الاستيطان والجدار في محافظة بيت لحم

مقدمة:

تعتبر محافظة بيت لحم من أكثر المحافظات الفلسطينية تأثرا بالمشروع الاستيطاني لدولة الاحتلال الإسرائيلي نظرا لالتصاقها من الجهة الجنوبية بمحافظة القدس وموقعها الاستراتيجي والمركزي على هضاب وجبال الضفة الغربية، وقد تعرضت هذه المدينة المقدسة -التي تعتبر مقصدا للسياحة العالمية-إلى اجتياح كبير واستهداف لأراضيها الخصبة والمرتفعة على مدى العقود الماضية منذ نشأة دولة الاحتلال في فلسطين عام 1948. وتبلغ مساحة محافظة بيت لحم (659 كيلومتر مربع) ويسكنها حوالي 217 ألف فلسطيني (الإحصاء الفلسطيني، 2017)، وتخضع الغالبية العظمى من أراضيها (حوالي 86%) للسيطرة الإسرائيلية، وهي المناطق المصنفة (ج) بحسب اتفاقية أوسلو. وبسبب وجود هذه السيطرة السياسية والعسكرية على الأرض، فقد استبيحت أراضيها بالقوة وأصبحت امتدادا للمشروع الاستيطاني حول القدس التي تشكل منطقة الاستهداف الاستراتيجي الأول للمشروع الصهيوني السياسي والاستيطاني. ومنذ عام 1967 فقد تصاعد الوجود الاستيطاني في بيت لحم حتى وصل ذروته في الوقت الحالي بالسيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي ووجود سكاني إسرائيلي كبير نسبيا.

التطور التاريخي للاستيطان في بيت لحم:

تذكر معظم المصادر التاريخية العربية والفلسطينية أن المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية ومنها بيت لحم كانت نشأته في العام 1967 وذلك بعد احتلال الجيش الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء، وقليل من المصادر تحدثت عن الاستيطان قبل عام 1967 حيث إن الضفة الغربية كانت تعتبر منطقة خاضعة للسيطرة الأردنية في ذلك الوقت، لكن بعض المصادر الأجنبية والإسرائيلية تذكر أن نشأة المشروع الاستيطاني الصهيوني في منطقة بيت لحم يعود إلى العام 1927، حيث أنشئت أول مستوطنة إسرائيلية على أراضي الريف الغربي لبيت لحم وهي مستوطنة "كفار عتصيون"، حيث نشأت كتجمع صغير على شكل "كيبوتس" زراعي يسكنه متدينون يهود إضافة إلى كيبوتسات أخرى محيطة بها، وتذكر هذه المصادر أن رجل أعمال يهوديا متدينا هو من أسس هذه المستوطنة وأطلق عليها اسم "كفار عتصيون" (السلام الآن،2005). وقد استمر وجود هذه المستوطنة حتى عام 1948، حيث حدثت بالقرب منها معركة انتصر فيها الجيش الأردني بقيادة القائد عبد الله التل على اليهود في منطقة عتصيون بتاريخ 12 أيار 1948، ونتج عن ذلك العديد من القتلى والجرحى وتم إجلاء السكان المدنيين اليهود، وتم أسر العديد من المقاتلين، وقد أقيم في موقع المستوطنة معسكر للجيش الأردني وقد ذكر القائد الأردني عبد الله التل في مذكراته تفاصيل "معركة عتصيون الكبرى" التي حدثت بتاريخ 12/5/1948 بعد العديد من الاعتداءات من اليهود القاطنين في عتصيون على طريق القوافل الرابط بين بيت لحم والخليل وبعد تمددهم واستيلائهم على (دير الشعار) المشرف على الطريق الرئيسي، فجهز التل 100 جندي واقتحموا المستوطنة وقتلوا معظم المحاربين وأسروا الأطفال والنساء والعجزة وعددهم 350 من مجموعة مستعمرات عتصيون بوساطة الصليب الأحمر وانتهت المعركة بتاريخ 13/5 (التل،1990)

صورة لكيبوتس كفار عتصيون عام 1948. المصدر: ويكيبيديا نقلا عن أرشيف بالماخ

اختفت المستوطنات الإسرائيلية الناشئة في الضفة الغربية بعد حرب عام 1948، حيث سيطرت الجيوش العربية على كامل أراضي الضفة وتم وضع خط الهدنة بين الضفة والأراضي المحتلة عام 1948 بعد انتهاء الحرب التي خسر فيها العرب حوالي 78% من مساحة فلسطين التاريخية.

وبعد اندلاع حرب الأيام الستة عام 1967 اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق الضفة الغربية بما فيها بيت لحم وألحقوا هزيمة أخرى بالقوات العربية واحتلت الضفة الغربية وقطاع غزة، وأعيد إنشاء مستوطنة كفار عتصيون مرة أخرى بعد طلب مجموعة مكونة من 15 رجلا و 3 نساء من أبناء المستوطنين اليهود القدامى لكيبوتس كفار عتصيون، فتمت الموافقة على ذلك بقرار من الكابينت الإسرائيلي في شهر تموز 1967 (الدويك، 2004). واعتبرت كفار عتصيون من أوائل مستوطنات الضفة الغربية وبيت لحم، حيث شكل ذلك انطلاقا لقرار إسرائيلي لتحدي القانون الدولي وميثاق جنيف الرابع المتعلق بالاستيطان على الأراضي المحتلة. وقد تنامى المشروع الاستيطاني بعد ذلك على مدى خمسة عقود حتى استفحل في الجسد الفلسطيني كما نراه اليوم. وبحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني (2017) فقد قسمت مراحل الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى أربع مراحل:

المرحلة الأولى (1967-1976): وهي المرحلة التأسيسية للاستيطان والتي تركزت في القدس والغور واعتمدت "سياسة الكيف وليس الكم".

المرحلة الثانية (1977-1984): وشهدت هذه الفترة طفرة كبيرة في ازدياد عدد المستوطنات وانتشارها الأفقي.

المرحلة الثالثة (1985-1990): عادت وتيرة الاستيطان من حيث الكم إلى ما يشبه المرحلة الأولى.

المرحلة الرابعة: (1991- 2017): اعتمدت سياسة تسمين المستوطنات القائمة من حيث السكان أو التوسع في أحياء جديدة ضمن المستوطنات القائمة، إضافة إلى إنشاء بؤر استيطانية وجدار الفصل العنصري.

ويذكر جهاز الإحصاء الفلسطيني (2017) أن مجموع المستوطنات أو المستعمرات الإسرائيلية في بيت لحم يبلغ 13 مستوطنة يقطنها حوالي 82 ألف مستوطن، وتختلف هذه الأرقام عن معلومات المؤسسات الأخرى المتخصصة بشؤون الاستيطان من حيث اعتبار بعض المستوطنات المقامة كليا أو جزئيا على أراضي بيت لحم من مستوطنات محافظة القدس شمالا أو محافظة الخليل جنوبا، كذلك هناك بعض الأحياء الاستيطانية التابعة لمستوطنات مجاورة، بعض المؤسسات يعتبرها مستوطنة منفصلة والبعض الآخر يعتبرها حيا توسعيا. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية- اوتشا فيوجد 19 مستوطنة إسرائيلية في محافظة بيت لحم يقطنها أكثر من 100 ألف مستوطن إسرائيلي (اوتشا، 2015)، أما معهد أريج فيذكر أن عدد المستوطنات في المحافظة يبلغ 21 مستوطنة يقطنها 105 آلاف مستوطن إسرائيلي (اريج، 2010). أما ما تم اعتماده في هذه الدراسة وبعد الاطلاع على ما تذكره المؤسسات المختلفة وبعد تحليل خرائط محافظة بيت لحم وحدودها فقد تم اعتبار وجود 18 مستوطنة رئيسية في محافظة بيت لحم يقطنها قرابة 150 ألف نسمة بحسب الإحصاءات الإسرائيلية كما سيتم تفصيله لاحقا.

الجداول والرسوم البيانية التالية توضح عدد المستوطنات الإسرائيلية الناشئة وعدد المستوطنين التقديري فيها تبعا للفترة الزمنية:

 

الفترة الزمنية

عدد المستوطنات الناشئة

1967-1970

2

1971-1980

8

1981-1990

7

1991-2000

1

2001-2018

0

 

 

جدول (1): عدد المستوطنات الإسرائيلية الناشئة تبعا للفترة الزمنية، المصدر: الباحث بناء على معلومات الإحصاء الإسرائيلي 2016

 

شكل (1): رسم بياني يوضح عدد المستوطنات الإسرائيلية الناشئة في محافظة بيت لحم تبعا للفترة الزمنية،

المصدر: الباحث بناء على معلومات الإحصاء الإسرائيلي 20161
 

الفترة الزمنية

عدد المستوطنين التقديري

(الإحصاء الفلسطيني 2017)

1970-1967

2079

1974-1971

3213

1978-1975

8073

1982-1979

14067

1990-1983

54757

2017-1991

82190

 

 

جدول (2): عدد المستوطنين الإسرائيليين في محافظة بيت لحم تبعا للفترة الزمنية،

المصدر: الباحث بناء على معلومات الإحصاء الفلسطيني 2017

 

شكل (2): رسم بياني يوضح تزايد عدد المستوطنين الإسرائيليين في محافظة بيت لحم تبعا للفترة الزمنية،

المصدر: الباحث بناء على معلومات الإحصاء الفلسطيني 2017

من الملاحظ من الرسم البياني الأول أعلاه أن عدد المستوطنات الإسرائيلية في محافظة بيت لحم قد تزايد بشكل ملحوظ في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي حيث تم إنشاء معظم مستوطنات بيت لحم خلال هذه الفترة، ومن الواضح أن سلطات الاحتلال قد ركزت خلال هذه الفترة على السيطرة على الحيز الجغرافي الذي سيبنى عليه المشروع الاستيطاني. لكن ما لا يظهره الرسم البياني هو حجم التوسع الاستيطاني لهذه المستوطنات عبر الفترات الزمنية، وهو ما ينعكس في الرسم البياني الثاني الذي يظهر التزايد الكبير في عدد المستوطنين خصوصا في العقدين الأخيرين وبعد مرحلة أوسلو، والتي من الواضح أن سلطات الاحتلال قد ركزت فيها على الجانب الديموغرافي والزيادة السكانية. وقد اعتمدت سلطات الاحتلال لضمان احتواء واستيعاب التزايد السكاني للمستوطنين والمهاجرين اليهود على توسيع المستوطنات القائمة بشكل تدريجي، وساعد ذلك أيضا إنشاء البؤر الاستيطانية حول المستوطنات القائمة لتوسيعها ومن ثم تحويلها إلى أحياء داخل هذه المستوطنات القائمة.

محافظة بيت لحم واتفاقية أوسلو:

بالرجوع إلى نصوص وخرائط اتفاقية أوسلو وملحقاتها والتي تم توقيعها بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال عام 1993، فقد تم تقسيم أراضي الضفة الغربية الى مناطق (أ،ب،ج)، حيث تخضع مناطق أ للسيطرة الفلسطينية الكاملة إداريا وأمنيا، بينما تخضع مناطق (ب) للسيطرة الأمنية الإسرائيلية والسيطرة الإدارية الفلسطينية، فيما تخضع مناطق (ج) للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.

في محافظة بيت لحم، أخضعت الغالبية العظمى من أراضيها للسيطرة الإسرائيلية، وقد كان لذلك أثر سلبي ومدمر من ناحية تشجيع الأطماع الاستيطانية وضياع أراضيها لصالح التوسع الاستيطاني، حيث استغلت سلطات الاحتلال ذلك وعلى مدى حوالي 25 سنة منذ أوسلو وحتى اليوم لشرعنة تكثيف الوجود اليهودي على أراضي الضفة الغربية ومصادرة أراضي الفلسطينيين.

وبحسب معهد أريج، فقد صنفت أراضي محافظة بيت لحم تبعا لأوسلو إلى ثلاث مناطق على النحو التالي:

التصنيف

المساحة

(كم2)

النسبة المئوية من مساحة المحافظة (%)

نسبة السكان الفلسطينيين (%)

منطقة أ

50

8

60

منطقة ب

37

6

35

منطقة ج

572

86

5

المجموع

659

100

100

منطقة ج تشمل أيضا منطقة المحميات الطبيعية التابعة للسيطرة الإسرائيلية

جدول (3): تصنيف أراضي محافظة بيت لحم بحسب اتفاقية أوسلو. المصدر: معهد أريج 2010

وتعد محافظة بيت لحم من أكثر المحافظات التي تم تصنيف غالبية أراضيها ضمن المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، حيث تصنف حوالي 86% من أراضيها كمناطق (ج) كما يظهر في الجدول أعلاه، في المقابل تخضع فقط 14% من أراضي المحافظة للسيطرة الفلسطينية والتي تشمل المدينة والقرى المحيطة بها، ويقدر أن حوالي95% من السكان الفلسطينيين بشكل عام يسكنون ضمن هذه المنطقة الخاضعة للسيطرة الفلسطينية كما يظهر في الجدول أعلاه (معهد أريج، 2010).وبمقارنة الكثافة السكانية ما بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين في محافظة بيت لحم، فإنه يظهر أن حوالي 2369 فلسطينيا يعيش في كل كيلومتر مربع في مناطق (أ و ب)، مقابل 262 مستوطن إسرائيلي في كل كيلومتر مربع في مناطق ج. ومن الواضح الفرق الكبير في الكثافة السكانية للفلسطينيين مقارنة بالمستوطنين الإسرائيليين وذلك نتيجة اتفاقية أوسلو التي كان من المفروض أن تكون مرحلية إلا أنها استمرت لأكثر من ربع قرن. من الجيد الحديث عن الكثافة السكانية للفلسطينيين في مناطق أ وب ومقارنتها مع الكثافة السكانية للمستوطنين في مناطق ج للمستوطنات. من خلال حساب بسيط، يمكن التوصل أنه في كل كم2 هناك ما يقارب 2367 فلسطينيا (في مناطق أ وب). بينما في مناطق ج فإن الكثافة السكانية للمستوطنين 312 لكل كم2.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية-اوتشا (2015) فإن معظم المنطقة المصنفة (ج) في محافظة بيت لحم هي منطقة محظورة من النمو والتوسع الفلسطيني، حيث تصنف 38% منها مناطق إطلاق نار وتدريب عسكري إسرائيلي، 34% مناطق محمية طبيعية، 12% مناطق توسع للمستوطنات (اوتشا، 2015)، أما 16% المتبقية فتقع معظمها في منطقة الريف الغربي للمحافظة وهي حاليا تحت تهديد المصادرة من قبل سلطات الاحتلال لصالح التوسع الاستيطاني.

خارطة (1): تقسيم محافظة بيت لحم حسب اتفاقية أوسلو 1995،

المصدر: (OCHA, 2018)

المستوطنات الإسرائيلية في محافظة بيت لحم:

ذكرنا سابقا أن نشأة المستوطنات الإسرائيلية في محافظة بيت لحم جاءت بشكل أساسي بعد حرب عام 1967 التي اجتاحت أثناءها سلطات الاحتلال الإسرائيلي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق أخرى. وتعد مستوطنة كفار عتصيون جنوب غرب بيت لحم هي المستوطنة الأم والأقدم والتي نشأت في عشرينيات القرن الماضي لكنها دمرت خلال حرب عام 1948، ثم أعيد إنشاؤها بعد حرب عام 1967 مرة أخرى. ثم شهدت فترة السبعينيات من القرن الماضي نشوء العديد من المستوطنات في بيت لحم مثل مستوطنة "جيلو" شمال بيت لحم، ومستوطنة "افرات" جنوب غرب بيت لحم، ومستوطنة "تكواع" شرق بيت لحم، إضافة إلى مستوطنات أخرى. وتقوم على أراضي محافظة بيت لحم هذه الأيام 18 مستوطنة إسرائيلية يبلغ مجموع سكانها من المستوطنين الإسرائيليين بحسب معلومات الإحصاء الإسرائيلي لعام 2017 حوالي 150 ألف مستوطن إسرائيلي. وتعد مستوطنة "بيتار عيليت" المقامة على أراضي الريف الغربي لبيت لحم أكبر المستوطنات في بيت لحم من حيث عدد السكان والمساحة، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 50 ألف نسمة وهو ما يزيد عن عدد سكان مدينة بيت لحم (البلدية)، وتعتبر من أكبر المدن الاستيطانية ضمن حدود الضفة الغربية، وتقدر مساحتها الحالية بحوالي 4700 دونم. بخصوص مساحة المستوطنات الإسرائيلية في بيت لحم فيقدر مجموعها بحوالي 20 ألف دونم، لكن السيطرة الفعلية لمناطق نفوذ المستوطنات وتوسعها فتزيد عن 50 ألف دونم. لكن تبقى الغالبية العظمى من مساحة أراضي محافظة بيت لحم خاضعة لسلطة الاحتلال وهي المناطق المصنفة (ج) تبعا لأوسلو كما ذكر سابقا.

فيما يلي تفصيل للمستوطنات الإسرائيلية القائمة على أراضي محافظة بيت لحم:

1- مستوطنة بيتار عيليت: تقع هذه المستوطنة غرب مدينة بيت لحم، وتعد أكبر مستوطنة في محافظة بيت لحم وواحدة من أكبر ثلاث مستوطنات في الضفة الغربية من حيث عدد السكان والمساحة، وتأسست هذه المستوطنة عام 1985على أراض تمت مصادرتها من قرى حوسان ونحالين ووادي فوكين بمساحة إجمالية تقارب 4700 دونم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 54 ألف مستوطن إسرائيلي من اليهود المتدينين أصحاب التوجه الأيديولوجي "الحريدي"، وهي إحدى مستوطنات تجمع غوش عتصيون.

2- مستوطنة كفار عتصيون: تقع هذه المستوطنة جنوب غرب مدينة بيت لحم، وتعد أول وأقدم مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية وفي محافظة بيت لحم، حيث يرجع وجودها إلى عشرينيات القرن الماضي كما ذكرنا سابقا، لكن تم إعادة تأسيسها مرة ثانية عام 1967على أراض تمت مصادرتها من قرى نحالين وبيت أمر وصوريف بمساحة إجمالية تقارب 1000 دونم، ويبلغ عدد سكانها قرابة ألف مستوطن إسرائيلي من اليهود المتدينين أصحاب التوجه الأيديولوجي الأرثوذكسي، وهي المستوطنة الأم في تجمع غوش عتصيون، ويقع بجانبها معسكر إسرائيلي (كفار عتصيون) الرئيسي في منطقة جنوب الضفة الغربية.

3- مستوطنة افرات: تقع هذه المستوطنة جنوب غرب مدينة بيت لحم، وتأسست هذه المستوطنة عام 1979على أراض تمت مصادرتها من قرى الخضر وأرطاس بمساحة إجمالية تقارب 2300 دونم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف مستوطن إسرائيلي من اليهود المتدينين أصحاب التوجه الأيديولوجي الأرثوذكسي، وهي إحدى مستوطنات تجمع غوش عتصيون.

4- مستوطنة ألون شيفوت: تقع هذه المستوطنة جنوب غرب مدينة بيت لحم، وتأسست هذه المستوطنة عام 1971على أراض تمت مصادرتها من قرى نحالين وبيت أمر بمساحة إجمالية تقارب 1100 دونم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 3 آلاف مستوطن إسرائيلي من اليهود المتدينين أصحاب التوجه الأيديولوجي الأرثوذكسي، وهي إحدى مستوطنات تجمع غوش عتصيون.

5- مستوطنة نيفي دانيال: تقع هذه المستوطنة جنوب غرب مدينة بيت لحم، وتأسست هذه المستوطنة عام 1982على أراض تمت مصادرتها من قرية الخضر بمساحة إجمالية تقارب 600 دونم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 2370 مستوطن إسرائيلي من اليهود المتدينين أصحاب التوجه الأيديولوجي الأرثوذكسي، وهي إحدى مستوطنات تجمع غوش عتصيون.

6- مستوطنة اليعازر: تقع هذه المستوطنة جنوب غرب مدينة بيت لحم، وتأسست هذه المستوطنة عام 1975على أراض تمت مصادرتها من قرية الخضر بمساحة إجمالية تقارب 600 دونم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 2500 مستوطن إسرائيلي من اليهود المتدينين أصحاب التوجه الأيديولوجي الأرثوذكسي، وهي إحدى مستوطنات تجمع غوش عتصيون.

7- مستوطنة روش تزوريم: تقع هذه المستوطنة جنوب غرب مدينة بيت لحم، وتأسست هذه المستوطنة عام 1969على أراض تمت مصادرتها من قرية نحالين بمساحة إجمالية تقارب 900 دونم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 934 مستوطنا إسرائيليا من اليهود المتدينين أصحاب التوجه الأيديولوجي الأرثوذكسي، وهي إحدى أقدم مستوطنات تجمع غوش عتصيون.

8- مستوطنة بيت عين: تقع هذه المستوطنة جنوب غرب مدينة بيت لحم، وتأسست هذه المستوطنة عام 1989على أراض تمت مصادرتها من قرى الجبعة ونحالين وصوريف بمساحة إجمالية تقارب 750 دونما، ويبلغ عدد سكانها قرابة 1428 مستوطنا إسرائيليا من اليهود المتدينين أصحاب التوجه الأيديولوجي الأرثوذكسي، وهي إحدى مستوطنات تجمع غوش عتصيون.

9- مستوطنة جفعوت: تقع هذه المستوطنة غرب مدينة بيت لحم، وتأسست هذه المستوطنة عام 1982على أراض تمت مصادرتها من قرية نحالين بمساحة إجمالية تقارب 130 دونما، ويبلغ عدد سكانها قرابة 80 مستوطنا إسرائيليا من اليهود المتدينين أصحاب التوجه الأيديولوجي الأرثوذكسي، وهي إحدى مستوطنات تجمع غوش عتصيون.

10- مستوطنة مجدال عوز: تقع هذه المستوطنة جنوب غرب مدينة بيت لحم، وتأسست هذه المستوطنة عام 1977على أراض تمت مصادرتها من قرية بيت أمر شمال الخليل بمساحة إجمالية تقارب 800 دونم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 600 مستوطن إسرائيلي من اليهود المتدينين أصحاب التوجه الأيديولوجي الأرثوذكسي، وهي إحدى مستوطنات تجمع غوش عتصيون، وتقع جغرافيا بين حدود محافظتي بيت لحم والخليل.

11- مستوطنة جيلو: تقع هذه المستوطنة شمال مدينة بيت لحم، وقد ضمتها سلطات الاحتلال إلى مدينة القدس، وتعد ثاني أكبر مستوطنة في محافظة بيت لحم من حيث عدد السكان، وتأسست هذه المستوطنة عام 1971على أراض تمت مصادرتها من قرى بيت جالا والولجة وشرفات وبيت صفافا بمساحة إجمالية تقارب 3000 دونم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 40 ألف مستوطن إسرائيلي وهي ذات توجه أيديولوجي مختلط من المتدينين والعلمانيين.

12- مستوطنة هار جيلو: تقع هذه المستوطنة شمال غرب مدينة بيت لحم على أعلى قمة في المدينة، وقد ضمتها سلطات الاحتلال إلى مدينة القدس، وتأسست هذه المستوطنة عام 1972على أراض تمت مصادرتها من قرى بيت جالا والولجة بمساحة إجمالية تقارب 470 دونما، ويبلغ عدد سكانها قرابة 1568 مستوطنا إسرائيليا من اليهود العلمانيين.

13- مستوطنة جبل أبوغنيم هارحوما: تقع هذه المستوطنة شمال مدينة بيت لحم، وقد ضمتها سلطات الاحتلال إلى مدينة القدس، وتعد ثالث أكبر مستوطنة في محافظة بيت لحم من حيث عدد السكان، وتأسست هذه المستوطنة حديثا عام 1997على أراض حرجية (غابة) تمت مصادرتها من قرى بيت لحم وبيت ساحور وصور باهر بمساحة إجمالية تقارب 2300 دونم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 25 ألف مستوطن إسرائيلي وهي ذات توجه أيديولوجي مختلط من المتدينين والعلمانيين.

14- مستوطنة تقواع: تقع هذه المستوطنة جنوب شرق مدينة بيت لحم، ضمن منطقة الريف الشرقي لمحافظة بيت لحم، وتأسست هذه المستوطنة عام 1977على أراض تمت مصادرتها من قرى تقوع وبيت تعمر بمساحة إجمالية تقارب 1100 دونم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 3750مستوطنا إسرائيليا وهي ذات توجه أيديولوجي مختلط من المتدينين والعلمانيين.

15- مستوطنة نوكديم: تقع هذه المستوطنة جنوب شرق مدينة بيت لحم، ضمن منطقة الريف الشرقي لمحافظة بيت لحم، وتأسست هذه المستوطنة عام 1982على أراض تمت مصادرتها من قرى تقوع وبيت تعمر بمساحة إجمالية تقارب 700 دونم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 2160 مستوطنا إسرائيليا وهي ذات توجه أيديولوجي مختلط من المتدينين والعلمانيين.

16- مستوطنة معاليه عاموس: تقع هذه المستوطنة جنوب شرق مدينة بيت لحم، ضمن منطقة الريف الشرقي لمحافظة بيت لحم، وتأسست هذه المستوطنة عام 1981على أراض تمت مصادرتها من قرية عرب الرشايدة بمساحة إجمالية تقارب 350 دونما، ويبلغ عدد سكانها قرابة 420 مستوطنا إسرائيليا من اليهود المتدينين أصحاب التوجه الأيديولوجي "الحريدي".

17- مستوطنة متزبيه شاليم: تقع هذه المستوطنة جنوب شرق مدينة بيت لحم، ضمن منطقة الريف الشرقي لمحافظة بيت لحم بالقرب من البحر الميت، وتأسست هذه المستوطنة عام 1971على أراض تمت مصادرتها من قرية عرب الرشايدة بمساحة إجمالية تقارب 430 دونما، ويبلغ عدد سكانها قرابة 184 مستوطنا إسرائيليا من اليهود العلمانيين.

18- مستوطنة افينات: تقع هذه المستوطنة شرق مدينة بيت لحم، ضمن منطقة الريف الشرقي لمحافظة بيت لحم بالقرب من البحر الميت، وتأسست هذه المستوطنة عام 1983على أراض تمت مصادرتها من قرية العبيدية بمساحة إجمالية تقارب 100 دونم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 201 مستوطن إسرائيلي من اليهود المتدينين أصحاب التوجه الأيديولوجي الأرثوذكسي.

الجدول التالي يلخص معلومات المستوطنات الإسرائيلية في محافظة بيت لحم:

الرقم

اسم المستوطنة

سنة التأسيس1

عدد السكان التقديري (2017)1

المساحة التقديرية (دونم)2

الأرض الفلسطينية المقام عليها المستوطنة

التوجه الأيديولوجي3

النطاق الجغرافي

1

بيتار عيليت

1985

54,557

 

4700

حوسان ونحالين ووادي فوكين

دينية حريديم

الريف الغربي / غوش عتصيون

2

جيلو

1971

40,000

 

3000

بيت جالا وشرفات والولجة وبيت صفافا

مختلطة

شمال بيت لحم / القدس

3

هار حوما – جبل أبو غنيم

1997

25,000

 

2300

بيت لحم وبيت ساحور وصورباهر

مختلطة

شمال بيت لحم / القدس

4

افرات

1979

9,116

 

2300

الخضر وأرطاس

دينية

الريف الغربي / غوش عتصيون

5

تقواع

1977

3,750

 

1100

تقوع وبيت تعمر

مختلطة

الريف الشرقي

6

كفار عتصيون

1967

1,145

 

1000

نحالين وبيت أمر وصوريف

دينية

الريف الغربي / غوش عتصيون

7

الون شيفوت

1971

3,213

 

1100

نحالين وبيت أمر

دينية

الريف الغربي / غوش عتصيون

8

اليعازر

1975

2,571

 

600

الخضر

دينية

الريف الغربي / غوش عتصيون

9

نيفي دانيال

1982

2,370

 

600

الخضر

دينية

الريف الغربي / غوش عتصيون

10

نوكديم

1982

2,160

 

700

تقوع وبيت تعمر

مختلطة

الريف الشرقي

11

هار جيلو

1972

1,568

 

470

بيت جالا والولجة

علمانية

شمال بيت لحم / القدس

12

روش تزوريم

1969

934

 

900

نحالين

دينية

الريف الغربي / غوش عتصيون

13

بيت عين

1989

1,428

 

750

الجبعة ونحالين وصوريف

دينية

الريف الغربي / غوش عتصيون

14

جفعوت

1982

80

130

نحالين

دينية

الريف الغربي / غوش عتصيون

15

متزبيه شاليم

1971

184

 

430

عرب الرشايدة

علمانية

الريف الشرقي / البحر الميت

16

مجدال عوز

1977

605

 

800

بيت امر

دينية

شمال الخليل / غوش عتصيون

17

معاليه عاموس

1981

421

 

350

عرب الرشايدة

دينية حريديم

الريف الشرقي

18

افينات

1983

201

 

100

العبيدية

دينية

الريف الشرقي / البحر الميت

 

1سنة تأسيس المستوطنات وعدد السكان بحسب معلومات الإحصاء الإسرائيلي 2017.

2مساحة المستوطنات بحسب معلومات معهد أريج 2010 (بتصرف)

3التوجه الأيديولوجي للمستوطنات بحسب معلومات اوتشا 2017.

المعلومات الأخرى الواردة في الجدول مصدرها تحليل الباحث

جدول (3): ملخص معلومات المستوطنات الإسرائيلية في محافظة بيت لحم

الجدار الفاصل في بيت لحم:

منذ أن بدأ بناء الجدار الفاصل حول الضفة الغربية في عام 2004، وجهت سلطات الاحتلال الإسرائيلي محور تركيزها على منطقة القدس ومحيطها، وأعطت أولوية التخطيط والبناء لعزل مدينة القدس عن المدن والقرى المحيطة بها، وبحكم موقع مدينة بيت لحم من الجهة الجنوبية للقدس وكونها توأم القدسية والمدينة الأقرب لها، فقد اختارت سلطات الاحتلال البدء ببناء الجدار الفاصل فيها على حدود مناطق السيطرة الفلسطينية على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم وبالقرب من منطقة قبة راحيل – مسجد بلال بن رباح، ومن هناك بدأت خطة عزل المدينتين التوأم، وقد امتد الجدار الفاصل على حدود المدينة الشمالي ليشمل العزل منطقة بيت ساحور شرقا وبيت جالا غربا ثم المناطق الريفية، وقد تميز الجدار الفاصل في المنطقة الشمالية بكونه من الخرسانة وارتفاعه الذي يصل في بعض أجزائه إلى حوالي 12 متر. وقد تم تخطيط مسار الجدار على مستويين في محافظة بيت لحم، حيث تظهر خرائط الجدار مسارا يحيط بعمق المدينة ويفصل الريف الغربي عنها، ومسارا آخر بالقرب من خط الهدنة، لكن سلطات الاحتلال نفذت عبر السنوات الماضية المسار الأول وتعمق الجدار داخل المحافظة ليقطع أوصالها.

 خارطة (2): توضيح لمسار الجدار الفاصل حول بيت لحم من الجهتين الشمالية والغربية. الجدار القائم باللون الاحمر، والمخطط باللون الرمادي. المصدر (OCHA, 2018)

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية- اوشتا (2015) فإن جدار الفصل العنصري يمتد ضمن حدود محافظة بيت لحم بطول 56 كم، وقد اكتمل منه حوالي 42% ولا يزال 20% منه قيد الإنشاء، والباقي من المخطط استكماله بحسب ما نشرت سلطات الاحتلال من خرائط، وفي حال استكمال بناء الجدار حسب المخطط فإنه سيعزل حوالي 12 تجمعا فلسطينيا عن محافظة بيت لحم. أما معهد أريج (2010) فيذكر أن طول الجدار الكلي داخل حدود محافظة بيت لحم يبلغ حوالي 80 كم ولا يزال أكثر من 50% منه مخططا للتنفيذ. كما وتقدر المساحة المخطط عزلها خلف الجدار من اراضي المحافظة بحوالي 176 كم2 وتشمل قرى الريف الغربي (الولجة، نحالين، حوسان، بتير، واد فوكين، الجبعة، خربة زكريا، خلة البلوطة)، والتي تتصل حاليا مع مركز المدينة من خلال نفق في منطقة الخضر، كما وتقدر مساحة الأراضي الزراعية ضمن المنطقة المخطط عزلها حوالي 108كم2 أي ما يشكل حوالي 60% من مساحتها الكلية (معهد اريج، 2010). وتمتاز منطقة الريف الغربي في بيت لحم المستهدفة بالاستيطان بجمال طبيعتها وخصوبة أرضها ووفرة مائها، وقد شيدت على هذه الأراضي تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" والذي يضم 11 مستوطنة إسرائيلية. وتسعى سلطات الاحتلال إلى ضم هذه المناطق ضمن ما يسمى "مخطط القدس الكبرى".

البؤر الاستيطانية الإسرائيلية

انتهجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل توسيع مشروعها الاستيطاني في الضفة الغربية نهجا تخطيطيا يقضي بإطلاق العنان للمستوطنين بأن يقوموا بوضع بيوت متنقلة (كرفانات) في محيط المستوطنات القائمة وخصوصا رؤوس التلال وذلك لتوسيع مناطق نفوذ المستوطنات على حساب الأرض الفلسطينية، وسرعان ما تتطور هذه البؤر لتصبح مستوطنات أو أحياء في مستوطنات قائمة. ويقدر عدد البؤر الاستيطانية التي تم إنشاؤها فقط خلال العقدين الماضيين بأكثر من 200 بؤرة استيطانية في مناطق الضفة الغربية معظمها على رؤوس الجبال والتلال. أما في محافظة بيت لحم فقد تم إنشاء حوالي 20 بؤرة استيطانية في محيط المستوطنات ما زال بعضها قائما، والبعض الأخر تم إقامة مبان وبيوت حجرية مكانها وأصبحت الآن جزءا من المستوطنات الإسرائيلية القائمة، ويلاحظ أن معظم هذه البؤر الاستيطانية قد تم إنشاؤها في الفترة ما بين 1995 و 2003.

الجدول التالي يوضح قائمة البؤر الاستيطانية الإسرائيلية المقامة على أراضي محافظة بيت لحم بحسب معلومات (معهد أريج،(2010:

رقم

اسم البؤرة الاستيطانية

المستوطنة الأم

عدد الكرفانات

تاريخ الإنشاء

الأرض الفلسطينية المصادرة

1

جيفعات هاتمار

افرات

41

2001

الخضر وأرطاس

2

جيفعات هادغان

افرات

40

1995

الخضر وأرطاس

3

جيفعات ايتام

افرات

2

2013

الخضر وأرطاس

4

جنوب كفار عتصيون

كفار عتصيون

2

2001

بيت أمر

5

ديريك هاعفوت

اليعازر

40

2001

الخضر

6

معاليه ريحفام

ال ديفيد

18

2002

تقوع وبيت تعمر

7

سدي بار

ال ديفيد

25

1998

تقوع وبيت تعمر

8

ايبي هانخال

معاليه عاموس

24

1999

عرب الرشايدة

9

شمال نيفي دانيال

نيفي دانيال

12

2002

الخضر

10

جنوب شرق نوكديم

نوكديم

1996

تقوع وبيت تعمر

11

تقواع ب و ج

تقواع

26

2001

تقوع وبيت تعمر

12

تقواع د

تقواع

26

2001

تقوع وبيت تعمر

13

جنوب شرق تقواع

تقواع

1

1996

تقوع وبيت تعمر

14

نيتسير

الون شيفوت

نحالين وبيت أمر

15

جيفعات هاهيش

الون شيفوت

40

1998

نحالين وبيت أمر

16

شمال بات عين

بات عين

2

1996

الجبعة ونحالين

17

غرب بات عين

بات عين

21

1999

الجبعة ونحالين

18

ماسوت يتسحاق

بات عين

6

2001

الجبعة ونحالين

19

قرب بات عين

بات عين

2

2003

الجبعة ونحالين

20

جنوب مشوقي دارغوت

تقواع

7

2002

تقوع وبيت تعمر

جدول (4): قائمة البؤر الاستيطانية الإسرائيلية المقامة على أراضي محافظة بيت لحم.

المصدر: (معهد أريج، (2010

الحواجز العسكرية الإسرائيلية

تعرضت محافظة بيت لحم إلى العديد من الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية عبر فترات متفاوتة من الزمن بلغت ذروتها خلال الانتفاضة الثانية عام 2000، وقد أقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عبر السنوات الماضية منظومة حواجز عسكرية منتشرة في أرجاء المحافظة كافة، بعضها دائم وبعضها الآخر مؤقت ومرتهن بالأوضاع الميدانية. وقد ساعدت هذه المنظومة من الحواجز في إحكام السيطرة العسكرية من الاحتلال على البلدات والقرى الفلسطينية وتعزيز نظام الفصل العنصري والحد من حركة السكان الفلسطينيين ومنعهم من حقوقهم الأساسية في الحركة والعمل والعبادة والتنقل وغيرها، كما وكان لها أثر سلبي ومدمر من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والأوضاع الإنسانية. وقد وصل عدد الحواجز العسكرية في بيت لحم خلال فترة الانتفاضة الثانية إلى حوالي 50 حاجزا2 ما بين (حواجز دوريات دائمة، أبراج مراقبة، بوابات حديدية على الطرق، بوابات على الجدار الفاصل، سواتر ترابية، مكعبات إسمنتية، حواجز دوريات متنقلة). وبعد انتهاء فترات المواجهات والتصعيد الميداني حوالي العام 2010، تم إزالة العديد من الحواجز الترابية والإسمنتية عن الطرق، وبقيت هناك حاليا حواجز ثابتة ودائمة تحيط بمنطقة بيت لحم منها حواجز رئيسة مع منطقة القدس والأراضي المحتلة، ومنها أبراج مراقبة قائمة على مسار الجدار الفاصل، ومنها بوابات حديدية مفتوحة حاليا على مداخل الطرق، إضافة إلى حواجز تفتيش متنقلة على مداخل القرى والمدينة والطرق الالتفافية.

وفيما يلي استعراض للحواجز الرئيسية والدائمة المحيطة بمنطقة بيت لحم بحسب معلومات الباحث:

1- حاجز المدخل الشمالي لبيت لحم "جيلو 300": يفصل هذا الحاجز بين مدينتي بيت لحم والقدس ويعتبر البوابة الجنوبية لمدينة القدس ويمر من خلاله يوميا آلاف العمال وبعض السكان ممن يحملون تصاريح عمل، ويمنع هذا الحاجز دخول حوالي 95% 3من سكان بيت لحم إلى القدس منذ عام 2000، ويحمل هذا الحاجز مواصفات المعابر الحدودية والدولية من حيث إجراءات التفتيش والوسائل التكنولوجية المستخدمة.

2- حاجز الأنفاقبيت جالا: يقع إلى الغرب من بيت لحم قرب قرية الخضر وهو حاجز ضخم لعبور المركبات الإسرائيلية فقط ولمن يحملون الهويات الإسرائيلية وأغلبهم من المستوطنين، حيث تعبر المركبات باتجاه القدس من خلال نفق يقع بعد الحاجز.

3- حاجز الكونتينر: يقع في الأطراف الشمالية الشرقية لمحافظة بيت لحم على أراضي السواحرة الشرقية في القدس وهو حاجز رئيسي ضخم ودائم يمر من خلاله جميع الفلسطينيين الذين يتنقلون بين شمال الضفة وجنوبها، حيث يقع على الطريق الوحيد الرابط بين الشمال والجنوب، ويتم تفتيش المركبات والأشخاص بشكل يومي فيه.

4- حاجز الولجة: يقع شمال غرب بيت لحم قرب قرية الولجة على طريق قرية المالحة المهجرة في القدس وهو مخصص للمركبات التي تحمل اللوحة الإسرائيلية الصفراء من المستوطنين ويفصل بيت لحم عن القدس.

5- حاجز مزمورياأبوغنيم: يقع إلى الشرق من بيت لحم قرب جبل أبو غنيم وهو حاجز تجاري مخصص لنقل البضائع وللمركبات التي تحمل اللوحة الإسرائيلية الصفراء من المستوطنين ويفصل بيت لحم عن القدس.

6- حاجز حوسان-"بيتار": يقع على الخط الأخضر قرب مستوطنة بيتار عيليت إلى الغرب من بيت لحم ويفصلها عن الأراضي المحتلة عام 1948، وهو مخصص لعبور المركبات التي تحمل اللوحة الإسرائيلية الصفراء من المستوطنين.

7- حاجز الجبعة: يقع على الخط الاخضر إلى الجنوب الغربي من بيت لحم ويفصلها عن الأراضي المحتلة عام 1948، وهو مخصص لعبور المركبات التي تحمل اللوحة الإسرائيلية الصفراء من المستوطنين.

8- حاجز عتصيون: يفصل بين محافظة بيت لحم والخليل في الجهة الجنوبية قرب تجمع مستوطنات غوش عتصيون، وتنتشر حول منطقة عتصيون نقاط تفتيش ومراقبة وحواجز متنقلة، ويقع على الشارع الوحيد الرابط بين بيت لحم والخليل.

9- حاجز بيت جالا DCO: يقع على المدخل الغربي لمدينة بيت جالا على الطريق الرابط مع قرية الولجة، ويوجد عليه بوابة حديدية مفتوحة وبرج مراقبة.

10- حاجز الخضر "النشاش": يقع على المدخل الغربي لمدينة بيت لحم قرب قرية الخضر، ويوجد عليه بوابة حديدية مفتوحة وبرج مراقبة وحواجز تفتيش متنقلة.

11- حاجز البحر الميتعين جدي: يقع في أقصى شرق محافظة بيت لحم بالقرب من البحر الميت على شارع رقم 90 الالتفافي قرب عين جدي، ويمنع عبور الفلسطينيين باتجاه الشواطئ الجنوبية وطريق بئر السبع، وهو مخصص فقط للمستوطنين الإسرائيليين.

الطرق الالتفافية الإسرائيلية

عملت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إنشاء بنية تحتية ضخمة للمشروع الاستيطاني وذلك من خلال تطوير شبكة طرق رابطة بين المستوطنات الإسرائيلية بعضها ببعض، وبينها وبين القدس والأراضي المحتلة، كما وقامت بالسيطرة على شبكة الطرق الرئيسية القائمة والرابطة بين المدن الفلسطينية وعملت على تأهيلها ووضع الحواجز العسكرية عليها، حيث تعمل من خلال ذلك على الفصل بين المدن والقرى الفلسطينية ومنع التواصل بينها والحد من حركة السكان الفلسطينيين. ومن الجدير بالذكر أن سلطات الاحتلال قامت بتعديل مسارات الطرق الرئيسية الرابطة لتصبح طرقا التفافية حول المدن وذلك لمنع دخول المستوطنين لعمق المدن الفلسطينية، كما واستخدمت هذه الشبكة من الطرق لتسيير الدوريات العسكرية على مدى الوقت لمحاصرة المدن والقرى وتعزيز السيطرة الأمنية على السكان الفلسطينيين. وتجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال تفرض قيودا مشددة على البناء ضمن مسافة تقدر بمئة متر على جوانب الطرق الخاضعة لسيطرتها، بالإضافة إلى مصادرة الأراضي الواقعة على طول هذه الشوارع وفي محيطها.

وفيما يلي استعراض لأهم الطرق الالتفافية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في محافظة بيت لحم بحسب الترقيم الإسرائيلي وبناء على معلومات الباحث:

1- شارع رقم 60 الرئيسي: والذي يربط شمال الضفة بجنوبها مرورا بالقدس، حيث يمتد هذا الشارع الرئيسي ضمن محافظة بيت لحم من منطقة "غوش عتصيون" جنوبا مرورا بالقرب من قرية الخضر باتجاه بيت جالا والقدس شمالا بطول حوالي 15 كم ضمن محافظة بيت لحم. ويذكر أن هذا الشارع كان يمر من وسط مدينة بيت لحم باتجاه القدس حيث يسمى شارع القدس-الخليل، لكن الاحتلال قام بتغيير مساره ليصبح ملتفا حول مدينة بيت لحم من الجهة الغربية. د

2- شارع رقم 356: وهو شارع يربط بين منطقة تقوع وزعترة في المنطقة الشرقية لبيت لحم ويمتد بين منطقة وادي سعير وافرات باتجاه منطقة جبل الفرديس "هيروديون" بطول حوالي 6 كم.

3- شارع رقم 398: وهو شارع يربط بين منطقة زعترة وجبل الفرديس "هيروديون" باتجاه حاجز مزموريا المؤدي إلى مدينة القدس بطول حوالي 11 كم، ويرتبط بشارع رقم 356.

4- شارع رقم 375: وهو شارع متفرع من شارع 60 الرئيسي باتجاه الغرب ويربط بين منطقة الخضر وحوسان مرورا بمستوطنة بيتار عيليت باتجاه الخط الأخضر والأراضي المحتلة، ويمتد بطول حوالي 5 كم.

5- شارع رقم 367: وهو شارع متفرع من شارع 60 الرئيسي باتجاه الغرب يربط بين منطقة غوش عتصيون ومستوطناتها مرورا بقرية الجبعة غربا باتجاه الخط الأخضر والأراضي المحتلة، ويمتد بطول حوالي 10 كم.

6- شارع رقم 3157: وهو شارع متفرع من شارع 60 الرئيسي باتجاه الشرق يربط بين منطقة غوش عتصيون ومستوطناتها مرورا بقرى الريف الجنوبي جورة الشمعة وأم سلمونة ووداي النيص باتجاه تقاطع تقوع، ويمتد بطول حوالي 6 كم.

خارطة (3): شبكة الطرق الالتفافية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية حول مدينة بيت لحم. ويظهر شارع رقم 60 الرئيسي باللون الأصفر. المصدر: ((Google Maps, 2018

الأوامر العسكرية الإسرائيلية لخدمة المشاريع الاستيطانية في بيت لحم

أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال العقود الماضية آلاف الأوامر العسكرية بهدف مصادرة الأراضي الفلسطينية من أجل تكثيف النشاطات والمشاريع الاستيطانية عليها، وتعتبر سلطات الاحتلال نفسها هي الجهة "القانونية" المخولة بإصدار أوامر عسكرية على الأرض الفلسطينية المحتلة بالرغم من مخالفتها للأعراف والقوانين الدولية، لكنها تمنح نفسها صفة الدولة صاحبة الأرض بالقوة العسكرية.

وتهدف سلطات الاحتلال من إعلان هذه الأوامر العسكرية إلى مصادرة الأراضي الفلسطينية واستملاكها لتحقيق الأهداف التالية ضمن المشروع الاستيطاني:

  • إعلان أراض فلسطينية "كأراضي دولة".

  • توسيع حدود المستوطنات الإسرائيلية القائمة.

  • إنشاء جدار الفصل العنصري واستكماله.

  • بناء بؤر ومستوطنات إسرائيلية جديدة.

  • شق طرق لخدمة المستوطنين وجيش الاحتلال.

  • بناء حواجز عسكرية ومعسكرات لجيش الاحتلال.

  • تعزيز السيطرة الأمنية على مواقع استراتيجية.

أهم وآخر المشاريع والنشاطات الاستيطانية في بيت لحم 

تعرضت محافظة بيت لحم على مدى سنوات الاحتلال إلى هجمة استيطانية شرسة جعلتها من أكثر المحافظات تأذيا من المشروع الاستيطاني، وفيما يلي استعراض لبعض من أهم المشاريع الاستيطانية التي أعلنها أو نفذها الاحتلال في المحافظة في الفترة الأخيرة:

  1. مشاريع توسيع المستوطنات الإسرائيلية القائمة

أصدرت سلطات الاحتلال خلال السنوات الأخيرة مئات الإعلانات عن مصادقة الجهات الحكومية الإسرائيلية على بناء آلاف الوحدات السكنية ضمن مستوطنات الضفة الغربية ومحافظة بيت لحم، حيث تم تركيز النشاط الاستيطاني على أراضي بيت لحم في توسيع مستوطنات قائمة مثل مستوطنات (جيلو، افرات، بيتار عيليت وغيرها)، وقد امتدت هذه الوحدات الجديدة على مناطق كانت تعتبر بؤرا استيطانية محيطة وأصبحت حاليا أحياء ضمن حدود المستوطنات القائمة.

ونذكر على سبيل المثال مستوطنة جيلو حيث يجري حاليا توسيع المستوطنة من الجهة الجنوبية باتجاه وادي أحمد وكريمزان لبناء مئات الوحدات السكنية على أراضي بيت جالا. كذلك مستوطنة افرات التي توسعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة إلى الجهة الشمالية الشرقية على أراضي الخضر وأرطاس حيث تم تحويل البؤر الاستيطانية مثل "جيفعات هاتمار" الى أحياء ضمن المستوطنة من خلال بناء مئات الوحدات السكنية الجديدة.

ولا زالت سلطات الاحتلال مستمرة في مشاريع تطوير وتوسيع المستوطنات حتى هذه الأيام والتركيز على منطقة بيت لحم لوضعها الاستراتيجي المميز، في ظل عجز فلسطيني وعربي ودولي في كبح جماح هذا التغول على الأرض الفلسطينية بطريقة مخالفة للقانون الدولي.

  1. مشروع استكمال مقاطع جدار الفصل العنصري

منذ أن بدأت سلطات الاحتلال عام 2004 في بناء الجدار الفاصل حول مناطق الضفة الغربية وعلى أراضي بيت لحم، أصدرت مئات الأوامر العسكرية لتنفيذ المسار المعلن للجدار على الأراضي الفلسطينية، وقد استمر هذا النهج خلال السنوات الاخيرة، حيث لا يزال هناك مقاطع من الجدار الفاصل في محافظة بيت لحم (قيد الإنشاء أو مخطط لها) وبنسبة أكثر من 50% من طول المسار المخطط في بيت لحم. وقد كان آخر هذه المشاريع في منطقة بيت جالا (كريمزان) ومنطقة الولجة.

فنذكر على سبيل المثال الأمر العسكري الإسرائيلي رقم (32/4/ت) تمديد سريان للمرة الرابعة الصادر عام 2013 والذي يقضي بمصادرة مساحة 134 دونما من أراضي بيت جالا والولجة لاستكمال بناء الجدار الفاصل حول مستوطنة هار جيلو المقامة أعلى مدينة بيت جالا. وقد تم تنفيذ هذا المقطع من الجدار الفاصل على هذه المنطقة المصادرة والموضحة في الوثائق التالية: (معهد أريج، 2016)

وقد أصدرت سلطات الاحتلال في عام 2015 مخططا جديدا لاستكمال مقطع الجدار في منطقة بيت جالا وكريمزان، حيث تم تنفيذ المقطع باللون الأصفر قرب شارع النفق وكريمزان في عام 2016 (كما يظهر في المخطط أدناه) لتكتمل بذلك الحلقة الأخيرة من خطة الفصل بين مدينتي القدس وبيت لحم كما يوضح المخطط، حيث يظهر استكمال بناء الجدار في المنطقة الممتدة من شمال بيت ساحور إلى شمال بيت لحم وبيت جالا والولجة، وضم مستوطنة هار جيلو إلى منطقة القدس إضافة إلى منطقة كريمزان الخضراء ذات الطبيعة الخلابة والزراعية والأشجار الحرجية والتي هي من أجمل مناطق بيت لحم وآخر المناطق الخضراء فيها.

 

خارطة (4): مخطط جدار الفصل العنصري شمال بيت جالا والولجة.

المصدر: منظمة بتسيلم الإسرائيلية، 2015

  1. مشروع هدم البناء الفلسطيني ومنع التوسع العمراني:

بموازاة العمل على مصادرة الأرض الفلسطينية وتكثيف البناء الاستيطاني والوجود اليهودي في الضفة الغربية، استمرت سلطات الاحتلال في هدم الأبنية الفلسطينية الجديدة وتوزيع إخطارات وقف البناء على الأبنية قيد الإنشاء، وذلك بذريعة البناء ضمن مناطق تخضع للسيطرة الإسرائيلية أو بذريعة عدم الحصول على ترخيص بناء منها أو وجود ذرائع أمنية أخرى. ويتركز مشروع هدم البناء الفلسطيني ومنع التوسع العمراني في منطقة القدس حيث تقدر عدد المساكن التي هدمت فيها منذ عام 1967 وحتى العام الماضي بحوالي 1859 مسكنا، تضرر جراء ذلك أكثر من 9 آلاف فرد فلسطيني (وفا، 2018). وفي مناطق الضفة الغربية فتشير الإحصاءات إلى أنه قد تم هدم أكثر من 4700 منزل منذ العام 1987. وعلى صعيد محافظة بيت لحم، فقد أصدرت سلطات الاحتلال مئات الأوامر العسكرية بغرض الهدم أو وقف البناء للفلسطينيين ضمن المحافظة، وقد تركزت هذه الأوامر العسكرية في منطقة الريف الغربي للمحافظة. وتشير الإحصاءات إلى أنه قد تم هدم 47 منزلا في محافظة بيت لحم منذ العام 2006 وحتى عام 2018، منها 14 منزلا تم هدمه في عام 2006 (بتسيلم، 2018)

وعلى سبيل المثال، قامت جرافات الاحتلال مؤخرا وخلال العام 2018 بهدم العديد من المنازل والمنشآت التي تعود للمواطنين الفلسطينيين في مناطق بيت جالا والولجة والخضر وبتير وقرى الريف الغربي. واستهدفت آخر هذه الحملات العسكرية قرية الولجة شمال غرب مدينة بيت لحم، حيث هدمت سلطات الاحتلال خمسة منازل وذلك بتاريخ 3/9/2018 بحجة البناء دون ترخيص ضمن مناطق ج، وتتعرض قرية الولجة إلى حملات متواصلة من التشديد والهدم ومنع البناء خلال العقود الثلاثة الأخيرة حيث يذكر أهالي القرية أنه تم هدم أكثر من ثمانين منزلا ومنشأة في الولجة منذ ثمانينيات القرن الماضي (الجزيرة نت، 2018).

  1. السيطرة على الأراضي الفلسطينية وإعلانها "أراضي دولة" تمهيدا للمشروع الاستيطاني

مما ساعد سلطات الاحتلال على الانتشار والتوسع في السيطرة على الأرض الفلسطينية للأغراض الاستيطانية التوسعية هو دراسة ملكيات الأراضي في بيت لحم ومختلف مناطق الضفة الغربية، وقد ورثت سلطات الاحتلال من خلال الحكومات المتعاقبة على فلسطين ملفات أرشيفية وخرائط تتعلق بملكيات الأراضي وتمتد من الزمن العثماني والبريطاني والأردني، وقد ساعدت هذه المعلومات في تخطيط السيطرة على الاراضي لبناء المستوطنات وتخطيط مسار الجدار الفاصل، وخصوصا فيما يتعلق بأراضي "أملاك الدولة" التي تعتبرها سلطات الاحتلال حقا لها كسلطة حاكمة لجميع الأرض الفلسطينية. لكن حتى الأراضي المصنفة ملكية خاصة يتم مصادرتها وتحويلها إلى أراضي دولة بمبررات متعددة ومن ثم يتم استغلالها للاستيطان. وكمثال على ذلك، تظهر الخارطة (5) منطقة الريف الغربي في بيت لحم والمعزولة خلف الجدار الفاصل عن المدينة حيث تم إنشاء تجمع مستوطنات غوش عتصيون فيها على أراض تم مصادرة كثير منها بعد إعلانها "أراضي دولة".

خارطة (5): منطقة الريف الغربي في بيت لحم تم إنشاء تجمع مستوطنات غوش عتصيون (باللون الأزرق) فيها على أراض تم مصادرة كثير منها بعد إعلانها أراضي دولة (باللون الزهري). المصدر: الباحث من خلال نظام خرائط وزارة الحكم المحلي 2018.

  1. مخطط استيطاني لمصادرة 3799 دونما من أراضي الريف الغربي لبيت لحم

أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 25/8/2014 أمرا عسكريا يقضي بالإعلان عن استملاك ومصادرة مساحة كبيرة من أراض فلسطينية من قرى حوسان وواد فوكين ونحالين والجبعة الواقعة ضمن الريف الغربي لمحافظة بيت لحم، إضافة إلى أراض من قرية صوريف التابعة لمحافظة الخليل، وذلك بذريعة "أملاك حكومية في منطقة يهودا والسامرة" بموجب أمر عسكري رقم 59/1967. ويبلغ مجموع المساحة المعلن مصادرتها في الأمر العسكري 3799 دونما معظمها أراض زراعية، وقد أرفقت سلطات الاحتلال مخططا للمنطقة المعلن عن مصادرتها. وبحسب مركز أبحاث الأراضي فإن معظم هذه الاراضي تقع ضمن قريتي الجبعة وواد فوكين، ويوضح المركز تفصيل المساحات المعلن عن مصادرتها كما يلي:

 

رقم

القرية

المساحة المعلن مصادرتها

(دونم)

1

الجبعة

1,575

2

واد فوكين

1,145

3

صوريف

759

4

نحالين

185

5

حوسان

135

 

المجموع

3,799

 

ويعتبر هذا الأمر العسكري واحدا من أكبر المشاريع الاستيطانية المتعلقة بمصادرة الأراضي ضمن منطقة بيت لحم في السنوات الأخيرة (مركز أبحاث الأراضي، 2014).

 

وثائق الأمر العسكري في منطقة الريف الغربي لبيت لحم. المصدر: مركز أبحاث الأراضي-القدس، 2014

  1. مخطط مشروع استيطاني وأمر عسكري لمصادرة 1700 دونم في خربة النحلة

أصدرت سلطات الاحتلال عام 2004 من خلال ما يسمى بحارس أملاك الحكومة وأملاك الغائبين الأمر العسكري رقم 59/967 الذي يقضي بإعلان مساحة 1341 دونما من أراضي هندازة- خلة القطن وأرطاس وخلايل اللوز في منطقة خلة النحلة وإعلانها "كأراضي دولة"، بالرغم من أن هذه الأرض مملوكة لمواطنين فلسطينيين، وتعتبر هذه المنطقة واحدة من التلال المطلة على مدينة بيت لحم وقرية أرطاس ولها أهمية استراتيجية كبيرة، لكنها تقع ضمن مخطط التوسع لمستوطنة افرات إلى الشرق من الجدار الفاصل المحيط بالقرية. وحتى هذه الأيام لم يتم إنشاء أي بناء استيطاني بالرغم من محاولات المستوطنين المتكررة اقتحام المنطقة وإقامة بؤرة استيطانية فيها. وبحسب معهد اريج (2001) فإن سلطات الاحتلال تسعى لإنشاء حي استيطاني في هذه المنطقة يسمى "جيفعات اييتم" ومن المخطط أن يستوعب حوالي 2500 وحدة سكنية، ويذكر معهد اريج أن مساحة المنطقة المحددة في المخطط العسكري تصل إلى 1700 دونم والتي تشمل 1341 دونما كما هو معلن من قبل سلطات الاحتلال إضافة إلى حوالي 350 دونما تدعي سلطات الاحتلال أنها ملكية "الصندوق القومي اليهودي". ويشكل هذا المشروع والذي عاد الحديث عنه في الإعلام الإسرائيلي مع بداية العام 2019 خطرا كبيرا على مدينة بيت لحم حيث سيحكم تطويق عمق المدينة من الجهة الجنوبية وسيخنق القرى المحيطة بها بشكل كبير. وتعتبر المنطقة المهددة بهذا المشروع منطقة "حساسة دبلوماسيا" وحدث أن تم تأجيل فكرة تنفيذ هذه المستوطنة سابقا بضغط دولي على حكومة نتنياهو عام 2013، لكن تم مؤخرا الإعلان عن البدء بإجراءات تخطيط الحي الاستيطاني مع وزارة الأشغال الإسرائيلية (موقع هارتس، 2019).

خارطة (6): مخطط موقع المشروع الاستيطاني في خربة النحلة لإقامة حي استيطاني كبير يسمى "جيفعات ايتام". المصدر: معهد أريج، 2011.

الخاتمة

بعد استعراض الواقع الاستيطاني المجحف على أراضي محافظة بيت لحم بشكل مفصل والناتج عن أنشطة سلطات الاحتلال الإسرائيلي فيها، وبعد ما تم تبيانه من حقائق تمثل حالة الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني بشكل يخالف القوانين والأعراف الدولية في منطقة تعد مقصدا للحجاج من أنحاء العالم كافة، يظهر جليا أن الاحتلال يمضي في مخططاته على أرض فلسطين بالقوة العسكرية دون وضع أي اعتبارات للقوانين، مستغلا حالة من الضعف الفلسطيني بعد عقود من النضال والصمود، ومستغلا حالة من التفكك العربي والتواطؤ الغربي، لكن ذلك لن يعطي شرعية لحالة نتجت بالاحتلال غير الشرعي للأرض العربية الفلسطينية.


المراجع

1- الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. (2017). المستعمرات الإسرائيلية في فلسطين: التقرير الإحصائي السنوي. تم الاسترداد منwww.pcbs.gov.ps

http://pcbs.gov.ps/Downloads/book2395.pdf

2- الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. (2013). المستعمرات الإسرائيلية في فلسطين: التقرير الإحصائي السنوي. تم الاسترداد منwww.pcbs.gov.ps

http://pcbs.gov.ps/Downloads/book2238.pdf

3- بتسيلم – مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة. (2015). سيتم فصل سكان بيت جالا عن أراضيهم بواسطة الجدار بهدف تمهيد الطريق لضم مستوطنة. تم الاسترداد من www.btselem.org

https://www.btselem.org/arabic/separation_barrier/20151112_beit_jala_separation_barrier

4- الجزيرة نت. (2018). إسرائيل تنتقم من الولجة، هدم منازل وجرحى بالجملة. تم الاسترداد منwww.aljazaeera.net

5- عبد الله التل. (1990). كارثة فلسطين، مذكرات عبد الله التل قائد معركة القدس. إصدار دار الهدى، (ص 31-33).
https://www.aljazeera.net/news/alquds/2018/9/3/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D9%82%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%AC%D8%A9-%D9%87%D8%AF%D9%85-%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%84-%D9%88%D8%AC%D8%B1%D8%AD%D9%89-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%84%D8%A9

6- موسى القدسي الدويك. (2004). المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة، ص7

7- مركز أبحاث الأراضي-القدس. (2014). أمر عسكري بمصادرة 3799 دونما من أراضي محافظتي بيت لحم والخليل. تم الاسترداد من

http://poica.org/2014/08/%D8%B6%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84-%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86/

8- ARIJ. (2010). Locality Profiles and Needs Assessment in the Bethlehem Governorate. Retrieved from www.arij.orghttp://www.arij.org/files/admin/1Locality_profiles_and_needs_assessment_in_Bethlehem_Governorate.pdf

9- Central Bureau of Statistics. (2017). Localities in Israel. Retrieved from

http://www.cbs.gov.il/ishuvim/ishuvim_main.htm

10- OCHA. (2015). Bethlehem Governorate: Fragmentation and humanitarian Concerns. Retrieved from

11- ARIJ. (2005). Locality Profiles and Needs Assessment in the Bethlehem Governorate. Retrieved from http://www.arij.org/files/admin/2005-1_Geopolitical_Conditions_in_Bethlehem_Governorate.pdf

12- ARIJ. (2011). Israeli settlers are on the move to a establish a new settlement outpost in Bethlehem Governorate. Retrieved from www.poica.org

http://poica.org/2011/10/israeli-settlers-are-on-the-move-to-a-establish-a-new-settlement-outpost-in-bethlehem-governorate-givat-haeytam-hill-will-rise-up-on-lands-of-artas/

13- Haaretz Newspaper Website.(2019). Israeli Housing Project in West Bank Would Surround Bethlehem With Settlements. Retreived from www.haaretz.com

https://www.haaretz.com/israel-news/.premium-israel-pushing-to-expand-efrat-settlement-until-it-surrounds-bethlehem-1.6822476

14- Israeli Central Bureau of Statistics. (2016). Localities Population by Code. Retrived from https://cbs.gov.il/ishuvim/ishuv2016/bycode.xls

15- OCHA Maps. (2018). Retrieved from http://x-maps.maps.arcgis.com/apps/View/index.html?appid=d4385754a4dc48f1a2781df0c999950f&extent=32.6809,30.6899,37.2951,32.8381

16- Google Maps. (2018). Retrieved from https://www.google.com/maps

17- PeaceNow. (2005). Gush Etzion. Retrieved from https:// peacenow.org.il. https://web.archive.org/web/20160628142645/http://peacenow.org.il/eng/content/gush-etzion

1 هناك أحياء استيطانية توسعية في بعض المستوطنات من العام 2001 حتى 2018 وبالتالي لا نستطيع وضع فراغ في هذه الفترة على الرسم البياني

2 عدد تقديري بعد مراجعة الباحث لعدة مصادر.

3 لا يوجد إحصائيات دقيقة في هذا الجانب ولكن يقدر أن عدد حملة التصاريح من بيت لحم لا يتجاوز 10 آلاف من السكان والذي يمثل 5% من سكان بيت لحم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى