إبراهيم بكر
ولد إبراهيم بكر إبراهيم في مدينة الناصرة المحتلة عام 1924، لعائلة فلسطينية من بلدة المزرعة الشرقية في محافظة رام الله والبيرة، وهو متزوج وله ولدان. درس المرحلة الأساسية في مدينة الناصرة، والثانوية في المدرسة الرشيدية في القدس، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1944، ونال دبلوما في المحاماة من معهد الحقوق في القدس عام 1951. عمل محاميًا منذ عام 1952، ورئيسًا للدائرة القانونية في البنك العربي بين عامي (1971-1976).
انتسب إبراهيم في بداية شبابه إلى عصبة التحرر الوطني، وأصبح عضوًا قياديًا فيها عام 1947، واستقال منها عقب موافقتها على قرار التقسيم (181) الصادر عن الأمم المتحدة، لكنَّه بقي منخرطًا في العمل السياسي أثناء الحكم الأردني للضفة الغربية، حيث أسهم في تأسيس التجمع الوطني في الضفة الغربية، وترأس مؤتمره المحوري المنعقد في نابلس عام 1955، وشارك في الحراك الشعبي المناهض لحلف بغداد عام 1956، ونشط في المقاومة الشعبية للاحتلال الصهيوني للضفة الغربية عام 1967، حيث أسس مع آخرين اللجنة الوطنية لمقاومة الاحتلال، والهيئة الإسلامية العليا في القدس عام 1967، وأصبح عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني، وأعد مشروع تعديل الميثاق القومي الفلسطيني الذي أصبح اسمه الميثاق الوطني الفلسطيني عام 1968، وأصبح عضوًا في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأسهم في تأسيس التجمع الوطني الأردني عام 1968، وشغل عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم صار نائبًا لرئيسها خلال الدورة الخامسة في أوائل عام 1969 إلى أن قدّم استقالته منها خلال الدورة السادسة أواخر عام 1969، وترأس وفد منظمة التحرير الفلسطينية خلال محاولات ترميم العلاقات مع الحكومة الأردنية عام 1969، ومثّل المقاومة في لجنة المتابعة العربية المنبثقة عن جامعة الدول العربية، والتي توسطت لوقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني خلال حرب أيلول عام 1970، وتقلد منصب نقيب المحاميين الأردنيين لدورتين متتاليتين بين عامي (1977-1981)، وكان رئيسًا للجنة الوفاق (لجنة الـ18) لحل النزاع بين جماعتي أبو عمار وأبو موسى، إثر أحداث الانشقاق داخل حركة فتح في آب عام 1983.
كان إبراهيم من الأصوات المعارضة للقيادة الرسمية لمنظمة التحرير؛ سواءً فيما يتعلق بإدارتها لشؤون المنظمة الداخلية، أو في المسار السياسي الذي اختطته لحل القضية الفلسطينية، وقد وقّع على عريضة أعضاء المجلس الوطني الرافضين لزيارة ياسر عرفات لمصر عام 1983، وعارض اتفاق أوسلو، في المقابل بقي منشغلًا بالحالة السياسية داخل الأردن، إذ كان ضمن اللجنة التي شكلها الملك حسين لإعداد الميثاق الوطني الأردني عام 1989.
ألف عددًا من الكتب منها: حقوق الإنسان في الأردن، وفلسطين بين الدولة الصليبية والدولة الصهيونية، وآداب مهنة المحاماة وقواعد السلوك الواجبة على المحامي، ومؤتمر السلام والمفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
عانى أثناء مسيرته النضالية؛ فعايش النكبة، واعتقلته الأجهزة الأمنية الأردنية عام 1959، وقبع في سجن الجفر الصحراوي حتى عام 1963، وحضر سقوط الضفة الغربية بيد الاحتلال الصهيوني في حزيران عام 1967، حيث اعتقله الاحتلال بعيدها وأبعده إلى مدينة أريحا، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، ثم أبعده إلى الأردن أواخر كانون أول عام 1967، واعتقلته السلطات الأردنية عقب أحداث أيلول عام 1970.
توفي في الأردن في الخامس عشر من شباط/ فبراير عام 1997 ودفن في عمّان.
المصادر والمراجع:
⦁ أبو غربية، بهجت.” من مذكرات المناضل بهجت أبو غربية من النكبة إلى الانتفاضة 1949-2000″. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2004.
⦁ صايغ، يزيد.” الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية (1949-1993)”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.
⦁ هيئة جائزة سليمان عرار للفكر والثقافة. “الموسوعة الفلسطينية الميسرة”. عمان: أروقة للدراسات والنشر، ط2، 2013.