إبراهيم أبو سالم
ولد إبراهيم سعيد أبو سالم في منطقة العروب في محافظة الخليل في شهر أيلول/ سبتمبر عام 1948، لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية السدرة المهجَّرة قضاء الرملة المحتل عام 1948. درس المرحلة الأساسية في مدرسة الأمير حسن في بلدة بيرزيت، والمرحلة الثانوية في المعهد العلمي الإسلامي في القدس، وحصل منه على الثانوية العامة في الفرعين الأدبي والشرعي عام 1967، ونال درجة البكالوريوس في الشريعة من كلية الشريعة في مدينة عَمان عام 1971، ودرجة الماجستير في الفقه والتشريع من جامعة الأزهر في مصر عام 1981، ودرجة الدكتوراه في الفقه الإسلامي المقارن من جامعة الجنان في لبنان.
عمل واعظا في مدينة عَمان وضواحيها، ثمَّ واعظا في محافظة نابلس، ثمَّ واعظا في محافظة رام الله والبيرة. وعمل مُدرِّسا للتربية الإسلامية في مدرسة الأمير حسن في بيرزيت، ثم محاضرا في كليتي دار المعلمين، ودار المعلمات التابعتين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مدينة رام الله بين عامي (1973-1979)، ومدرِّسا في مدرسة اليتيم العربي الصناعية في بلدة قلنديا، ثمَّ أصبح مراقب التوجيه الإسلامي في مديرة الأوقاف في محافظة رام الله والبيرة، ومحاضرا في كلية الدعوة وأصول الدين في القدس منذ عام 1981، ودرَّس في الكلية العصرية في مدينة البيرة.
انضم لجماعة الإخوان المسلمين خلال دراسته للبكالوريوس في الأردن، وشارك في تخطيط وتنفيذ فعالياتها الدعوية والاجتماعية والفكرية والمؤسساتية، ويعد أحد قادتها التاريخيين في فلسطين، وممن شاركوا في نشر الصحوة الإسلامية في الضفة الغربية والداخل المحتل عام 1948 منذ النصف الأول من سبعينات القرن العشرين، وهو من جيل التأسيس في حركة حماس، وكان ضمن قيادة الحركة في محافظة رام الله والبيرة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ومن المكلفين بصياغة بياناتها لتوجيه فعاليات الانتفاضة. فاز في الانتخابات التشريعية عن قائمة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس عام 2006 في دائرة القدس وضواحيها.
ألقى محاضراتٍ عامة، وشارك في ندوات ومؤتمرات أكاديمية، ويُستضاف على وسائل الإعلام والفضائيات، ويعد من أبرز خطباء فلسطين، وله عدد من الكتب والدراسات منها: دراسات في التوراة، والهدية العظمى لكل حريص مبتلى، وأحكام أصحاب العاهات في العبادات، وهمسات للأسرة المسلمة.
يعارض بشدة افتاقية أوسلو، خصوصا وأنَّها أدت إلى التنازل عن قرابة 80% من مساحة فلسطين الانتدابية للحركة الصهيونية، ويطالب بعدم التنازل عن أي جزء من فلسطين، ويعارض الاتفاقيات والمفاوضات مع الاحتلال؛ لأنها أثبتت أن لا فائدة منها، وأنها أضرت بالقضية الفلسطينية، ويعتقد أن مشاركة حماس في النظام السياسي لم تكن اعترافا بأوسلو وإفرازاتها، ولكن نتيجة لمتطلبات المرحلة، ومحاولة إصلاح النظام السياسي، وحماية المقاومة.
يدعو إلى مواصلة المقاومة لتحرير كامل فلسطين، ويرى أن حماس لا ترفض التعاون مع الفصائل الفلسطينية خاصة حركة فتح، إلا أن الأخيرة كانت منذ البداية، وقبل تأسيس حماس، رافضة للتعاون مع الحركة الإسلامية، وتُضيِّق عليها، أمَّا أحداث الانقسام في قطاع غزة عام 2007، فيرى أنَّها حالة استثنائية فرضها سلوك أجهزة أمن السلطة العدواني تجاه حماس.
عانى أبو سالم أثناء حياته؛ إذ عايش اللجوء بعيد أحداث النكبة عام 1948، ونزح إلى الأردن إثر نكسة حزيران عام 1967، وتعرض للاعتقال الإداري لدى الاحتلال لأول مرة في عام 1986، وكان في ذلك الوقت أول معتقل إداري من جماعة الإخوان المسلمين، وبلغت مجموع اعتقالاته في سجون الاحتلال قرابة 17 عاما، وتعرض للفصل من كلية الدعوة وأصول الدين لمدة ثلاث سنوات، وعاد للتدريس فيها بعد حكم قضائي لصالحه، كما أبعده الاحتلال إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية أواخر عام 1992، وضايقته أجهزة أمن السلطة، خاصة بعد إصدار الرئيس محمود عباس قرارا بحل المجلس التشريعي، وقطعت السلطة راتبه كعضو في المجلس التشريعي، واعتقله جهاز الأمن الوقائي في شهر شباط/ فبراير 2019، ومُنع من العودة للتدريس في كلية الدعوة وأصول الدين، أو غيرها من الجامعات الفلسطينية، وكذلك مُنع من الخطابة في المساجد.