أسامة الأشقر
ولد أسامة جمعة محمود الأشقر في مخيم الرمل الجنوبي للاجئين الفلسطينيين في مدينة اللاذقية في سورية في الحادي والثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر عام 1970، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية زرنوقة المُهجَّرة قضاء الرملة المحتل، وهو متزوج وله أربعة أولاد وبنت. درس المرحلة الأساسية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الرمل، والمرحلة الثانوية في مدارس المدينة المنورة، ونال درجة البكالوريوس في اللغة العربية من كلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ودرجة الماجستير من كلية الآداب في جامعة الخرطوم عام 1994، ودرجة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة الخرطوم، ودرجة الدكتوراه في الإعلام من جامعة أم درمان الإسلامية.
عمل محاضرا في كلية الآداب في جامعة الخرطوم بين عامي (1997 – 2005)، وعمل في إدارة مطبوعات الجامعة ذاتها، وكان رئيسا لتحرير موقع المركز الفلسطيني للإعلام بين عامي (1999-2005)، وأسس مركز الراصد للدراسات في السودان عام 2000، وكان المستشار السياسي فيه، وكان المؤسس والمدير العام لمؤسسة فلسطين للثقافة بين عامي (2006 – 2015)، ورئيسا لمجلس إدارة مركز المخطوطات والوثائق الفلسطينية بين عامي (2009- 2011)، ورئيسا للمكتب التنفيذي للحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009، والمستشار الإعلامي لاتحاد رجال الأعمال الأتراك في السودان “موسياد”، وأستاذا لمادة أدب العودة في أكاديمية دراسات اللاجئين – مملكة البحرين، ومستشارا إعلاميا في مركز الناشطين الإعلاميين للتنمية، ومديرا لشركة باث ويه PATH WAY للعلاقات العامة وخدمات المستثمرين، ومؤسسا لمركز معلومات إفريقيا عام 2020.
شغل الأشقر عضوية عدد من الاتحادات منها: اتحاد الكُتَّاب العرب (دمشق)، والاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، واتحاد الكتاب والأدباء السودانيين، واتحاد الصحفيين السودانيين، واتحاد الناشرين السوريين، واتحاد الناشرين العرب، والشبكة العالمية للمنظمات العاملة للقدس، ومجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية (بيروت)، واتحاد الصحفيين الدوليين، وكان أمينا لسر ملتقى المثقفين الوطنيين عام 2007، وأمينا لسر المكتب العربي لمقاومة التطبيع الثقافي التابع لاتحاد الكتاب العرب.
يكتب الأشقر المقالات الصحفية التحليلية في مواضيع الأدب واللغة والسياسة والتاريخ والفكر الإسلامي، وكتب بشكل منتظم في جريدة الوفاق السودانية بين عامي (1999-2002)، وفي السبيل الأردنية بين عامي (2009-2011)، وكتب في صحف ومجلات أخرى، وقدَّم أوراق عمل في عشرات المؤتمرات العربية والدولية، وله بحوث منشورة في المجلات المتخصصة، وعُرف باهتمامه بأمن البحار ومياه النيل والقرن الإفريقي ودول جنوب الصحراء، وساعدته زياراته لهذه المناطق في تقديم رؤية عن التحديات والظروف التي تعيشها وكتب في ذلك دراسات وتحليلات، كما أنَّه معد لعدد من البرامج الوثائقية منها: وثائقي “أرض السمر”، ومقدم لبرامج إذاعية على قناة الفرقان.
صدر له عدد من الكتب منها: منهج اللغة العربية لكليات المجمع الطبي في جامعة الخرطوم (2003)، والجماعات اليهودية في شمال غرب الجزيرة العربية (2004)، والسودان في الأجندة الإسرائيلية (2004)، وفتوح فلسطين تحقيقات تاريخية تكشف تفاصيل فتوح المناطق الفلسطينية في عصر النبي وخليفتيه (2006)، و(إسرائيل): الرؤساء ورؤساء الحكومات ورؤساء الكنيست منذ الإنشاء حتى عام 2006 (2007)، ودليل مقاومة التطبيع الثقافي (2010)، وموسوعة الصحابة على أرض فلسطين (2010)، ومقامات السائرين لنصرة الأقصى وفلسطين (2010)، ومدينة بيت المقدس في القرن الإسلامي الأول (2011)، ومقامات البركة (2014)، وجغرافية العشق المقدس (2017)، والقدس في العصر العباسي المبكر (2019)، والإدارة النبوية للحملات الإعلامية (2020)، وغزوة خيبر (الرؤية والمشروع والقضايا) (2021)، وله عدد من الروايات منها: مدافن الموت (2010)، والبحث عن التابوت (2016)، وعدد من الدواوين الشعرية منها: ديوان عمات رسول الله (2007)، وديوان الفرقان (2009).
بدأ اهتمام الأشقر بالقضية الفلسطينية وتفاعله مع الأطر العاملة لها منذ دراسته الجامعية، حيث شارك في اتحاد طلبة فلسطين (اتحاد منفصل عن الاتحاد العام للطلاب الفلسطينيين التابع لمنظمة التحرير)، وكان عضوا في مكتبه الإداري في السودان، ومسؤولا عن اللجنة الثقافية، وقدَّم محاضرات تعريفية حول القضية الفلسطينية للطلاب الأفارقة في الجامعات السودانية إضافة إلى نشاطه الإعلامي في المؤسسات الإعلامية الرسمية والأهلية السودانية، وتجوّله في عدد من الدول للتعريف بالقضية الفلسطينية منها الكويت وقطر واليمن ومصر الجزائر والأردن ولبنان وماليزيا.
يعدَّ الأشقر اتفاقية أوسلو انحرافا مضرا عن مسار تحرير فلسطين وحشد الأمة حولها، وأنها فرضت على القيادة الفلسطينية في أشد لحظات ضعفها، ويرى أن الانقسام الفلسطيني أمر واقع لا مفر منه في ظل الافتراق المفهومي والمرجعي والبرامجي للفصائل الفلسطينية، ويعتقد أنَّه صرف الجهد عن الفعل المقاوم واستنزفه كثيرا على خلفية البحث عن مصالحات كان واضحا أنه لا سبيل للوصول إليها مع وجود قيادة فلسطينية تلتزم بمرجعية الاحتلال والإدارة الأمريكية، ويدعو إلى أن لا تكون التنازلات لأجل الوحدة على حساب الرؤية والمبادئ، وإن يكون التعاون والتنسيق في مجال المقاومة الشعبية هو الحد الأدنى المشترك للجميع، ويعتقد أن المطلوب في العمل الفلسطيني ليس الاندماج الوحدوي بين فصائل العمل الوطني ولا وحدة الأفكار والرؤى بالضرورة بقدر ما هو التفاهم على القيم الأساسية التي ينبغي أن توجه الجميع نحو الأهداف المشتركة، وأن أيّ شراكة تقوم على توافقات إجبارية وإكراه ستفتت العمل الفلسطيني وتشغله عن أهدافه وعدوه الحقيقي.
يؤمن الأشقر أن المقاومة المسلحة الراشدة هي السبيل الأقصر لتحقيق المقاصد والأهداف، وأنها ليست منعزلة عن المقاومة الشعبية السلمية والاحتجاجية التصعيدية، وأن فعل المقاومة فعل إيجابي لا يجوز التخلي عنه، وأن فرصه قائمة في النجاح خاصة إذا روجعت سياساته وضوابطه بحسب الظروف المتغيرة، ويعتقد أن أعادة تثوير العمل الوطني في كل قطاعاته وبرامجه ومفاهيمه، والتركيز على أولويات التحرير، والبحث عن حلفاء وأصدقاء متجددين هو السبيل الأجدى والأسرع للاقتراب من الحلول الناجعة لتفكيك منظومة الاحتلال. ويرى أن الأفكار التجزيئية مثل حل الدولتين أو دولة على حدود 67 أثبتت عدم فاعليتها وقدرتها على إنجاز أي مرحلة وطنية تحررية، وأنها زادت الواقع الفلسطيني تعقيدا، وأن تبسيط القضية لتعود نحو فكرة المواجهة الشاملة هي أسلم وأقل كلفة من الأفكار التجزيئية التي أرهقت العمل السياسي الفلسطيني، ويدعو إلى المزج بين التعويض والعودة إلى الأراضي التي هُجِّر منها الآباء، وأنها ثنائية لا ينبغي تفكيكها عن بعضها، ولا يرى أي جدوى من بناء نظام سياسي ضمن مظلة السلطة الفلسطينية بسبب وظائف السلطة التي تخدم مشروع الاحتلال من خلال إدارة شؤون السكان الفلسطينيين تحت الاحتلال، وأنه يجب العمل على بناء نظام وطني مقاوم له خبرة في مشاريع المجتمعات المقاومة، ويؤمن أن المواجهة المعرفية واحدة من الجبهات المفقودة في الفعل المقاوم وأن ذلك راجع إلى ضعف اهتمام القيادات الفلسطينية بثقافة المقاومة وجدوى فاعليتها، وأن هذا الاهتمام لو عاد فإنه سيحدث فارقا كبيرا لاسيما في دول الغرب التي يستمد منها الاحتلال نفوذه وقوته، ويرى أن الفعل الثقافي والتاريخي والآثاري سيبدد الأساطير المؤسسة لهذا الكيان وينزع عنها الشرعية الدينية والتاريخية.