أنور أبو عيشة
ولد أنور جمال عبد المحسن أبو عيشة في مدينة الخليل، في الثلاثين من تموز/ يوليو عام 1951، وهو متزوج ولديه اثنين من الأبناء. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس مدينة الخليل، ونال درجة البكالوريوس في القانون من جامعة وهران في الجزائر عام 1977، ودرجة الماجستير في القانون المدني من جامعة باريس العاشرة في فرنسا عام 1980، ودرجة دكتوراه الدولة في القانون المدني من نفس الجامعة عام 1989. يعمل أبو عيشة محاضرًا في كلية الحقوق في جامعة القدس/ أبو ديس منذ عام 1996، وعُيِّن وزيرًا للثقافة عام 2013 لمدة عام.
انتمى في شبابه المبكر لحزب التحرير، ثمَّ حاول الانضمام للحزب الشيوعي بعد احتلال الضفة الغربية، لكنَّ طلبه رُفض بسبب تدينه، والتحق بمنظمة التحرير بعيد معركة الكرامة، ثمَّ بحركة فتح إبان دراسته الجامعية في الجزائر، وانخرط في أنشطتها الطلابية هناك، وتسلم رئاسة مجلس اتحاد الطلبة الفلسطينيين أثناء دراسته الجامعية في فرنسا، وأصبح السكرتير الخاص لعصام السرطاوي الذي كان مكلفا من منظمة التحرير بالمفاوضات والاتصالات السرية مع الاشتراكية الدولية ومع شخصيات إسرائيلية، ثمَّ عُيِّن موظفًا رسميًا في منظمة التحرير عام 1983.
انضم أبو عيشة لعضوية اللجنة الأولمبية الفلسطينية عام 1982، وأصبح ممثلًا للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني في أوروبا بين الأعوام ( 1983-1994) ، ورئس الاتحاد الفلسطيني للرياضة الشعبية بين الأعوام ( 2005-2008)، كما انتخب عضوًا في مجلس بلدية الخليل عام 2012، وكان مسؤول الدائرة القانونية والعلاقات الدولية والنشاطات الثقافية داخل البلدية، كما أنَّه رئيس جمعية التعاون الثقافي (الخليل/ فرنسا)، ورئيس جمعية المكتبة المتنقلة من أجل اللاعنف والسلام.
اعتقل الاحتلال أبو عيشة أثناء عودته من الجزائر، وحكم عليه بالسجن عامًا كاملا، وإقامة جبرية لمدة عام، ثمَّ أبعده 1974.
تقلد أبو عيشة العديد من المواقع الأكاديمية، فكان ضمن لجنة صياغة القانون المدني الفلسطيني (1998-2000)، وعضو لجنة البحث العلمي في جامعة القدس (2003-2004)، وعضو مجلس إدارة مركز دراسات القدس التابع لجامعة القدس (2003-2005)، وعضو المجلس الأكاديمي في جامعة القدس (2005-2006)، كما أنه مترجم قانوني عربي- فرنسي منذ عام 2007، وباحث في القانون، نشر العديد من الكتب والأبحاث منها؛ كتاب الحركة الأولمبية الذي صدر عام 1990، وكتاب “ذكريات فلسطينية –الأرض في الرأس” باللغة الفرنسية عام 1982.
يؤمن أبو عيشة بالسلام ويرفض العنف، ويعتبر أن السلام هو مصلحة للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وأن مستقبل القضية الفلسطينية هو الانتصار على المحتل، على الرغم من عدم وجود حل في الأفق القريب.
يرى أبو عيشة بأن اتفاق أوسلو هو أفضل ما حققته منظمة التحرير، ويشير إلى أن الاحتلال برفضه لعملية السلام قتل الاتفاق وهمش بنوده، ويعتقد أن الحماية الدولية أصبحت اليوم أكثر أهمية من كل الاتفاقيات، ولأول مرة يُعترف أمميًا بحقوق الشعب الفلسطيني، وهذا الاعتراف يحمي الفلسطينيين من القتل. ويعتبر أن الانقسام الفلسطيني أدى إلى إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية، وأفقد ثقة المواطن الفلسطيني بأي فصيل سياسي، خصوصًا وأن الجميع يعمل ضمن مصالحه الشخصية، كما أنَّ الاحتكام إلى السلاح هو أكبر جريمة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وبالتالي لابد من وجود التفاهم بين الفلسطينيين، وأن يكون ضمن قواسم وطنية متفق عليها.
يرى بأن حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال كفلته كل المواثيق والأعراف الدولية، ويدعو إلى مشاركة الشعب الفلسطيني بكل الخطوات السلمية من أجل انتزاع حقوقه عبر المحافل الدولية، وإلى إشراك الفصائل الفلسطينية كافة في منظمة التحرير، داعيا منظمة التحرير إلى المبادرة في حشد الأحزاب جميعها في ظلها.