%D7%99%D7%98%D7%94/
طاقم الكلكليست. (15 آب, 2015). ديروغ شنغهاي ( تصنيف شنغهاي). تم الاسترداد من كلكليست: http://www.calcalist.co.il/world/articles/0,7340,L-3666968,00.html
طالي سوبر. (17 كانون الأول, 2015). شعور هنخشليم همفتيع (نسبة الفاشلين المفاجئة). تم الاسترداد من The M arker:http://www.themarker.com/career/1.2800203
غابي فايمان. (2 حزيران, 2013). لو حينوخ فلو غبوه (ليس تعليمًا وليس عاليًا). تم الاسترداد من هآرتس: http://www.haaretz.co.il/.premium-1.2033978
ليزا شيبارين. (23 ايلول, 2012). يسرائيل بمكوم هشني (إسرائيل في المكان الثاني). تم الاسترداد من ماكو: http://www.mako.co.il/news-israel/education/Article-3828945a6a7b931017.htm
ليموديم. (2016). مخللوت بيسرائيل (كليات بإسرائيل). تم الاسترداد من ليموديم:http://www.elimudim.co.il/%D7%9E%D7%9B%D7%9C%D7%9C%D7%95%D7%AA/
ليئور ديتل. (26 تشرين الاول, 2014). سوغريم مخللوت (يغلقون الكليات). تم الاسترداد من The Marker:http://www.themarker.com/news/education/1.2467597
ليئور ديتل. (26 كانون الاول, 2016). 100 مليون دولار تروموت لاونيفرستئوت بيسرائيل (100 مليون دولار تبرعات للجامعات في إسرائيل). تم الاسترداد من The Marker: http://www.themarker.com/news/education/1.2830592
ليئور ديتل. (1 آذار, 2016). اونيبرسيتات اريئيل (جامعة اريئيل). تم الاسترداد من The Marker: http://www.themarker.com/news/education/1.2867896
ليئور ديطل. (7 تشرين اول, 2013). شعور بريحات هموحوت هغبوه بمعراف (نسبة هروب العقول في الغرب هي الاعلى). تم الاسترداد من The M arker: http://www.themarker.com/news/education/1.2134444
مجلس التعليم العالي. (15 تشرين الاول, 2015). موعتساة لشكاة غفوهاه (مجلس التعليم العالي). تم الاسترداد من
http://che.org.il/wp-content/uploads/2015/10/%D7%9C%D7%A7%D7%98-%D7%A0%D7%AA%D7%95%D7%A0%D7%99%D7%9D-%D7%9C%D7%A7%D7%A8%D7%90%D7%AA-%D7%A4%D7%AA%D7%99%D7%97%D7%AA-%D7%A9%D7%A0%D7%AA-%D7%94%D7%9C%D7%99%D7%9E%D7%95%D7%93%D7%99%D7%9D-%D7%94%D7%90%D7%A7%D7%93
معهد فايتسمان. (2016). معهد فايتسمان. تم الاسترداد من معهد فايتسمان: https://www.weizmann.ac.il/pages/he
موران ريغف. (12 كانون الثاني, 2015). حلوكات كسفيم لو شفيونيت (تقسيم الأموال ليست عادلة). تل أبيب: يديعوت أحرنوت. تم الاسترداد من يديعوت احرونوت.
هآرتس. (2016). مرتسيم بأونيفيسيتة هبتوحاه نجد هعليون: لافشير ليموديم لاسيريم هبيتحونيم (المحاضرين في الجامعة المفتوحة ضد المجلس الأعلى: السماح للسجناء الأمنين بالدراسة). تم الاسترداد من هأرتس: http://www.haaretz.co.il/1.1903654
وزارة المالية. (2015). عيكري هتكتسيف 2015 (أساسات الميزانية لسنة 2015). تم الاسترداد من موقع وزارة المالية: http://mof.gov.il/BudgetSite/statebudget/BUDGET2015/MINISTERIESBUDGET/socialBudget/DocLib/Haskala_Main.pdf
يديعوت أحرنوات. (9 تشرين اول, 2013). 12 يسرائيليم زوخيم ببراس نوبل (12 إسرائيليًّا يحصلون على جائزة نوبل). تم الاسترداد من يديعوت احرونوت: http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4437596,00.html
يسرائيل فيشر. (29 تشرين اول, 2014). شلوش اونيفرستئؤت بمئتيم هراشونوت (ثلاث جامعات إسرائيليات في المئتين الأوائل). تم الاسترداد من The Marker.
يوفال درور. (1988). راشيت هتخنيون هعبري بحيفا (بداية التخنيون العبري في حيفا). تم الاسترداد من جامعة بنغوريون:http://in.bgu.ac.il/bgi/iyunim/6/14.pdf