أحمد المدلل

وُلد أحمد خليل المدلل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة في الأول من شهر كانون الثاني/ يناير عام 1963، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية البطاني الغربي المهجَّرة قضاء غزة المحتل، وهو متزوج وله ثمانية أولاد. درس المرحلة الأساسية في مدرسة “ج” الابتدائية ومدرسة “ب” الإعدادية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والمرحلة الثانوية في مدرسة بئر السبع الثانوية، وقد حصل منها على الثانوية العامة عام 1980، ونال درجة البكالوريوس من كلية العلوم في جامعة بيرزيت عام 1987، ودرجة الدبلوم في الدراسات العليا في التربية الإسلامية من الجامعة الإسلامية في غزة عام 1994، ودرجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة الزعيم الأزهري في السودان عام 2020. عمل المدلل موظفا في بنك الدم المركزي في غزة بين عامي (1988-1991)، وأصبح رئيسا لقسم الطب المخبري في وزارة الصحة بين عامي (1995-2023).

انتمى المدلل إلى حركة الجهاد الإسلامي عام 1981، وتولى عددا من المهام والمسؤوليات فيها، حيث كان مسؤولا للجنة التنظيمية، وعضوا في دائرة العلاقات الوطنية الخارجية، ومسؤول دائرة اللاجئين منذ عام 2017، ومتحدثا باسمها في وسائل الإعلام، وعضو وفدها إلى مؤتمر المصالحة في الجزائر عام 2022، وعضو مكتبها السياسي منذ 2023، كما أنَّه شارك في وفودها الرسمية التي زارت عددا من الدول، منها إيران عام 2012.

نشط في إلقاء الدروس الدينية والخطب في المساجد، وهو عضو في مجمَّع رفح الطبي منذ عام 2013، وعضو في تجمع مبادرون منذ عام 2017.

يؤمن المدلل بأنّ قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، ويعتقد بأن اتفاق أوسلو كان كارثة حلت على الشعب الفلسطيني، وهو مرفوض من بدايته كونه اعترف بوجود الاحتلال الإسرائيلي على 78% من أرض فلسطين، فيما بقيت 22% أرضا متنازعا عليها وتحولت بعد ذلك إلى دولة مستوطنات، وما نراه الآن من تغول صهيوني وتطبيع بعض الأنظمة مع العدو هو نتيجة لهذا الاتفاق المجحف بحق الشعب الفلسطيني، ويرى المدلل أن العلاقات الوطنية في قطاع غزة هي علاقات جيدة، ولا يوجد أي إشكاليات، وأنّ حركة الجهاد الإسلامي تكون دائما صمام أمان في حال حدوثها. ويؤكد على أحقية الشعب الفلسطيني بكافة أنواع المقاومة بما فيها المقاومة الدبلوماسية، ويشدَّد على أن المقاومة المسلحة في مقدمتها، لأنّ ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والشعب الفلسطيني تبنى فكر المقاومة، وتأكد بأنّه لا خيار لمواجهة الاحتلال ولا يمكن دحره إلا من خلالها، وغزة نموذجا ودليلا على ذلك، وقد بات يعيش الاحتلال حالة من الضعف والهشاشة ووجود تصاعد للمقاومة في كافة الأراضي الفلسطينية حيث أصبحت المقاومة جماهيرية ولم تعد محصورة بتنظيمات معينة.

يعتقد المدلل بأنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي مطلب فلسطيني عربي تحرري، وحركة الجهاد تساهم في محاولات بناءها من جديد لتكون منظمة لتحرير فلسطين وليس للاعتراف بالعدو، ويرفض انزلاق المنظمة إلى دهاليز السلطة، ويرفض أيضا الانخراط بالسلطة لأنها شرعنت الاحتلال الصهيوني. ويعتقد أيضا بأنّ القضية الفلسطينية ذاهبة إلى معركة محتدمة مع العدو، خصوصا في ظل التطرف الذي يعيشه المجتمع الصهيوني والذي أنتج حكومة متطرفة وفاشية تمارس جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، وستكون هذه المعركة فاصلة، والشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حق العودة، وسيبقى يناضل لأنّ هذه الأرض لا تقبل القسمة على شعبين إنما هي أرض فلسطينية للفلسطينيين فقط، ويؤمن المدلل بالحل القائم على تحرير كامل فلسطين التاريخية من البر إلى البحر ورجوع اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها.

يصف النظام السياسي الفلسطيني الحالي بأنَّه نظام دكتاتوري، ويرى أن الحالة العربية تعيش أزمة كبيرة جدا وهناك حالة ضعف كبير واعتراف وتطبيع مع العدو، إضافة إلى وجود شراكات أمنية وعسكرية واقتصادية بين بعض الأنظمة العربية والكيان الصهيوني، مما يؤكد على الانحطاط التي وصلت إليه هذه الأنظمة، وهذه حالة لا تبشر بخير ولا تؤملنا كفلسطينيين بأن تقاتل هذه الأنظمة معنا، وقوة الاحتلال الصهيوني آتية من الضعف العربي.

عانى المدلل في حياته؛ فقد اعتقله الاحتلال بين عامي (1991—1993)، بالإضافة إلى اعتقال نجله الأكبر طارق بين عامي (2004-2018)، وتم قصف منزله من قبل الاحتلال في حرب الفراق عام 2008، واغتال الاحتلال ابنه زياد في معركة وحدة الساحات عام 2022.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى