أحمد يوسف

وُلد يوسف محمود صالح المعروف بـ (أحمد يوسف) في مخيم رفح (الشابورة) للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة في السابع والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1950، لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية حُليقات المهجَّرة قضاء غزة المحتل، وهو متزوج وله ثمانية من الأبناء. درس المرحلة الأساسية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة بئر السبع الثانوية للبنين، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1969، والتحق بمدرسة الأقصى الشرعية في مدينة القدس، ثم سافر للدراسة في تركيا عام 1970، ونال درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الأزهر في مصر عام 1979، ودرجة الماجستير في التقنية الصناعية من جامعة كولورادو الحكومية Colorado State University في الولايات المتحدة عام 1984، ودرجة الماجستير الثانية في الإعلام الدولي من جامعة ميزوري-كولومبيا (UM) عام 1987، ودرجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كولومبيا الحكومية  Colorado State University عام 1994. عمل موظفا في جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي في الإمارات بين عامي (1979-1982)، ومديرا للمؤسسة المتحدة للبحوث والدراسات في الولايات المتحدة بين عامي (1991-2004)، ومستشارا سياسيا لرئيس الوزراء إسماعيل هنية بين عامي (2006-2008)، ووكيلا لوزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية بين عامي (2007-2011)، ومديرا لمعهد بيت الحكمة للبحوث وحل النزاعات (مقره في مدينة غزة) منذ عام 2009، وأستاذا زائرا في قسم العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية منذ عام 2015.

انتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1968، ونشط في العمل الإسلامي في الولايات المتحدة، وكان من قيادات الاتحاد الإسلامي الفلسطيني في أمريكا الشمالية، والتحق بحركة حماس فور تأسيسها، وكان من كوادرها في الولايات المتحدة، وعضوا في اللجنة السياسية والإعلامية التابعة لها أثناء الانتفاضة الأولى، وأحد العاملين في مكتبها السياسي أثناء تواجده في الخارج مطلع تسعينيات القرن العشرين، وعضوا في مجلس شوراها العام، وشارك في لقاءاتها مع وفود أوروبية من عدة دول مثل النرويج وهولندا.

نشط على مستوى العمل المؤسساتي، حيث صار عضوا في عدد من اللجان والنقابات والروابط والهيئات مثل: لجنة المتابعة لدعم الوحدة الفلسطينية، ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، ونقابة المهندسين الفلسطينيين، ورابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وهيئة الوفاق الوطني الفلسطيني التي يرأسها. 

ترأس قسم التحرير في عدد من المجلات مثل: مجلة الأمل التي كانت صوت رابطة الشباب المسلم العربي في الولايات المتحدة، ومجلة شؤون الشرق الأوسط الدولية التي كانت تصدر باللغتين العربية والإنجليزية، وشارك في عدد من المؤتمرات واللقاءات ذات الطابعين الأكاديمي والثقافي مثل مؤتمر الإسلام والغرب تعاون لا مواجهة (1993)، ومؤتمر الإسلام وأمريكا والعالمية الثالثة بالتعاون مع جامعة جورج تاون.

 يستضاف على وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية للتعليق على تطورات القضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال، ويكتب المقالة السياسية التحليلية في مجلات محلية وعربية ودولية باللغتين العربية والإنجليزية، مثل مجلة فلسطين المسلمة، والقدس العربي، والشرق الأوسط، والقدس، والأيام الفلسطينية، ونيويورك تايمز، وواشنطن بوست،  وصدر له عدد من الكتب والدراسات والأبحاث باللغتين العربية والانجليزية تناول فيها قضايا الصراع العربي الإسرائيلي وشؤون الحركة الإسلامية في فلسطين والعالم، إضافة إلى إشكاليات العلاقة بين الإسلام والغرب، وحملات التشويه والتحريض الصهيونية ضد الفلسطينيين والحركات الإسلامية، ومن كتبه: تحولات الفكر الإسلامي المعاصر (1983)، السياسي مفاهيم ومواقف (1990)، والحركة الإسلامية وحرب الخليج (1992)، وسلسلة الإنسان موقف (عدة أجزاء، صدرت تباعا منذ عام 2012)، وموسوعة رجال عرفناهم (من جزئين، مشترك).

يرى يوسف بأنّ اتفاق أوسلو اتفاق أمني لم يُنصف الفلسطينيين، بل وظَّفهم ليكونوا وكلاء أمنيين للاحتلال، فكان هدفه حماية الاحتلال، وجميع بنوده كانت مفرغة من جوهرها، وهو في النهاية كارثة على الشعب والقضية الفلسطينية، ويعتقد أنّ العلاقات الوطنية بين الفصائل هي علاقات منسجمة بدرجة جيدة، حيث تغيرت المعادلة خاصة بعد أحداث عام 2007، حيث أدرك الجميع ضرورة إشراك الكل في المشروع الوطني وعدم حرمانه من قناعاته ورؤيته في التحرير والعودة، ووُجد نوع من الاعتراف بالآخر ضمن شراكة سياسية وقواسم مشتركة، ويؤكد بأنّه مع توظيف كافة أشكال المقاومة المتاحة حسب مقتضيات المرحلة وتطورات أي جهود سياسية ممكن أن تُبذل في القضية الفلسطينية، فالمقاومة عمل تكتيكي سواء كانت عسكرية أو سلمية، ويدعو إلى التركيز على المقاومة اللاعنفية لكسب تعاطف الشعوب التي تعترف بحق تقرير المصير وليكون لنا حضور في المحافل الدولية وليس فقط الشعوب العربية والإسلامية، ويرى أن حركة حماس أقرَّت باستعدادها لدخول المنظمة، وأن تكون المنظمة هي العباءة الوطنية للكل الفلسطيني، من خلال انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها الجميع، ولا يوجد أي ذريعة لأي فصيل فلسطيني بالتفرد بالحكم في المنظمة أو الحكومة، ولكن السلطة هي التي تدير المنظمة وهمشتها، ومع ذلك يمكن إعادة إحياء المنظمة لتصبح الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

يعتقد أنّ الأنظمة العربية كانت تحاول تقديم الدعم والإسناد للفلسطينيين في فترات سابقة، ولكن استطاعت إسرائيل عبر الولايات المتحدة التأثير على المواقف الرسمية العربية وذلك من خلال مسارات التطبيع مع العدو، فيما لا زالت الشعوب العربية حيّة ورافضة للاحتلال والحركة الصهيونية، والأمل معقود عليها رغم ضعفها وتفككها في الفترة الحالية. ويؤمن بأنّ حل التحرير للقضية الفلسطينية في سياقات هذا الزمن من الممكن أن يتمثل في الدولة الواحدة ثنائية القومية، وذلك في إطار إمكانيات الفلسطينيين وقدراتهم وحالة التشرذم والضعف التي تحياها الأمة، وهذا الحل يحفظ للفلسطينيين حقوقهم ولا يحرمهم من العودة إلى ديارهم، ويحافظ على المقدسات، ومن الممكن من خلاله إقناع المجتمع الدولي بأن الصراع مع الاحتلال صراع على الحقوق وستنتهي ادعاءاته بأننا نريد أن نتخلص من اليهود، إنما كانت المشكلة في الحركة الصهيونية وأفكارها في إحلال مجموعات من اليهود محل الشعب الفلسطيني، فبالتالي يمكن إقامة فيدرالية الأرض المقدسة والوصول لتسويات للمشاكل التي طرأت بسبب النكبة والانحياز الغربي الذي حاول حل مشكلة اليهود على حساب الشعب الفلسطيني.

يؤكد يوسف على أنّ رجوع اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها هو حقهم الكامل وبحسب القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة، ويجب تعويضهم أيضا، وبالنسبة للفلسطينيين الذين وطنوا أنفسهم في أماكن أخرى فيجب الإقرار بحقهم كفلسطينيين من خلال جواز سفر فلسطيني، وتعويضهم عن عدم رغبتهم في العودة، وعدم منعهم إطلاقا من الرجوع متى شاءوا.

يرى يوسف أن النظام السياسي الفلسطيني هو نظام استبدادي خاضع لحكم الفرد، بالرغم من بعض الممارسات التي تُظهر الديمقراطية ولكنها في ظل نظام شمولي دكتاتوري، وهذا النظام بحاجة إلى إعادة بناء وهيكلة لكي يصبح لكل صاحب صوت رأي باختيار قياداته السياسة، وأن تكون سلطة منتخبة وتتشكل حكومة ديمقراطية توافقية يشارك فيها كل القوى الوطنية والنضالية.

يعتبر يوسف أن القضية الفلسطينية في حالتها الحالية وفي ظل هذا التغول الإسرائيلي والانحياز الغربي وضعف الأمة العربية، تحتاج إلى تهدئة يجد فيها الفلسطينيون أنصارا وداعمين يواجهون بهم الانحياز الدولي، ويرممون الأوضاع بما في ذلك الانقسام الفلسطيني، وإعادة هيكلة المقاومة لتمثل الكل الوطني، والتأكيد على أنها حق للدفاع عن الشعب الفلسطيني من أجل تقرير المصير، وحتى يظهر الفلسطينيون بصورة شعب له واجهة سياسية معروفة يمكن أن تخاطب العالم، وتقديم محاولة لتغيير موازين القوى وتعزيز العمق العربي والإسلامي وأصحاب الضمائر في كل العالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى