نتنياهو: أزمة جدية في الانتخابات القادمة

صلاح العواودة

تشهد الحياة السياسية في “إسرائيل” أزمة غير مسبوقة منذ نهاية عام 2018، حيث شهدت ثلاث معارك انتخابية للكنيست الـ 21 والـ 22 والـ 23، دون أن يتمكن أي من الفريقين المتنافسين من حسم المعركة لصالحه، مما اضطر المتنافسين إلى التوافق في ائتلاف سياسي غير مسبوق بتعقيداته وشروطه، واعتُبر هذا الائتلاف الحكومي الأكثر كلفة في تاريخ الدولة العبرية، فهو أكثر ائتلاف من حيث عدد الحقائب الوزارية، كما أنه يتكون من رأسين، بل حكومتين داخل حكومة، حسب ادعاء أنصار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي 23/12/2020، انتهت اللعبة بحل الكنيست، والذهاب لانتخابات مبكرة، وهي الرابعة خلال سنتين.

يناقش هذا المقال السيناريوهات المحتملة لهذه الأزمة، ومستقبل نتنياهو، وإمكانية ظهور بديل عنه، وتوقعات المشهد الإسرائيلي في المرحلة المقبلة.

 

استمرار الأزمة وتفاقمها

كان اتفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو و رئيس حزب “أزرق_أبيض” بيني غانتس في شهر أيار/ مايو 2020، على تشكيل حكومة وحدة يتناوبان على رئاستها مفاجئا لأغلب المراقبين؛ وذلك نظرا لحجم الخلاف بينهما من ناحية، ولأن الانتخابات الثلاثة الماضية تمحورت حول قضية واحدة، هي شخص نتنياهو وبقاؤه في رئاسة الحكومة، أو استبداله، كما أن أغلب المراقبين تنبؤوا بأن لا يستمر الائتلاف الحكومي كثيرا، ولنفس السبب، وهو شخص نتنياهو، الذي يستحوذ على الحلبة السياسية الإسرائيلية، ويرأس الحكومة منذ عام 2009.

 وللأسباب السابقة، وفي تاريخ 23 ديسمبر الماضي، تم الوصول إلى قرار حل الكنيست، والذهاب إلى انتخابات رابعة خلال أقل من عامين، وقبل حتى موعد تسليم رئاسة الحكومة لشريكه غانتس في شهر تشرين ثاني/ نوفمبر 2021. وذلك أيضا بسبب عدم تمكن الحكومة من تمرير قانون الموازنة لعام 2021. وقد صرح نتنياهو تعقيبا على حل الكنيست، أنه والليكود حاولوا منعها، واتهم حزب “أزرق_أبيض” بأنهم هم الذين قادوا إلى ذلك، ووعد جمهوره بالفوز في الانتخابات الجديدة، مستخدما نفس شعاراته في التحريض على المنافسين، وأن لا أحد من المرشحين الآخرين يصلح للزعامة. أما حزب “أزرق_أبيض”، فقد أكد أن السبب في حل الكنيست هو نتنياهو، المتهم بثلاثة ملفات جنائية، والذي يريد تدمير سلطة القانون والنظام لحساباته الشخصية، حتى أن غانتس نفسه اتهم نتنياهو بالكذب (بندر و براسكي، 2020).

الاحتجاجات ضد نتنياهو

منذ حزيران/ يونيو 2020، والمظاهرات مستمرة في عدد من نقاط التجمع في أنحاء مختلفة من دولة الاحتلال، وتطالب المظاهرات باستقالة نتنياهو، متهمة إياه بالفساد والإضرار بمؤسسات الدولة والقانون، وعدم تمييزه بين مصلحته الشخصية ومصلحة الدولة. تتركز هذه المظاهرات في شارع بلفور في القدس قرب مقر رئيس الحكومة، لذا يُطلق عليها “مظاهرات بلفور”، وهي أسبوعية ومستمرة رغم الإغلاقات بسبب الكورونا. ورغم أن الموضوع المركزي للمظاهرات هو نتنياهو نفسه، إلا أن هناك من يرى أنها ربما لا تنتهي باستقالته، لا سيما أنها نجحت فعلا، حيث أحدثت إضراراً بصورته بعد بقائه في منصبه 13 عاما، وكان لها دور في شق حزب الليكود نفسه، وذلك بانشقاق جدعون ساعر عن الحزب. ومما يميز هذه المظاهرات، هو تنوع المتظاهرين، وانتماؤهم لأحزاب سياسية متعددة، ولهم مطالب أخرى، مثل إنهاء الاحتلال، ووقف عنف الشرطة ضد المتظاهرين، معبرين عن مطالبهم بقولهم “سننتهي من نتنياهو، ونستمر إلى الذي يليه من القضايا” (زيف، 2020).

 

التحديات التي يواجهها نتنياهو

التحدي الأول الذي يهدد عرش نتنياهو، هو انشقاق القيادي في الليكود جدعون ساعر، والذي بانشقاقه، قلب الخارطة السياسية كلها. فبعد أن كانت الخارطة السياسية في “إسرائيل” تتكون من كتلتين، هما كتلة اليمين بقيادة نتنياهو، وكتلة اليسار وسط بقيادة غانتس، أو أي بديل عنه، تحولت إلى خارطة بأربعة رؤوس على الأقل، منها رأسان أو ثلاثة في معسكر اليمين، يشكلون أغلبية يمينية إذا نسقوا بينهم، حتى دون حساب الأحزاب الدينية “الحريديم”، الذين ما زالوا، حتى اللحظة، محسوبين على معسكر نتنياهو، لكنهم قد يتحالفون مع غيره. فخلافا للمرات السابقة، ليس ليبرمان وحده الذي يتحدى نتنياهو من داخل معسكر اليمين، فهناك اليوم جدعون ساعر أيضا، ثم نفتالي بينت، الذي أعلن أنه سيرشح نفسه لرئاسة الحكومة، علما أنه كان في الانتخابات السابقة يرشح نتنياهو.

أما التحدي الثاني فهو الأحزاب الدينية “الحريديم”، الذين تراجعت ثقتهم بنتنياهو لأسباب مختلفة، منها نكثه لمواثيق ضَمِنها رئيس حزب شاس آرية درعي، وفشله في معالجة أزمة الكورونا، وفرض الحظر على الأحياء الحريدية، وهو ما يمكن أن يتسبب بعقوبات له من قبل الحريديم، كما أن المرشحين البدلاء لرئاسة الحكومة هذه المرة، هم من اليمين، بل ومنهم من هو أقرب للمتدينين من نتنياهو نفسه، الذي لا يستطيع هذه المرة تخويفهم من لابيد أو غانتس، أو من حكومة يسار بالتحالف مع القائمة العربية المشتركة. ويزيد تحدي الكورونا الأمر تعقيدا أمام نتنياهو، وهو ما سيستغله منافسوه، فنفتالي بنت مثلا، سيركز على الوضع الاقتصادي، بينما سيركز جدعون ساعر على الوحدة. كما أن من التحديات التي تواجه نتنياهو في هذه الانتخابات، غياب الحليف الاستراتيجي دونالد ترامب، الذي سخر نفسه دائما لخدمة حملة نتنياهو الانتخابية. وحتى اتفاقيات التطبيع التي توصل إليها مع بعض الدول العربية، ليست في الدرجة الأولى من سلم اهتمامات الناخب الإسرائيلي، في ظل أزمة الكورونا والأزمة الاقتصادية. وعليه، فإن حظ نتنياهو في البقاء كرئيس للحكومة بعد الانتخابات، يبدو ضئيلا هذه المرة (ليال، 2020).

وهكذا تتزايد التحديات وتتوالى الانشقاقات، فبعد جدعون ساعر جاء زئيف إلكين، عضو الكنيست ووزير التعليم العالي السابق، مناديا بضرورة تغيير نتنياهو، الذي وصفه بأنه أصبح أسيرا لاعتباراته الشخصية على حساب الدولة، وطالب بوقف ما أسماه “هذا الخبل”، بل وتعهد، مثل جدعون ساعر، بعدم تشكيل حكومة مع نتنياهو بأي حال (معاريف اونلاين، 2020).

مائير يتسحاك هليفي، رئيس بلدية إيلات عن حزب الليكود، هو الآخر أعلن انشقاقه، وقرر الانضمام إلى حزب “أمل جديد” بقيادة جدعون ساعر، إضافة إلى صديقه نائب رئيس بلدية أسدود غابي كنافو، الذي اتهم الحكومة بالفشل في إدارة أزمة الكورونا (براسكي، 2020).

إضافة إلى ذلك، يحاول نتنياهو تجنب انتخابات تمهيدية داخل الحزب، طالب بها عدداً من أعضاء الكنيست، كي يتحكم بقائمة المرشحين، ويتجنب صعود منافسين، أو من غير الموالين له، لا سيما من أنصار جدعون ساعر، لذلك يعمل نتنياهو بالتشاور مع إسرائيل كاتس وحاييم كاتس، ويسعى لتعيين 6 أعضاء من الموالين له في العشرية الأولى، واللافت من بينهم عضو الكنيست أورلي ليفي، زعيمة حزب الجسر، التي ترشحت في الانتخابات السابقة ضمن تحالف مع حزب ميرتس، وهو ما يثير استغراب أعضاء في الحزب، إذ إنها مصنفة يسارية. إضافة إلى أن تشكيل قائمة دون انتخابات تمهيدية “برايمريز”، يثير حفيظة قادة آخرين من الحزب، مثل عضو الكنيست نير بركات، الذي تفاخر يوما ما بأن الليكود هو الحزب الوحيد الديموقراطي في “إسرائيل” (شلزينغر، 2020).

كما أن رون خولدائي، رئيس بلدية تل أبيب عن حزب العمل، أنشأ حزبا جديدا سينافس على رئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة، بعد أن سرت إشاعات عن احتمال ترؤسه لحزب العمل، خلفا لعمير بيرتس المنسحب من الحياة السياسية. ويعتبر “خولدائي” من كبار المنتقدين لنتنياهو، وممن عارضوا التحالف بينه وبين غانتس، واتهم الحكومة بالفشل في إدارة نفسها، وليس أزمة الكورونا فقط. وهذا يشير إلى أن الخارطة السياسية في “إسرائيل”، لم تعد مقسومة بين اليمين واليسار، وإنما بين اليمين المؤيد لنتنياهو، واليمين المعارض له (عزرا، 2020).

 

الاستطلاعات وفرصة غانتس في رئاسة الحكومة

أظهر آخر استطلاع للرأي لقناة 12 الإخبارية في 27/12/2020، أن الليكود بقيادة نتنياهو يحتل المركز الأول، بحصوله على 28 مقعدا، ويليه حزب “أمل جديد” بقيادة ساعر، بحصوله على 19 مقعدا، بينما حصل حزب “يمينا” بقيادة بينت على 13 مقعدا، وتحالف “لابيد يعلون” على 16 مقعدا، والقائمة العربية على 11 مقعدا، وحزب “إسرائيل بيتنا” بقيادة ليبرمان على 6 مقاعد، فيما حصلت “شاس” و “يهدوت هتوراة” على 8 مقاعد لكل منهما، واستقر حزب “ميرتس” على 6 مقاعد، وفي آخر القائمة جاء حزب غانتس، والذي بلغ نسبة الحسم بصعوبة، بحصوله على 5 مقاعد فقط، وذلك قبل أن تُظهر بعض الاستطلاعات أثر حزب “خولدائي” الذي انشق عن غانتس على القاعدة الانتخابية لحزب غانتس (معاريف اونلاين، 2020)، كذلك نيسان كورن، وزير القضاء وعضو الكنيست من قائمته، الذي انشق عنه وانضم لحزب “خولدائي” أيضا (لفنسون ، 2020).

الانتخابات الرابعة وتشكيل حكومة جديدة

في ظل هذه الاستطلاعات والانقسامات السياسية المستمرة والمتزايدة، التي منعت إقامة حكومة مستقرة، رغم إجراء ثلاثة انتخابات خلال سنة واحدة، فإنه من المحتمل أيضا عدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة، حتى بعد الانتخابات الرابعة في آذار/ مارس 2021، وعليه فإن ما يلزم بيني غانتس، رئيس الحكومة البديل، وفقا للاتفاق الذي نجم عن الانتخابات الماضية، هو البقاء في الكنيست حتى شهر تشرين ثاني/ نوفمبر 2021، موعد استلام رئاسة الحكومة فعليا من رئيسها الحالي بنيامين نتنياهو. ورغم أن هذا ليس مضمونا، بناءً على استطلاعات الرأي، التي لا تعطيه الكثير من الآمال في هذا الصدد، إلا أن ما شهدته الحلبة السياسية في “إسرائيل” خلال العامين الماضيين، يجعل كل الاحتمالات مفتوحة، وهذا يعني أيضا أن نتنياهو نفسه، قد لا ينجح في الاستمرار بالاستفادة من الأزمة، والبقاء كرئيس حكومة تصريف أعمال، كما فعل خلال العام والنصف  قبل الانتخابات الأخيرة، وبعد حل الكنيست هذه المرة أيضا (ليئال، 2020).

الخلاصة

وفقا لما آلت إليه الحلبة السياسية في “إسرائيل”، والتي أمست أكثر انقساما من المرات السابقة، وأقل استقرارا، فإنه من الصعب تخيل المخرج من الأزمة. صحيح أن نتنياهو استطاع تفكيك المعسكر المنافس له، عندما نجح في جر حزب “أزرق أبيض” برئاسة الجنرال غانتس، لتشكيل ائتلاف معه، إلا أنه في المقابل، خسر أهم حلفائه من اليمين، وهو نفتالي بنت وحزبه “يمينا”، الذي دعمه في كل المعارك الانتخابية السابقة كمرشح لرئاسة الحكومة. وصحيح أن غانتس خسر شعبيته وثقة حلفائه من اليمين الوسط واليسار، بسبب قبول الاشتراك معه في الحكومة، حتى بات أقلية، لدرجة أن كتلته مهددة بأن لا تبلغ نسبة الحسم في الانتخابات القادمة، إلا أن نتنياهو أيضا فقد كتلة مهمة من حزبه بقيادة جدعون ساعر، الذي انشق عنه وأنشأ حزبا جديدا. وبالتالي، ووفقا لاستطلاعات الرأي، يبدو المشهد أكثر تعقيدا، وتبدو كل السيناريوهات ممكنة بنسب متساوية مع الانشقاقات وتشكُّل الأحزاب الجديدة، التي ستصعب تشكيل ائتلاف يقوده نتنياهو، بل إن نتنياهو، الذي استفاد في العامين الماضيين من البقاء في السلطة كرئيس حكومة تصريف أعمال، ربما يجد نفسه يسلم عصا القيادة لرئيس حكومة تصريف أعمال بالوكالة، هو غانتس.

 الفرصة أكبر هذه المرة لتشكيل حكومة يمين مع يمين وسط، بقيادة جدعون ساعر، المقبول أيضا على الأحزاب الدينية، التي طالما اعتمد عليها نتنياهو. فمعسكر نتنياهو خرج متضررا من حل الكنيست هذه المرة، أكثر من المرات السابقة.

  1. اريك بندر ، و انا براسكي. (23 12, 2020). 9 חודשים לאחר השבעתה: הכנסת ה-23 פוזרה, ישראל הולכת לבחירות. تم الاسترداد من معاريف: https://www.maariv.co.il/news/politics/Article-810194
  2. انا براسكي. (28 12, 2020). ראש עיריית אילת, מאיר יצחק הלוי, מצטרף למפלגתו של גדעון סער. تم الاسترداد من معاريف: https://www.maariv.co.il/news/politics/Article-811310
  3. اورن زيف. (28 12, 2020). מחאת בלפור 2020: המונית, מבוזרת ויותר מרק לא ביבי. تم الاسترداد من سيحاه مكوميت: https://www.mekomit.co.il/%D7%9E%D7%97%D7%90%D7%AA-%D7%91%D7%9C%D7%A4%D7%95%D7%A8-2020-%D7%94%D7%9E%D7%95%D7%A0%D7%99%D7%AA-%D7%9E%D7%91%D7%95%D7%96%D7%A8%D7%AA-%D7%95%D7%99%D7%95%D7%AA%D7%A8-%D7%9E%D7%A8%D7%A7-%D7%9C/
  4. حاييم لفنسون . (29 12, 2020). ניסנקורן הודיע על הצטרפות למפלגתו החדשה של חולדאי. تم الاسترداد من هآرتس: https://www.haaretz.co.il/news/elections/1.9407352
  5. دفنا ليئال. (25 12, 2020). סיכוי אחרון: הפרצה המשפטית שיכולה להבטיח לגנץ את ראשות הממשלה. تم الاسترداد من N12: https://www.mako.co.il/news-politics/2020_q4/Article-4b8a6cb6f4b9671026.htm?sCh=31750a2610f26110&pId=173113802
  6. دفنة ليال. (24 12, 2020). הסבב הרביעי יהיה אחר לגמרי: שלטון נתניהו בסכנה ממשית. تم الاسترداد من N12: https://www.mako.co.il/news-columns/2020_q4/Article-3083ea7db3f8671026.htm
  7. غي عزرا. (28 12, 2020). אנחנו האלטרנטיבה“: רון חולדאי הקים מפלגה חדשה. تم الاسترداد من سروغيم: https://www.srugim.co.il/521233-%D7%90%D7%A0%D7%97%D7%A0%D7%95-%D7%94%D7%90%D7%9C%D7%98%D7%A8%D7%A0%D7%98%D7%99%D7%91%D7%94-%D7%A8%D7%95%D7%9F-%D7%97%D7%95%D7%9C%D7%93%D7%90%D7%99-%D7%94%D7%A7%D7%99%D7%9D-%D7%9E%D7%A4%D7%9C
  8. معاريف اونلاين. (26 12, 2020). אלקין: “צריך לעצור את הטרלול במדינה ולהחליף את ההנהגה. تم الاسترداد من معاريف: https://www.maariv.co.il/news/politics/Article-811005
  9. معاريف اونلاين. (27 12, 2020). סקר מנדטים: גדעון סער ממשיך להתחזק על חשבון הליכוד. تم الاسترداد من معاريف: https://www.maariv.co.il/news/politics/Article-811229
  10. يهودا شلزينغر. (28 12, 2020). תסיסה בליכוד: “רהמ עשוי לשריין את אורלי לויאבקסיס. تم الاسترداد من اسرائيل هيوم: https://www.israelhayom.co.il/article/834557

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى