أداء الاقتصاد الفلسطيني في الربع الأول 2024

إخلاص طمليه/ تنزيل التقرير

يرصد تقرير “أداء الاقتصاد الفلسطيني” عرضا أرشيفيا متكاملا لأبرز المؤشرات الاقتصادية الكلية، ووصفا وتحليلا للتطورات الحاصلة على جميع القطاعات الاقتصادية في الربع الأول من عام 2024، مع مقارنتها بنظيرتها لعام 2023. يحلل القسم الأول من التقرير التطورات الديموغرافية في فلسطين، والتوزيع الجغرافي للسكان في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتأثير العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023 على المؤشرات السكانية للقطاع.

ثم يتتبع القسم الثاني متغيرات الناتج المحلي الإجمالي حسب التسلسل الزمني المطلوب، والذي تعرض لانكماش حاد في ظل انهيار المنظومة الاقتصادية في قطاع غزة، ويقارن التغيرات في مكونات الناتج المحلي الإجمالي من القطاعات الاقتصادية الرئيسية، والتغيرات في نصيب الفرد من الناتح المحلي الإجمالي.

بعد ذلك يتطرق التقرير لمؤشرات سوق العمل الفلسطيني، وتحليل آثار العدوان الإسرائيلي على مؤشرات العمالة، مثل معدل البطالة ومعدل عرض العمالة. وفي القسم الرابع يستعرض التقرير تطورات المالية العامة للسلطة الفلسطينية، بما يشمل تحليل الإيرادات العامة والنفقات العامة، وتوزيعها بين أولويات الصرف خلال الربع الأول من عام 2024. كما يختتم التقرير برصد الأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة، وارتفاع نسب الفقر والبطالة فيه، والتأثيرات الاقتصادية للحرب في الاقتصاد الغزي، والوقوف على حجم الدمار الذي سببته آلة الحرب الإسرائيلية، وذلك من منطلق إدراكنا بأن نتائج الحصار والحروب المتتالية وتأثيراتها، لا تقتصر على المباني والبنية التحتية والأراضي الزراعية فحسب، بل تمتد أيضا لتؤثر في مؤشرات الأداء الاقتصادي للمنطقة، وبنيته وتطوُره.

التطورات الديموغرافية

تشير الوقائع إلى أن الأراضي الفلسطينية ومكوناتها الديموغرافية الفلسطينية، مرت بسلسلة طويلة من التغيرات، التي أضحت تشكل تهديدا حقيقيا للمكون الديموغرافي الفلسطيني ومستقبل صموده، فالتجاوزات الواضحة للقانون الدولي تظهر جليا في ممارسات الاحتلال، وسعيه لمحو المكون الديموغرافي الفلسطيني، وحصره في مساحات جغرافية ضيقة، تمهيدا للسيطرة على المساحات المفرغة حديثا.

يقدر عـدد الفلسطينيين في العالم حتى منتصف عام 2024 بحوالي 14.8 مليون فلسطيني، نصفهم تقريبا يقيمون فـي فلسطين التاريخية ونصفهم في الشتات. ففي فلسطين التاريخية يقيم حوالي 7.41 مليونا، يتوزعون بين 5.61 مليونا في الضفة الغربية وقطاع غزة (38%)، و 1.8 مليونا داخل الخط الأخضر (12%). وفي الشتات يقيم 6.3 مليونا (43%) في الدول العربية، وحوالي 1.1 مليونا في الدول الأجنبية (7%) من إجمالي عدد الفلسطينيين في العالم.[1]

شكل (1): التوزيع النسبي لسكان الضفة الغربية وقطاع غزة حسب المحافظة في نهاية عام 2023 (%).

المصدر: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2024، الفلسطينيون في نهاية عام 2023.

من الملاحظ ارتباط التغيرات الديموغرافية في فلسطين بالجرائم الإسرائيلية، والتي وصلت حد الإبادة الجماعية والتهجير القسري، فمنذ السابع من أكتوبر 2023، شهد قطاع غزة تصعيدا إسرائيليا غير مسبوق بحق كافة مكونات المجتمع الفلسطيني، تدهورت معه جميع الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في جميع أنحاء فلسطين، وبخاصة في قطاع غزة. فخلال الربع الأول من عام 2024، استشهد نحو 32,700 فلسطيني جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، منهم حوالي 8850 من النساء، وحوالي 13.800 من الأطفال، وأصيب نحو 75.200 فلسطيني نسبة كبيرة منهم من الأطفال، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 8100 شخص ما زالوا في عداد المفقودين تحت الأنقاض.[2]

كما تشير المعطيات الإحصائية إلى أنه عشية العدوان على قطاع غزة، كان يقيم في القطاع نحو 2.2 مليون فلسطيني[3]، على مساحة قدرها 365 كيلومترا مربعا، أي بواقع 6,185 فردا/كم2 [4]، يمثلون نحو 40% من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة. وبحلول 12 نيسان/ إبريل 2024، كان ما لا يقل عن 5% من سكان غزة قد قُتلوا أو أصيبوا[5]. الأمر الذي يشير إلى وجود نكبة جديدة، ومحاولات للتهجير في السياق الأوسع للمخطط الاستعماري لفلسطين، ولقطاع غزة على وجه الخصوص.

تستمر الحرب الديموغرافية حتى اللحظة، وخاصة مع وجود هجرة للإسرائيليين من الخارج إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. ففي الوقت الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي ببناء مئات الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، يعيش أكثر من 745 ألف مستوطن في 151 مستوطنة مقامة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية في نهاية عام 2022، إضافة إلى هدم وتدمير ما يزيد عن 1200 مبنى ومنشأة بشكل كلي أو جزئي في الضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية) في نفس الفترة[6]. يعد هذا العدوان الأقسى ديموغرافيا من ناحية أعداد الشهداء والنازحين، علاوة على ذلك، أفضى العنوان الحالي إلى تغيرات ديموغرافية يمكن رصدها بشكل واضح في علاقة السكان بالمكان، وبالتحديد في شمال قطاع غزة.[7]  

كما تظهر بيانات الأقمار الصناعية حتى 8 مايو/ أيار أن 57.5% من المباني في قطاع غزة قد تكون متضررة أو مدمرة بسبب القصف المستمر، مما أدى إلى تهجير مليوني شخص. ولا يزال شمال غزة هو المنطقة الأكثر تضررا، حيث من المحتمل أن تكون تضررت أو دمرت 70% من المباني، في حين ينتشر الدمار مع توسيع الاحتلال هجومه العسكري جنوبا من مدينة خان يونس، لتصل إلى 36% من المباني في مدينة رفح حتى الآن. [8]

وبناء على الأحداث الجارية في القطاع، والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين وأسرهم هناك، ومحو عدد كبير من العائلات الفلسطينية من السجل المدني، فمن المتوقع أن يحدث اختلال كبير في التركيب العمري والنوعي للسكان في قطاع غزة.

لقراءة كامل التقرير اضغط هنا


[1] الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2024، الإحصاء الفلسطيني يستعرض أوضاع السكان في فلسطين بمناسبة اليوم العالمي للسكان. رام الله- فلسطين.

[2] وزارة الصحة الفلسطينية. 2024. التقرير اليومي عن آثار العدوان الإسرائيلي على فلسطين. رام الله- فلسطين.

[3] كتاب فلسطين الإحصائي السنوي 2023، رام الله –فلسطين: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2023.

[4]  الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. 2024. أوضاع الفلسطينيين عشية ذكرى النكبة. بيان صحفي. رام الله- فلسطين.

[5] ESCWA. UNDP. 2024.Expected Socio-Economic Impacts on the State of Palestine Update | April 2024.

[6]  الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2024. أوضاع الفلسطينيين في نهاية عام 2023، عشية رأس السنة الجديدة 2024. رام الله- فلسطين.

[7] معهد أبحاث السياسات الاقتصادية (ماس). 2023. التحول الديموغرافي القسري المتسارع في فلسطين. العدد 8. رام الله- فلسطين.

[8] ESCWA. UNDP. 2024.Expected Socio-Economic Impacts on the State of Palestine Update | April 2024.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى