محمد داود عودة “أبو داود”
ولد محمّد داود محمد عودة في التاسع عشر من أيار/ مايو عام 1937، في حيّ سلوان بمدينة القدس المحتلة، وهو متزوج وله ولد وخمس بنات. تلقى تعليمه الأساسي في مدارس القدس، وأنهى المرحلة الثانوية من المدرسة العمرية عام 1955، وحصل على درجة البكالوريوس في الحقوق من جامعة دمشق عام 1967. عمل مدرسًا في مدرستي سلواد الابتدائية عام 1955 وإحدى ثانويات أريحا بين عامي ( 1958-1960)، ثمَّ انتقل للتدريس في السعودية بين الأعوام ( 1960-1964)، ثمَّ عمل في إحدى المطاحن في الكويت عام 1965.
عايش أحداث النكبة والمواجهات الساخنة في مدينة القدس، وتأثر في شبابه المبكر بالشيوعيين وبحزب البعث، وأسس منظمة سرية سماها “تحرير فلسطين “، ثمَّ التحق بحركة فتح عام 1962، وأنهى دورة أمنية في معهد البحوث الاستراتيجيّة التابع لجهاز المخابرات العامّة المصريّة منتصف عام 1968، وهي الأولى من نوعها لعناصر في حركة فتح، وشارك في تأسيس أول جهاز أمني تابع لحركة فتح “جهاز الرصد” عام 1968، وتولى قيادة مليشيا فتح في الأردن عام 1970، وشارك في أحداث أيلول عام 1970، وأصبح مسؤولًا عن “الشعبة 48” التابعة لفتح عام 1971، وهي المخولة بالمقاومة في الداخل المحتل عام 1948، وكان قياديًا بارزًا في “منظمة أيلول الأسود” المتخصصة بالعمليات السرية لحركة فتح في سبعينيات القرن الماضي، حيث خطَّط ونفَّذ العديد من العمليات السرية والخارجية، من أشهرها الهجوم الذي استهدف الفريق الصهيوني في دورة ميونيخ الأولمبية “عملية ميونخ” عام 1972، ومحاولة السّيطرة على مجلس الوزراء الأردني والسفارة الأميركية في عمان عام 1973، وعُيِّن قائدًا عسكريًا لمنطقة بيروت الغربية ضمن تشكيلات فتح ومنظمة التحرير بين عامي (1975– 1977)، لكنَّه غادر لبنان وعاش فترة من الزمن في أوروبا الشرقية إثر خلافات مع أبو عمار عام 1978، ثم عاد وشهد الخروج الفلسطيني من بيروت عام 1982، كما كان وسيطًا رئيسًا في الخلاف الذي دبّ داخل حركة فتح عام 1983 بين أبو موسى وياسر عرفات.
عاد أبو داود إلى فلسطين عام 1996 باعتباره عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في غزة بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، وانتخب رئيسًا لهيئة الرّقابة الحركيّة وحماية العضويّة لحركة فتح، وبقي في فلسطين حتى عام 1999.
عُرف أبو داود بعلاقاته الواسعة داخل الحركة الوطنية وفي المحيط الإقليمي، وبتواصله مع أبو نضال المنشق عن حركة فتح ثمَّ بخلافه معه، وبعلاقاته مع المقاتل الفينزويلي كارلوس، وكان يُحسب على اليسار الفتحاوي.
أصيب أبو داود في فخذه في أحداث أيلول عام 1970، واعتقل في الأردن وحكم عليه بالإعدام عام 1973، إلا أن الحكم خُفِّف إلى المؤبد ثمَّ أفرج عنه بعفوٍ ملكي في نفس العام، واعتقل فترة وجيزة من قبل قوات فتح في لبنان عام 1974، بتهمة معاونة عناصر تابعين لأبي نضال حاولوا مهاجمة قوات اليونيفيل، وتعرض لمحاولة اغتيال على يد عناصر تابعين لأبي نضال في وارسو عام 1981، حيث أصيب بسبع رصاصات في أماكن مختلفة من جسده، ومنعه الاحتلال من المكوث في فلسطين منذ عام 1999 بحجة نشره لمذكراته “فلسطين من القدس إلى ميونخ”، فلجأ إلى عمان، ثم رُحِّل منها فعاش في مخيم اليرموك، ووافته المنية في الثالث من تموز/ يوليو عام 2010.
المصادر والمراجع:
- صايغ، يزيد.” الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية ( 1949-1993)”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.
- عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية، ط2، 2011.
- عودة ، محمد داود( بالتعاون مع جيل دو جونشيه).” فلسطين: من القدس إلى ميونخ”. بيروت: دار النهار، 1999.