أبناء الأقليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي
ركزت الحركة الصهيونية، منذ أن بدأت العمل في فلسطين لإقامة الدولة العبرية، على دراسة النسيج الاجتماعي العربي، وخاصة أبناء الأقليات، لتستعين الدولة الوليدة بهم، ولتُضعف المناعة القومية المكتسبة لدى الشعب الأصلي، وذلك على أساس القاعدة الاستعمارية المعروفة "فرق تسد"، التي انتهجتها كل الدول الاستعمارية.
لقد لعب أبناء الطائفتين الدرزية والشركسية، وبعض أبناء العشائر البدوية، دورًا بارزًا في هزيمة 1948، وأصبحوا بعد قيام الدولة جزءًا من الجيش الإسرائيلي، حيث يتم تجنيدهم إما إجباريًّا كاليهود، أو اختياريًّا.
وبالرغم من تجند أبناء الطائفتين الدرزية والشركسية، وأبناء جيش لبنان الجنوبي، للجيش إجباريًّا، وتطوع بعض أبناء البدو والعرب المسلمين والعرب المسيحيين، إلا أنهم يبقون في هامش الجيش، مقارنة بأبناء اليهود، وذلك كما تشير كافة الأبحاث التي أجريت في هذه المسألة، إذ إن دمجهم العسكري يجب أن يُتبع بدمج مدني، وفي كافة المجالات (كرميلي، 2012). مما يدل على أن الإسرائيليين لا يرونهم مواطنين متساوين في الحقوق، إنما مرتزقة انسلخوا من شعبهم، وقبلوا أن يناصروا الدولة المحتلة.