أحمد الفليت
وُلد أحمد إبراهيم الفليت في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة في الأول من حزيران/ يونيو عام 1973، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد. درس المرحلة الأساسية في مدرسة دير البلح الابتدائية للبنين، والمرحلة الثانوية في مدرسة ابن زيدون في مخيم المغازي، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة المنفلوطي في دير البلح عام 1991، والتحق بالجامعة الإسلامية في مدينة غزة لدراسة إدارة الأعمال، ونال درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة “تل أبيب” المفتوحة أثناء وجوده في سجون الاحتلال، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة نفسها عام 2005، وهو حاصل على رخصة ترجمة قانونية.
أدار الفليت رابطة الأسرى والمحررين في قطاع غزة بين عامي (2012-2014)، وعمل مدرِّسا للغة العبرية في مركز الميزان لحقوق الانسان، والمركز الفلسطيني، والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وأسَّس وأدار مركز نفحة للتدريب واللغات والبرمجة منذ عام 2015، وعمل في مجال التدريب في عدة كليات ومراكز وشركات منها: كلية مجتمع غزة السياحية عام 2012، والمركز التقني للتدريب، ومركز نيو سكوب بين عامي (2013-2015)، وشركة سنا التجارية بين عامي (2016-2017)، وشركة العودة التجارية عام 2018، وشركة الجنيدي التجارية بين عامي (2017- 2019)، وهو متعاقد مع المعهد المصرفي الفلسطيني منذ عام 2013 لتدريب موظفي بنوك قطاع غزة، ومحاضر متطوع في أكاديمية المسيري للبحوث والدراسات، وأكاديمية دراسات اللاجئين.
نفَّذ الفلِّيت عملية في مستوطنة كفار داروم في دير البلح قَتَل فيها المستوطن شمعون بيران في الخامس والعشرين من تموز/ يوليو عام 1992، وانتمى لحركة حماس داخل سجون الاحتلال، وأصبح من كوادرها، وشارك في تخطيط وتنفيذ فعاليات وطنية للحركة الأسيرة في مواجهة سياسات إدارة مصلحة السجون الصهيونية، وانخرط في النشاطات المساندة للأسرى وقضيتهم بعد خروجه من السجن محليا وعربيا ودوليا، وقد كان عضوا في مجلس إدارة جمعية واعد للأسرى والمحررين بين عامي (2013- 2015).
يهتم الفليت في إعداد دراسات وأبحاث عن الشأن الإسرائيلي، وتَرْجَم للعربية مذكرات إيهود أولمرت عام 2018، ونصوصا أخرى.
يعتقد الفليت أن أوسلو أكبر إنجاز لدولة الاحتلال في تاريخها، وأحد أسباب استمرار الاحتلال حتى الآن، وشكَّل بداية تخلي العرب عن مسؤولياتهم اتجاه القضية الفلسطينية، وبدء إقامة علاقات رسمية بين الدول العربية ودولة الاحتلال، كما أن جزءا من المعارضين لأوسلو، لم يستطيعوا إيجاد بديل عنه مما أدى إلى انخراطهم في مخرجاته، أما الانقسام، وفق الفليت، فأحد المآسي التي حدثت للشعب الفلسطيني، ولا توجد بوادر لإنهائه.
يرى أن النظام الفلسطيني ديمقراطي على المستوى النظري، ولكن فعليا هو يخضع لحكم فصائلي، كما أنَّ المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي لمنظمة التحرير معطلان. ويؤمن أن الشعب الفلسطيني شعب عظيم يمتلك الإمكانيات والكفاءات والإرادة في التحرير، لكن القيادة السياسية هي المعضلة الأساسية، وتاريخيا لم تتشكل قيادة سياسية أنجزت شيئا فعليا على أرض الواقع، في المقابل أعادت معركة سيف القدس عام 2021 البوصلة نحو القضية الفلسطينية، خصوصا مع ما واكبها من حراك في الداخل المحتل وفي المنطقة العربية، ويدعو الشعب الفلسطيني إلى اعتماد استراتيجية وطنية موحدة تتبنى وسائل المقاومة المختلفة، والعمل على إنهاء الانقسام، وحل النزاعات الداخلية، والاستثمار في بناء المواطن الفلسطيني بشكل أساس، وتكثيف الجهود نحو التحرير ثم بناء الدولة، وليس بناء سلطة أو دولة تحت الاحتلال، وحل قضية اللاجئين المرتبطة بالتحرير.
يعتقد الفليت أن التضامن مع القضية الفلسطينية قلّ نسبيا عما كان في السابق، بسبب انشغال الشعوب في سد احتياجاتها الأساسية، وتطبيع بعض الأنظمة العربية مع دولة الاحتلال، في حين أن الشعوب نفسها بقيت رافضة لهذا التطبيع ومساندة لقضية فلسطين التاريخية، ويرى أن تحرير فلسطين التاريخية هو الخيار السليم، فيما حل الدولتين مستحيل.
عانى الفلِّيت من الاحتلال؛ حيث أصيب أثناء تنفيذه لعملية مُقاوِمَة في الخامس والعشرين من تموز/ يوليو عام 1992، وتم اعتقاله في مكان العملية، وخضع لتحقيق قاسٍ، ولإهمال طبي، وهدم الاحتلال بيت عائلته في نفس اليوم، وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة، وبقي في سجون الاحتلال حتى أفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار في الثامن عشر من تشرين الأول عام 2011.