أمية جحا

وُلدت أُمية فايز محمود جحا في مدينة غزة في الثاني من شباط/فبراير عام 1972، وهي متزوجة ولها بنت. درست المرحلة الأساسية في مدارس غزة، وحصلت على الثانوية العامة من مدرسة فاطمة الزهراء في إمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، ونالت درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة الأزهر في غزة عام 1995، ودرجة الماجستير في التاريخ من الجامعة الإسلامية في غزة.
عملت مدرِّسة في مدارس غزة بين عامي (1996-1999)، وعملت رسامة كاريكاتير في أكثر من صحيفة فلسطينية ودولية منذ عام 1996 منها الرسالة والقدس الفلسطينيتين وصحيفة القدس العربي اللندنية، وبذا أصبحت أول رسامة كاريكاتير عربية تعمل في الصحافة اليومية، ثم عملت في موقع “الجزيرة نت” الإلكتروني حيث خُصصت لها صفحة لعرض أعمالها عام (2006). أخذت توقع رسوماتها بحرف الألف مرسومًا على شكل مفتاح العودة، تعبيرًا عن إيمانها بحق عودة اللاجئين. أسست ورئست شركة جحا كرتون، وعملت محاضرًا في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة.
تأثرت جحا برسومات ناجي العلي مذ كانت في المدرسة. اشتهرت بكاريكاتيرها السياسي، حيث كرَّست رسوماتها للقضية الفلسطينية، وركَّزت على إبراز معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وكانت تجاربها الشخصية في ظل حصار قطاع غزة وحروب الاحتلال الوحشية ضده مصدر إلهام قوي انعكس في أعمالها، كما مَنحت مساحة في أعمالها لقضايا المرأة، والقضايا العربية المختلفة.
أصبحت عضوًا في جمعية ناجي العلي للفنون التشكيلية، وشاركت في مؤتمرات دولية تناولت فيها فن الكاريكاتير وحقوق الإنسان، وشاركت أيضاً في معارض دولية، وأقامت علاقات مع رسامين دوليين ومنظمات داعمة للقضية الفلسطينية. أطلقت سلسلة يوميات بعنوان “يوميات فنانة تشكيلية من غزة تحت القصف”، التي نشرها موقع “الجزيرة نت” حيث وثَّقت فيها الأوضاع الإنسانية القاسية التي يعيشها النازحون في مستشفى الشفاء خلال حرب طوفان الأقصى التي اندلعت في السابع من تشرين أول/ أكتوبر عام 2023. حصلت جحا على جائزة الصحافة العربية في دبي عام 2001، وجائزة مسابقة ناجي العلي الدولية لرسوم الكاريكاتير عن موضوع فلسطين (2010).
تحمل رسومات جحا رسالة واضحة بأن الفن أداة للتغيير وصوت للمقاومة، وأحد أسلحتها ضد الاحتلال وضد من يقف معه. تؤمن جحا بأن الرسم الكاريكاتيري رسالة مهمة، وهو تأريخ بشكل فني لقضية ما من قضايا الأمم، وسِجِل حافل للتعبير عن قضايا الأمة، وهو فن سهل الانتشار والقبول اجتماعيًا وسلاح مؤثر.
تعد جحا اتفاق أوسلو تنازلًا عن حقوق الفلسطينيين، وترى أن الانقسام الفلسطيني يمثل تهديدًا للوحدة الوطني. تدعم جحا المقاومة بجميع أشكالها، وتؤيد وحدة الفصائل لتحقيق الأهداف الوطنية، وتعتقد أن النضال سيستمر حتى تحرير فلسطين التاريخية وعودة اللاجئين، وتدعو إلى تفعيل الدور العربي لدعم القضية الفلسطينية، وتطوير النظام السياسي الفلسطيني ليكون أكثر ديمقراطية وضمانًا للحريات.
عانت جحا في حياتها بفعل الاحتلال وممارساته فاستشهد زوجها رامي خضر عام 2003، واستشهد زوجها الثاني وائل عقيلان عام 2009 نتيجة منعه من السفر للعلاج في الخارج. واجهت جحا العديد من التحديات بسبب مواقفها ورسوماتها، فقد حُجبت صفحتها على “فيسبوك” أكثر من مرة منذ عام 2016 نتيجة حملات ضغط إسرائيلية، كما مُنعت من السفر خارج فلسطين في عدة مناسبات، وقُطع راتبها بسبب رسوماتها، وهُجِّرت من منزلها أثناء حرب طوفان الأقصى، وقصف الاحتلال منزلها، وارتقى 117 شخص من عائلتها أغلبهم من النساء والأطفال في مجزرة ارتكبها طيران الاحتلال في السادس من كانون الأول/ ديسمبر عام 2023.