إلياس شوفاني
وُلد إلياس شكري سليم شوفاني في قرية معليا في الجليل الأعلى في الأول من نيسان/ إبريل عام 1932، وهو متزوج وله ابنتان. درس المرحلة الأساسية في مدرسة معليا، والثانوية في ثانوية عكا للبنين، وأنهى دورة من دار المعلمين العرب في يافا عام 1949، ودورة أخرى متخصصة في معالم فلسطين التاريخية والجغرافية عام 1953، ونال درجة البكالوريوس في التاريخ الإسلامي من كلية الدراسات الشرقية في الجامعة العبرية في مدينة القدس المحتلة عام 1962، ودرجة الماجستير في الدراسات الشرقية من جامعة برنستون Princeton University في الولايات المتحدة عام 1965، ودرجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية الحديثة والشرق الأدنى من نفس الجامعة عام 1968. عمل مدرسا بين عامي (1949-1959)، وأستاذا مساعدا للدراسات الشرقية في جامعة جورج تاون Georgetown Universityوجامعة ماريلاند University of Maryland بين عامي (1967-1973)، ورئيسا لقسم الدراسات الإسرائيلية في مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت بين عامي (1973-1983)، ورئيسا لدائرة الأبحاث في ذات المؤسسة لعدة سنوات، ورئيسا لقسم التخطيط السياسي في مركز التخطيط الفلسطيني بين عامي (1973-1982)، ومديرا لمركز الدراسات الفلسطينية ومجلة فتح الصادرة في مدينة دمشق بين عامي (1983-1992).
نشط شوفاني في العمل الطلابي أثناء دراسته الجامعية في الولايات المتحدة في إطار منظمة الطلبة العرب، والتحق بحركة فتح بعيد حرب حزيران عام 1976، وشارك في فعالياتها الوطنية، وأصبح مسؤولا عن التعبئة الفكرية في تنظيم فتح إقليم أمريكا، وقد أصدر مع وليد خدوري نشرة دورية باللغة الإنجليزية متخصصة في شرح القضية الفلسطينية للجمهور الأمريكي بحملت اسم فلسطين حرة Free Palestine، والتحق بالقطاع الغربي داخل فتح عام 1972 عن طريق حنا مخائيل (أبو عمر).
غادر الولايات المتحدة فور اندلاع حرب عام 1973، واشتغل في إعداد تقرير أسبوعي لقيادة منظمة التحرير عن حالة دولة الاحتلال، وحاضر بشكل مستمر في مدرسة الكادر الفتحاوي، وفي مدارس الكادر لعدد من الفصائل منها الجبهة الشعبية وجبهة تحرير فلسطين بين عامي (1973-1982)، واختير عضوا في المجلس الوطني عام 1977، ثمَّ انتخب عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح عام 1980، وحاول مع حنا ميخائيل بناء حزب يساري قومي عربي ثوري على الطريقة الفيتنامية داخل فتح، يؤمن بفكرة حرب الشعب حتى التحرير ويرفض التسويات السياسية والمرحلية، وصار عضوا في اللجنة القيادية للقطاع الغربي عام 1982، وكان ضمن القيادات الفتحاوية التي انشقت عن فتح عام 1983، وأسست ما عُرف بفتح الانتفاضة، والتي أصبح فيها أمينا لسر المجلس الثوري، ثم مفوض التعبئة والتنظيم، لكنَّه اختلف مع قيادتها لاحقا، ففصلته منها عام 1992، ثم استقال من العمل السياسي في ذات العام.
كان شوفاني عضوا في الاتحاد العام للكتاب والأدباء والصحفيين الفلسطينيين منذ تأسيسه عام 1972، وقد ألقى عددا من المحاضرات السياسية والفكرية في سوريا ولبنان، وشارك في لقاءات تلفزيونية، ومارس الكتابة منذ وجوده في الولايات المتحدة في أكثر من دورية خصوصا مجلة شؤون فلسطينية، وقد صدر عنه اثنين وعشرين كتابا في التاريخ والفكر والسياسة والقضية الفلسطينية والشأن الإسرائيلي، ومن كتبه: حروب الردة (1972)، ومن تسوية إلى حلف- طريق بيغن إلى القاهرة (1979)، وإسرائيل ومشروع كارتر (1980)، وإسرائيل والتسوية المحطة (1983)، والكيان الصهيوني – الثكنة تُمرحِل أهدافها (1990)، والمشروع الصهيوني وتهويد فلسطين (1990)، والعلاقة بين الثكنة والمركز- الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية (1992)، والموجز في تاريخ فلسطين السياسي (1996)، وبحث في المتاح (2001)، وإسرائيل في خمسين عاما المشروع الصهيوني من المجرد إلى الملموس (3 أجزاء) (2002)، ودروب التيه – أزمة العمل الوطني الفلسطيني(2002)، ومنصور نامه – حلقة من الحكاية (2006)، ومرثية الصفاء – سيرة ذاتية (2008)، والتقصير- الخلل في إدارة الصراع العربي الصهيوني (2009)، وأمن إسرائيل الاستراتيجي (2009)، والحروب الإسرائيلية – العربية (2009).
عانى شوفاني أثناء حياته؛ إذ نسف الاحتلال بيت أسرته عام 1948، وأبعده مع أمه وأخيه إلى الضفة الغربية أوائل عام 1949، ثم عاد إلى فلسطين تسللا، وأصبح لاجئا في بلده، ولم يحصل على أوراق ثبوتية (هوية وجواز سفر) إلا بعد صراع قضائي في محاكم الاحتلال استمر لمدة عام، كما راقبه مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) خلال عامي (1971-1973)، واستجوبه أكثر من مرة. أصيب بعدد من الأمراض منذ عام 2004، وخضع لعدد من العمليات الجراحية. توفي في دمشق في السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 2013.
المصادر والمراجع:
- الشريف، حسن. تحية إلى إلياس شوفاني الرحلة في الرحيل، مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 95، صيف 2013.
- شوفاني، الياس. مرثية الصفاء سيرة ذاتية، دمشق: دار الحصاد، 2009.
- وثائقي عن حياته بعنوان رحلة في الرحيل:
https://www.youtube.com/watch?v=zPNt5Orv76Y
