أكرم الخروبي
ولد أكرم طه محمد الخروبي في مدينة القدس المحتلة في السابع عشر من شباط / فبراير عام 1954، لأسرة لاجئة تعود أصولها إلى بلدة لفتا المهجرة قضاء القدس المحتلة، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد وبنت. درس المرحلة الأساسية في مدرسة تابعة لوكالة الغوث في مدينة البيرة، والثانوية في مدرسة الهاشمية في البيرة وتخرج منها في الفرع العلمي عام 1972، ونال درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة عين شمس في مصر عام 1976، والماجستير في الكيمياء الحيوية من جامعة نيويورك الحكوميةState University of New York والدكتوراه في نفس التخصص ومن نفس الجامعة عام 1982. عمل في مختبر الصحة المركزي في رام الله بين عامي (1976-1977)، وفي مختبر مستشفى رام الله الحكومي بين عامي (1977-1978)، ومحاضرًا في كلية العلوم والتكنولوجيا/ أبو ديس بين عامي (1983-1984)، وباحثًا في كلية الطب في جامعة جورج واشنطن George Washington University بين عامي (1984-1995)، واستاذًا مشاركًا في الكيمياء الحيوية وعلم الغدد في كلية المهن الطبية في جامعة القدس/ أبو ديس بين عامي (1995-2021). رئس الخروبي دائرة العلوم الطبية المخبرية في كلية المهن الطبية في جامعة القدس/ أبو ديس، وبقي عميدًا للكلية لمدة ثماني سنوات، ورغم بلوغه سن التقاعد إلا أن الجامعة أصرت على بقائه عميدًا للكلية، وقد حصل على لقب الأستاذية عام 2019.
التحق الخروبي بالحركة الإسلامية في شبابه المبكر، وكان من مؤسسي العمل الإسلامي في الولايات المتحدة، حيث نشط عند قدومه اليها في سبعينيات القرن الماضي في العمل الطلابي والدعوي والوطني، وكان رئيسًا لاتحاد الطلبة المسلمين MSA في جامعة جورج واشنطن، وشارك في بناء المساجد منها مسجد دار الهجرة في منطقة واشنطن الكبرى، وعكف على تخطيط وتنفيذ فعاليات مُناصِرِة للقضية الفلسطينية. عاد إلى فلسطين عام 1995، وقاد حركة حماس في الضفة الغربية بين عامي (1996-1999)، وكان واحدًا من قيادات حركة حماس في سجون الاحتلال، وقيادي في الحركة الفلسطينية الأسيرة، وقد خاض مع كوادرها العديد من محطات المواجهة مع إدارة مصلحة السجون الصهيونية، وكان على رأس المبادرين لمشروع التحاق الأسرى داخل سجون الاحتلال بالجامعات الفلسطينية.
قدَّم الخروبي نموذجًا متميزًا للعاملين في الحركة الوطنية، إذ جسَّد في مسيرته الوطنية معانٍ ساميةٍ من الإخلاص والتواضع، وامتلك مهارات إدارية لافتة وحُسنَ تدبير وقدرة على التخفي. وقد ترك الولايات المتحدة طواعية وانخرط في الفعل المقاوم من داخل فلسطين في فترة حساسة من تاريخ حركة حماس، وكان طوال حياته بعيدًا عن الأضواء، ويُؤثر العمل على الكلام.
نشر الخروبي عدة أبحاث ودراسات في مجلات علمية دولية منها بحثه حول طريقة جديدة لتشخيص مرض السكري (2014)، ودراسته حول مرض السرطان في فلسطين (مشترك مع رانية أبو سير، 2016)، كما ترأس مجموعة بحثية تابعة لجامعة القدس، قامت بنشر عدد من الأبحاث العلمية منها بحثين حول مرض هشاشة العظام في فلسطين (2017). حصد الخروبي عددًا من الجوائز منها جائزة التميز في التعليم (2010)، في حين حصل فريقه العلمي على جائزة البحوث العلوم الطبيعية (2017).
عانى الخروبي أثناء مسيرته النضالية؛ إذ اعتقله الاحتلال عام 1999، وخضع لتحقيقٍ قاسٍ طوال ثلاثة أشهر، وأصابته جلطة أثناء التحقيق، وحكم عليه الاحتلال بـ 12 سنة، وعطَّل مسيرته العلمية بفعل سجنه ثم منعه من السفر. أصيب بسرطان القولون عام 2013، وأجريت له عدة عمليات جراحية كان آخرها في شهر كانون الثاني/ يناير عام 2021، وتوفي في الخامس من آذار/ مارس عام 2021.