أسامة القواسمي
ولد أسامة فايز داود القواسمي في العاشر من تموز / يوليو عام 1970 في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وهو متزوج وله خمسة أبناء. درس المرحلة الابتدائية في ليبيا والإعدادية والثانوية في مدارس الخليل، وحصل على الثانوية العامة من الأردن. أنهى البكالوريوس في الهندسة الكهربائية تخصص إلكترونيات من جامعة شتشيتسن Szczecin في بولندا وكذلك الماجستير من نفس الجامعة عام 1995. وعمل في القطاع الخاص في مجال الاتصالات، ثمَّ أصبح مديرًا عامًا في وزارة الاتصالات في الفترة بين (1998 – 2008)، ثم انتقل بعدها مباشرة للعمل في شركة الوطنية موبايل والتي انضمت لاحقًا لشركة Ooredoo / فلسطين، وتولى داخلها مناصب رفيعة منها مسؤول العلاقات الحكومية والمؤسساتية ثمَّ مدير عام الشؤون الإدارية والتنظيمية.
تأثر القواسمي بالحالة الوطنية العامة، وبما تعرضت له عائلته من ممارسات وحشية من قبل قوات الاحتلال؛ فبدأ بالمشاركة بالفعاليات الوطنية وهو طالب في المدرسة، حيث جذبته حركة فتح بنشاطاتها الوطنية، حتى أصبح من نشطائها في المرحلة الثانوية إبان دراسته في مدرسة الحسين في مدينة الخليل. انتمى لحركة فتح بشكل رسمي في بولندا، ونشط في العمل الطلابي في خدمة القضية الفلسطينية. تولى القواسمي العديد من المناصب ذات الطابعين النقابي والسياسي، فشغل أمين سر المكتب الحركي للمهندسين التابع لحركة فتح فرع الخليل عام 2000، ثم أصبح عضو لجنة إقليم حركة فتح في مدينة الخليل، وتولى مسؤولية المكاتب الحركية في مفوضية التعبئة والتنظيم لفترة من الزمن، ثمَّ عين ناطقًا رسميًا لحركة فتح عام 2009 ونائبا لمفوض مفوضية التعبئة والإعلام والثقافة، وانتخب عضوًا في المجلس الثوري لحركة فتح عام 2016.
يؤكد القواسمي بأن المستقبل لفلسطين وقضيتها العادلة، وبأن الأرض ستبقى فلسطينية، مشددا أن الفلسطينيين لن يكرروا تجربة الأعوام 1948 و1967، فالساكن الأصلي أقوى ويستمد قوته من القانون والتاريخ. ويرى بأن للفلسطينيين ملاحظاتهم على اتفاق أوسلو وبنوده، لكنه في ذات الوقت أجبر إسرائيل على الاعتراف بمنظمة التحرير والشعب الفلسطيني لأول مرة، وبما أن الصراع مع الاحتلال هو صراع ديموغرافي؛ فإنَّ أوسلو حقق إنجازًا آخر يتعلق بعودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى فلسطين، حتى أضحت الدولة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير واقعًا لا يمكن شطبه، ويعتقد القواسمي بأنه تم تحقيق إنجاز بقاء الإنسان الفلسطيني فوق أرضه وإنجاز الهوية الفلسطينية من خلال اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية عام 2013، وبقي أخيرًا الصراع الثالث، وهو صراع الأرض الذي سيكون فيه النصر للفلسطينيين.
يشدد القواسمي بأن الجميع خاسر من الانقسام سواء حماس أو فتح أو الشعب الفلسطيني، فلا يوجد مستفيد بالمطلق من هذا الانقسام إلا الاحتلال، مؤكدا أن حركة فتح جادة في تحقيق الوحدة الوطنية، والاتفاق على قواسم مشتركة تحت عنوان منظمة التحرير وعنوان الأرض والإنسان، مضيفًا أن الانقسام سينتهي إذا تنازل الجميع عن الحزبية المقيتة، وتركوا المصالح الشخصية.
يرى القواسمي بأنَّ المقاومة المسلحة وغير المسلحة هي حق مكفول بالقانون الدولي لذا فهي حق للشعب الفلسطيني، ولكنها في ذات الوقت ليست هدفًا بحد ذاتها بل وسيلة من أجل الخلاص من الاحتلال، لذا فهي تخضع للوضع السياسي ولطبيعة الأهداف السياسية، ويعتقد بأنَّه لابد من اعتماد المقاومة الشعبية، والسعي إلى توسيعها لأنَّها تخدم القاعدة السياسية في هذه الفترة وتساهم في التأثير على الرأي العام العالمي، مشددا على ضرورة دخول القوى الفلسطينية السياسية التي ما تزال خارج منظمة التحرير في إطارها، مؤكدا بأنَّ حركة فتح غير معنية بإقصاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
تعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال أول مرة عام 1985 لمدة 18 يومًا، ثمًّ أعيد اعتقاله عام 1987 وحكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر فعليا وخمس سنوات وقف تنفيذ. اعتقل مرة ثالثة، وكان عليه قضاء وقف التنفيذ داخل السجن، وبعد عدة محاكمات تم التوصل إلى صفقة بين محاميه ونيابة الاحتلال يقضي بموجبها القواسمي خمس سنوات خارج فلسطين، فسافر إلى بولندا للدراسة عام 1989.