أردوغان كما يراه الإسرائيليون
تابعت الجهات الإسرائيلية المختلفة مجريات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، التي جرت في 24/6/2018، ولم يُخفِ السياسيون والإعلاميون الإسرائيليون تمنياتهم للمشهد السياسي التركي. يعرض هذا التقرير أهم ما ورد من تحليلات الإسرائيليين لنتائج هذه الانتخابات، وما تعكسه هذه التحليلات من تحريض على الرئيس أردوغان وتركيا الجديدة، وتقدير لطبيعة العلاقات المتوقعة والمفضلة بين "إسرائيل" وتركيا في المرحلة القادمة.
وإذا كان السياسيون الرسميون يتحدثون بدبلوماسية، فإن تحليلات الإعلاميين وتقديراتهم تعكس حقيقة ما يدور في الأروقة السياسية، لذلك يكشف هذا التقرير صدمة "إسرائيل" من نتائج الانتخابات التركية، التي تمثلت في الهجوم على تركيا الجديدة بشكل صريح، والتحريض على رئيسها المنتخب بشكل واضح.
خيبة أمل وتحريض على أردوغان
سبق الانتخابات التركية آمال إسرائيلية بتراجع قوة حزب العدالة والتنمية في المشهد السياسي التركي، وقد تجلى ذلك في تأخير التصويت في الكنيست على الاعتراف بـ "الإبادة الجماعية للأرمن" إلى ما بعد الانتخابات؛ حتى لا يعطي دفعة للرئيس أردوغان تساعده على الفوز، وذلك بناءً على توصية وزارة الخارجية الإسرائيلية (يديعوت احرونوت، 2018).
كما حرصت "إسرائيل" في هذه الفترة على عدم التصعيد مع قطاع غزة، ومسيرات العودة التي يشهدها القطاع، حتى لا يؤدي ذلك إلى توتر إضافي مع تركيا يخدم أردوغان في حملته الانتخابية (بك، 2018).
لكن بعد فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية، ومن الجولة الأولى، بدأت مرحلة جديدة. فقد قالت د. أفرات أفيف، الخبيرة في الشؤون التركية من جامعة بار إيلان ومركز بيغن/ السادات، إنه لم يعد سهلًا إخراج الناس ضد أردوغان، إلا إذا لم يبقَ لديهم خبز يأكلوه، فالقوة السياسية شبه المطلقة لا تعني الجمهور الذي انتخبه مرات متتالية، ولكن الخبز يعنيه. وفي ظل الوضع الاقتصادي السيء لتركيا، حسب زعمها، وعدم قدرة أردوغان على عمل شيء، عندها يمكن أن نرى الناس يخرجون لإسقاطه (غولان، 2018).
ويرى الكاتب الصحفي إلداد باك ضرورة أن تتجند "إسرائيل" للتحريض ضده في العالم، وذلك من خلال ما أسماه "كشف الوجه الحقيقي للدكتاتور"، على حد تعبيره. فبينما تتدهور تركيا نحو الانهيار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، من وجهة نظره، كان على أحزاب المعارضة أن تتحد خلف مرشحٍ واحد كاريزماتي، يستطيع أن يواجه أردوغان بجدارة. ويرى باك أنه، وبعد فوز أردوغان، أصبح من الضروري أن يعترف الكنيست الإسرائيلي بما أسماه إبادة الشعب الأرمني على يد الأتراك. كما دعا إلى ضرورة الاعتراف بما أسماه حق تقرير المصير للأكراد، واستقلالهم في دولة خاصة بهم. ورأى أن على كل الجهات الرسمية في "إسرائيل" أن تتجند لإقناع الغرب بعدم جدوى التعاون مع تركيا تحت أي ظرف (بك، 2018).
من ناحيته، كتب الصحفي أساف غولان في صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن أردوغان حقق حلم طفولته بأن يصبح سلطانًا ورئيسًا دكتاتورًا، وحقق قوة فائقة سيمضي بها لتعميق الأزمة مع "إسرائيل". وسأل غولان مجموعة من الخبراء في الشأن التركي عن مستقبل تركيا، فقال الدكتور حي إيتان ينروجك، الخبير في الشأن التركي والسياسة التركية في جامعة تل أبيب، إن العلاقات ستستمر كما هي الآن، وإن "إسرائيل" ستستمر في التعرض لموجات غضب أردوغان. وأضاف أنه لن يكون متفاجئا إذا ألغى أردوغان حالة الطوارئ قريبًا، فهو لم يعد بحاجتها نظرًا لحجم الصلاحيات التي حصل عليها.
ونبّه "ينروجك" إلى أن نظام حكم أردوغان لن يكون دينيًا كالنظام الإيراني، ولن يعطي أردوغان صلاحيات لرجال الدين، وإنما سيسخّر رجال الدين لخدمته، وسيحدد لهم طريقة التفكير كما كان الحال إبان الدولة العثمانية، على حد تعبيره (غولان، 2018).
وفي الوقت الذي يكثر فيه النقاش داخل المجتمع الإسرائيلي حول هوية "إسرائيل" بين الدولة الدينية والدولة العلمانية، وفي الوقت الذي تسعى فيه "إسرائيل" إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع أنظمة دكتاتورية في المنطقة، فإنها تهاجم السلوك الديمواقرطي التركي، وتحرض على الديموقراطية التركية، وذلك من خلال الهجوم على الرئيس المنتخب أردوغان، واتهامه بالعمل على بناء تركيا على مقاسه. فأردوغان، حسب زعم الصحافة الإسرائيلية، له صلاحيات واسعة، ومن المتوقع أن يبدأ بتصفية الحسابات مع خصومه، وأن تصبح تركيا تحت حكم الرجل الواحد، الذي يملك حل البرلمان، وتعيين كبار الموظفين، والتدخل في صلاحيات البنك المركزي.
الصحفي تسفي برئيل، الذي تفاءل قبل الانتخابات بتراجع أردوغان، ورأى أن "كرسي أردوغان يترنح، وأنه لو فاز بالرئاسة فسيواجه برلمانًا معارضًا"، حاول بعد الانتخابات أن يتدارك نفسه، فأشار إلى أن مرشح المعارضة "محرم إنجه" أحرز نجاحًا كبيرًا بحصوله على 30% من أصوات الناخبين، وهو ما يساعده على تحدي أردوغان بشكلٍ أقوى في انتخابات 2022، خاصة إذا تحالف مع "أكتشينار"، زعيمة الحزب الجديد، بعد أن استعدت لدعمه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وهو ما يكسر قاعدة الخصومة التي ميزت علاقات الأحزاب التركية التقليدية في السابق، مما يسهل مواجهة تحول تركيا إلى ما سماه دولة الحزب الواحد. وأشاد برئيل بزيارة "محرم إنجه" لزعيم حزب الشعوب الديموقراطي في السجن "صلاح الدين دميرطاش"، الذي يرى فيه منافسًا شرسًا لأردوغان، حيث حصل على نتيجة جيدة في الانتخابات رغم كونه سجينًا.
وبعد فوز حزب العدالة والتنمية، تنبأ برئيل بحملة تصفية الحسابات مع الخصوم، خاصة في ظل شخصية أردوغان، التي لا تمتاز بالتسامح والحِلم على حد قوله. وبناء على ذلك، وحسب زعم برئيل، ستبدأ عملية بناء الجمهورية التركية الجديدة على مقاس أردوغان (برئيل، 2018).
أما الكاتب الصحفي عميت فيلدمان، فكتب على موقع "ماكو" للقناة العبرية الثانية، أن فوز أردوغان هو مقدمة لنظام حكم الرجل الواحد، متساوقًا بذلك مع تصريح الزعيم الكردي "دميرطاش"، الذي قال إن المرحلة الأسوأ لم تأتِ بعد، وإنه سيتم تنظيم كل شيء وفقا لإرادة شخص واحد، على حد قوله. وحذر فيلدمان المواطنين الأتراك بأنهم "سيشعرون بالاختناق تحت نظام حكم إرهابي، ونظام يائِس" (فيلدمان، 2018).
من جانبها، كتبت القناة العاشرة على موقعها الإلكتروني بعنوان "درس للشرق الأوسط: فوز أردوغان أعطاه قوة غير مسبوقة"، ورأت القناة أن أردوغان، رغم التوقعات والآمال باهتزازه، جرف ناخبيه، وفاز من الجولة الأولى.
وتحدث عوزي رابي، رئيس مركز ديان للدراسات في جامعة تل أبيب، عما سيحدث لتركة أتاتورك، وتأثير نتائج الانتخابات على "إسرائيل"، فقال إنه لم يعد هناك شيء اسمه أتاتورك، وإنما هناك سلطان اسمه أردوغان، يعلّم الشرق الأوسط الدروس. وأضاف رابي أن أردوغان وحش سياسة، وأنه سَحَرَ قطاعاتٍ كبيرة من الأتراك، وأنه شخص جارف لا يستهان به، وقد أدخل الموالين له إلى القضاء والجيش والمؤسسات الحكومية، عبر السنوات وفي كل اتجاه. يقول رابي أيضا: "لقد استهتروا به، لكنه بعد 15 سنة يقول للإسلاميين انظروا كيف تُقام الدول، انظروا كيف تُستغل الديموقراطية لإقامة ثيوقراطية". ويرى رابي أنه كان من المفترض أن يتراجع أردوغان بسبب تراجع الليرة التركية؛ لأن ذلك يمس بجيب المواطن البسيط، وهو ما كان يمكن التعويل عليه لفض الناس عنه، لكنه لم يحصل (العاشرة، 2018).
العلاقات مع "إسرائيل": تقديرات مختلفة
وعلى صعيد العلاقة مع "إسرائيل"، يعتقد عوزي رابي، رئيس مركز ديان للدراسات في جامعة تل أبيب، أن أردوغان لن يسارع إلى قطع هذه العلاقة، وإنما سيستغلها أسوأ استغلال، وسيصفع "إسرائيل" دبلوماسيًا يمينًا ويسارًا، وسيعمل على تحقيق مصالحه الاقتصادية. وتطرق رابي إلى تصريحات أردوغان بعد فوزه، حيث أعلن أن نصره هو نصر للشعوب المظلومة، مما يعني أننا "سنلقاه في استعراضات معادية لإسرائيل"، وهذا يعني أنه سيمثل محور الشر بالنسبة لإسرائيل، ولن يدخر أي فرصة إلا ويصفع "إسرائيل" فيها على صدغها، ويرفع من الشأن الفلسطيني (العاشرة، 2018).
أما داني أيلون، نائب وزير الخارجية السابق، والذي سبق وأجلس السفير التركي على الكرسي المنخفض لإهانته، فيرى أن أردوغان غيّر العلاقة مع "إسرائيل" بيديه، واحتل تركيا نفسها من غير قتال، ويمضي اليوم لاحتلال العالم العربي والإسلامي بواسطة الفلسطينيين. ويضيف أيلون أن "إسرائيل" هي أداة جيدة لأردوغان، رغم تأكيده أن العلاقات تبادلية، وأن العلاقات الاقتصادية مع "إسرائيل" مهمة (العاشرة، 2018).
ويرى "ينروجيك"، الخبير في الشأن التركي، أنه لن يطرأ تغير جوهري على العلاقات الإسرائيلية التركية، وأن هذه العلاقات ستكون روتينية، باستثناء هجوم شفهي يعبّر فيه أردوغان عن غضبه كلما كان الوضع الأمني ساخنًا في الشمال أو الجنوب، وعلى "إسرائيل" أن تعتاد على ذلك، وأن تكون مستعدة له مسبقًا في كل عملية تقوم بها.
وتعتقد د. أفرات أفيف، الخبيرة في الشؤون التركية من جامعة بار إيلان ومركز بيغن/ السادات، أن العلاقات بين "إسرائيل" وتركيا ستتوتر، وسيزيد أردوغان هذا التوتر أكثر، وأن هجمات أردوغان على "إسرائيل" لم تكن للدعاية الانتخابية، وإنما هي سياسة دائمة، والآن بعد أن ملك كل هذه القوة لن يوقفه أحد (غولان، 2018).
لكن عراد نير، مراسل الشؤون الدولية في القناة العبرية الثانية، فيرى غير ذلك، ويقول "إنه ما دام الوضع هادئا على جبهة غزة، فإنه يمكن أن يعود السفراء إلى سفاراتهم، ويمكن لملايين الإسرائيليين أن يواصلوا الطيران عبر الخطوط الجوية التركية" (نير، 2018).
الصحافة الإسرائيلية: عناوين تحريضية
أسهمت الصحافة الإسرائيلية في التحريض على الرئيس أردوغان، سواء في افتتاحياتها اليومية، أو في مقالات كتابها الرئيسين. وفيما يلي عينة من هذا التحريض، الذي بدا واضحًا حتى من عناوين التقارير والمقالات التي منحتها الصحافة الإسرائيلية مساحة واسعة.
· "السلطان أردوغان": الصلاحيات الجديدة للرئيس التركي
كان هذا العنوان الرئيس في صحيفة يديعوت أحرونوت غداة فوز الرئيس التركي وحزبه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي جرت في الرابع والعشرين من حزيران. وهذه الصلاحيات كما أوردتها الصحيفة هي: إلغاء وظيفة رئيس الحكومة، وتعيين الوزراء والقضاة وعزلهم، ورقابة مباشرة على القطاعين الخاص والعام.
كما ادعت الصحيفة أن الانتخابات التركية أعطت أردوغان صلاحياتٍ لم يحظ بها أي زعيم تركي منذ مائة عام. وعدّدت كثيرًا من الصلاحيات التي لم تخل من اللمز، وسَخِرت من مبرر تقديم موعد الانتخابات لهذا العام، وهو حاجة تركيا لرئيس قوي لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية للبلاد. وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى فقدان الليرة التركية لـ 20% من قيمتها.
ونبهت الصحيفة إلى أن فترة حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعادت الإسلام إلى الحياة العامة في تركيا، وزعمت أن هذه الفترة شهدت تشديد الرقابة على الإعلام، خاصة بعد فشل محاولة الانقلاب عام 2016، وتراجعت خلالها العلاقة مع أوروبا. وختمت الصحيفة قولها إن العلاقات بين "إسرائيل" وتركيا هبطت إلى الحضيض في عهد أردوغان (يديعوت احرونوت، 2018).
· سيغير تركيا ويرعب أوروبا
كان هذا عنوان تقرير أعده عراد نير، مراسل الشؤون الدولية في القناة العبرية الثانية، الذي قال إن نتيجة الانتخابات هي تولي أردوغان السلطنة في تركيا. فأردوغان، حسب زعمه، هو ثعلب سياسي متمرس، قدم موعد الانتخابات حتى لا يعطي المعارضة فرصة لتجهيز نفسها، وتبين أنه نجح في ذلك.
ويرى نير أن عدم مبادرة زعماء الدول البارزة في حلف الناتو إلى تهنئة أردوغان بالفوز، يضع علامات استفهام على عضوية تركيا في الحلف. بينما سارع رئيس حكومة المجر لتهنئة أردوغان، تعبيرًا عن خوف الاتحاد الأوروبي الذي يقع تحت رحمة أردوغان، الذي يستضيف أربعة ملايين لاجئ سوري يمنعهم من إكمال طريقهم إلى أوروبا، مع أنه يمكنه السماح لهم بذلك (نير، 2018).
· صلاة الجنازة على الديموقراطية التركية
هكذا عنْون إيال زيسر، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة تل أبيب، هجومه على الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان، مؤكدًا أن القطيعة الكاملة بين "إسرائيل" وتركيا، أصبحت بفوزه "أقرب مما كانت في السابق". ورأى زيسر في مقال له في صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، لم تجلب معها أي مفاجأة، حيث فاز الرئيس رجب طيب أردوغان كما كان متوقعًا، وخيب آمال المحللين في الغرب. وأشار إلى أنه حتى لحظة فتح صناديق الاقتراع، وحسب استطلاعات الرأي، كان يبدو للمحللين أنه يمكن هزيمة أردوغان، أو أنه لن يحظى بالأغلبية في البرلمان، بسبب انخفاض سعر العملة التركية، والخوف من انهيار الاقتصاد التركي. موضحًا أن هذا التفاؤل لم يكن مبنيًا على ما يسنده في الواقع.
وانتقد زيسر الذين صوتوا لأردوغان بقوله: "مؤيدوه المصابون بالعمى، واصلوا التصويت". مضيفًا: "بشكل عام، لو لم يفز في الانتخابات، فإن الأمر سيحتاج لسنواتٍ كثيرة لإصلاح الكارثة التي جلبها على تركيا". واعتبر أن فوز أردوغان "بشرى سيئة لتركيا والديمقراطية الشابة، التي تطورت فيها حتى توليه الحكم، وبشرى سيئة أيضا لواشنطن، التي تستنجد بحلفاء معتدلين في المنطقة". وأضاف زيسر: "في السابق، افترضوا في تل أبيب أن أردوغان يستخدم ورقة "إسرائيل" لأغراضه الانتخابية، وأن هذا سينتهي بفوزه، وسيعيد العلاقات بين الدول لسابق عهدها". وتابع: "من المشكوك فيه الاعتماد على هذا الافتراض، الذي أساسه الاعتقاد بأن أردوغان، رغم كل شيء وبعد كل شيء، هو سياسي واقعي، وسيواصل عمله لهدم العلاقة بين تركيا وإسرائيل حجرا حجرا" (زيسر، 2018).
لكن زيسر يحاول أن يبعث الأمل، فيقول: "رغم الفوز الساحق لأردوغان، فإنه بعد 15 سنة من حكمه، ما زال نحو نصف الأتراك يرفضون الثقة به"، معتبرا أن هذا "يكفي لغرس الأمل في مستقبل أفضل لتركيا ومواطنيها"، حسب تعبيره.
واعتبر الأكاديمي الإسرائيلي أن أردوغان "يريد أن يرى في فوزه روحًا داعمة لاستكمال المهمة التي أخذها على عاتقه، وهي تدمير إرث كمال أتاتورك، ومواصلة دفع تركيا نحو ماضيها العثماني والإسلامي"، على حد قوله.
خاتمة
عبرت "إسرائيل"، بشكل أو بآخر، عن آمالها بخسارة رجب طيب أردوغان وحزبه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، أو على الأقل خسارته في الجولة الأولى، أو عدم حصوله على الأغلبية البرلمانية. ولكن بحجم الآمال كانت خيبة الأمل بعد الفوز. وقد أسهم الكتاب الإسرائيليون في التخويف من مستقبل تركيا، ومستقبل ما أسموه "السلطان"، وذلك بتحذيرهم من دكتاتورية سياسية، وانهيار اقتصادي واجتماعي في تركيا نتيجة ذلك. واختلف المحللون حول مستقبل العلاقة بين "إسرائيل" وتركيا، وتراوحت تقديراتهم بين استمرار الوضع الحالي القائم على التوتر، وبين التحذير من تدهور أكبر. ولكنهم في ذات الوقت حرضوا العالم ضد تركيا، ولو من خلال تجويع الشعب التركي، كخيار وحيد لإخراجه ضد أردوغان من أجل إسقاطه.
يضيف موقف "إسرائيل" من نتائج الانتخابات التركية، دليلًا آخر على منهجها في الكيل بمكيالين، فهي تدعي دعم القيم الديمقراطية، ولكنها في نفس الوقت تحرض على الديمقراطية التركية، وتغازل أنظمة ديكتاتورية معروفة. لا يتوقف الأمر عند الكيل بمكيالين، وإنما يعكس منهج "إسرائيل" وسياستها في تقديم مصالحها على كل شيء.
المراجع:
العاشرة. (2018, 6 25). "درس في الشرق الاوسط":فوز أردوغان منحه قوة غير مسبوقة.("شيعور لمزراح هتيخون":نيتسحون اردوان هعنيكلو كوح حسير تكديم). تم الاسترداد من العاشرة: https://www.10.tv/news/166393
برئيل, ت. (2018, 6 25). بعد الفوز .أردوغان يبدأ ببناء تركيا على هيئته وصورته.(احري هنتسحون،اردوان متحيل لبنوت ات تركيا بتسلمو وبدموتو). تم الاسترداد من هآرتس: https://www.haaretz.co.il/news/world/middle-east/1.6201986
بك, ا. (2018, 6 24). تركيا في طريق الضياع السياسي (تركيا بديرخ لابدون بولتي). تم الاسترداد من اسرائيل هيوم: http://www.israelhayom.co.il/article/566285
زيسر, ا. (2018, 6 26). تركيا:صلاة الجنازة على الديموقراطية (تركيا:تفيلات اشخبا لديموكراتيا). اسرائيل هيوم, 26.
غولان, ا. (2018, 6 25). أردوغان حقق حلم طفولته : بأن يصبح سلطان تركيا (اردوان هغشيم حلوم يلدوتو :لهفوخ لسلتان تركيا). تم الاسترداد من اسرائيل هيوم: http://www.israelhayom.co.il/article/566457
فيلدمان, ع. (2018, 6 25). مقدمة لنظام حكم شخص واحد إرهابي(كديمون لمشتار ايميم شل ادام احاد ). تم الاسترداد من ماكو: https://www.mako.co.il/news-world/international-q2_2018/Article-1b91f7c47253461004.htm
نير, ع. (2018, 6 25). سيغير تركيا ويرعب أوروبا(يشنيه ات تركيا فيفحيد ات ايروبا) تم الاسترداد من ماكو: https://www.mako.co.il/news-columns/q2_2018/Article-d8fe705e9e53461004.htm
يديعوت احرونوت. (2018, 6 25). "السلطان أردوغان" : الصلاحيات الجديدة للرئيس التركي (هسولتان اردوان:سمخويوتاف هحدشوت شل نسي تركيا). تم الاسترداد من يديعوت احرونوت: https://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-5295792,00.html
يديعوت احرونوت. (2018, 6 3). وزارة الخارجية:"قدمنا توصية لنتنياهو لتأجيل نقاش الاعتراف بإبادة الأرمن " (مسراد هحوتس:"هملتسنو لنتنياهو لدحوت ات هديون بهكراه بشوءات هأرمنيم"). تم الاسترداد من يديعوت احرونوت: https://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-5277452,00.html