أحمد الشقيري
ولد أحمد أسعد الشقيري في قلعة تبنين في لبنان عام 1908، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد وثلاث بنات، كان والده مفتيا للجيش العثماني الرابع وأحد معارضي الحاج أمين الحسيني في فترة الاحتلال البريطاني. درس في جامع الجزار على يد مفتي عكا عبد الله الجزار، وأنهى المرحلة الأساسية في طولكرم وعكا، والثانوية في مدرسة المطران غوبات للبنين (مدرسة صهيون) الإنجليزية في القدس، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1926، ودرس في الجامعة الامريكية في بيروت بين عامي (1926-1927)، وأنهى درجة البكالوريوس في الحقوق من معهد الحقوق في القدس عام 1932. عمل في الصحافة ثمَّ في المحاماة، وعُيِّن عضوًا في البعثة السورية في الأمم المتحدة عامي (1949-1950)، وأمينا عامًا مساعدًا للجامعة العربية (1951-1957)، ووزير دولة لشؤون الأمم المتحدة في الحكومة السعودية، وسفيرًا دائمًا لها لدى الأمم المتحدة حتى عام 1963، وممثلا لفلسطين في جامعة الدول العربية سنة 1963.
انخرط في الحركة الوطنية منذ شبابه المبكر، وكان عضوًا في مؤتمر جمعيات الشبان المسلمين في يافا عام 1928، والتصق بحزب الاستقلال وكان معارضًا للحاج أمين الحسيني ومطالبًا بفتح المجال للشباب بالانخراط في الحياة العامة، ومن خلال عمله محاميًا دافع عن المعتقلين في السجون البريطانية، ووقف في وجه مصادرة أراضي الفلاحين، وكُلِّف بتأسيس مكتب الإعلام العربي في واشنطن عام 1945 بهدف الدعاية للقضية الفلسطينية، وكان مديرًا للمكتب العربي في القدس بين عامي (1946-1947)، وكلفه الرؤساء العرب ببعث الكيانية الفلسطينية؛ فأشرف على عقد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس عام 1964، والذي انبثقت عنه منظمة التحرير الفلسطينية، حيث أشرف على وضع ميثاقها القومي وأهم هياكلها المؤسساتية، وفي مقدمتها جيش التحرير الفلسطيني، والصندوق القومي الفلسطيني، ومركز أبحاث منظمة التحرير، وكان أول رئيس للجنتها التنفيذية ولمجلسها الوطني، وسارع للتواصل مع المحيط الإقليمي ودول العالم باسم منظمة التحرير من أجل نصرة القضية الفلسطينية، وعرف عنه اللاءات الثلاث؛ لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف، والتي أعلنها مؤتمر القمة العربي في الخرطوم بعيد نكسة حزيران عام 1967 .
كان خطيبًا مفوهًا، وعبَّر في خطاباته الكثيرة عن إيمانه بهدف تحرير فلسطين، وبالكفاح المسلح طريقًا لتحقيق ذلك. فيما انتقده كثيرون لتفرده في صناعة القرار وتهوره في تصريحاته الصحفية، وقد أحدثت بعض خطاباته أزمة سياسية خصوصًا مع الأردن، كما اعتبره كثيرون إفرازًا لقناعات النظام الإقليمي العربي حول فلسطين، الأمر الذي كبَّل خياراته وجلب له عداء قوى المقاومة المسلحة الناشئة لا سيما حركة فتح وغيرها، فاستقال من منصبه تحت وطأة نكسة عام 1967 ومطالبات أقرانه.
عاش الشقيري مأساة الحرب العالمية الأولى واحتلال بريطانيا لفلسطين عام 1917، وطُرد من الجامعة الأمريكية في بيروت لمشاركته في تظاهرة سياسية عام 1927، واعتقل إبان ثورة البراق عام 1929 وفُرضت عليه الإقامة الجبرية في عكا فترة من الزمن، وسجن إبان الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 مرتين، وتجرَّع مرارة النكبة عام 1948، والنكسة عام 1967.
ترك الشقيري نيفا وعشرين كتابًا منها كتاب أربعون عامًا من الحياة العربية والدولية ( 1969)، وكتاب حوار وأسرار مع الملوك والرؤساء (1970)، وكتاب على طريق الهزيمة مع الملوك والرؤساء(1972)، وقد جمعت كل كتبه في ستة مجلدات، وصدرت عن مركز دراسات الوحدة العربية سنة 2006. توفي الشقيري في عمان عام 1980.
المصادر والمراجع:
- الحوت، بيان، وآخرون. “أحمد الشقيري، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لرحيله”. بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 2005.
- الشقيري، أحمد. ” أربعون عامًا في الحياة العربية والدولية”. بيروت: دار النهار، 1969.
- العودات، يعقوب. “من أعلام الفكر والأدب في فلسطين”. عمّان: د.ن ، 1976.
- “الموسوعة الفلسطينية” القسم العام، المجلد الأول. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.