المشهد الفلسطيني

إشكالية “العسكرة” في جامعة بيرزيت.. حقيقة المفهوم ودواعي الإجراء

لتحميل الملف هنا

مقدمة

أعلنت الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت ممثّلة بكتلها الطلابيّة كافّة وبمجلس الطلبة، ومن خلال ما أسمته “لجنة إدارة الأزمة في جامعة بيرزيت” عن اعتصام مفتوح داخل الحرم الجامعي مع تعليق الدوام، وهو الأمر الذي اتخذ شكل إغلاق الجامعة، ومنع العاملين من دخولها، على أبواب نهاية الفصل الدراسي ودخوله في مرحلة الامتحانات النهائيّة، وذلك في الوقت الذي يعتصم فيه عدد من الطلبة داخل حرم الجامعة بالرغم من ظروف المنخفضات الجويّة المتتابعة، ومن قطع إدارة الجامعة شبكة الإنترنت عن الحرم الجامعي مع بداية اعتصام الطلبة، ثم قطعها الكهرباء عن بعض مرافق الجامعة في وقت لاحق

تكشف مواقف الحركة الطلابية بالاعتصام والتعطيل الكامل للجامعة بكلّ مرافقها داخل الحرم الرئيس، وإجراءات إدارة الجامعة تجاه الطلبة.. عن خلاف عميق، يتجاوز المطالب المعلنة من الحركة الطلابية والتي اقتصرت على جملة مطالب نقابية متعدّدة، إذ يرجع الخلاف في أصله، إلى منع إدارة الجامعة فعاليات طلابية بذريعة منع ما أسمته “مظاهر العسكرة”، وإغلاقها الجامعة من قَبْل احتجاجًا على النشاطات الطلابية التي تصفها بالعسكرة، وهو ما يشير إلى تصعيد طلابيّ اتّخذ شكلاً نقابيًّا مطلبيًّا مقابل تصعيد إدارة الجامعة.

وبينما قيل إنّ إدارة الجامعة تخضع لابتزاز من الاحتلال وضغوطات من أطراف مختلفة تهدف إلى تحجيم الحركة الطلابية في الجامعة، حيث ظلّت جامعة بيرزيت تتميّز؛ جامعةً وطلابًا، بقدر من العافية والحيوية عن بقية الجامعات وما فيها من حركات طلابيّة؛ تعاني من تغوّل السلطة السياسية، وتضييق الحريّات، وشلّ الفاعلية الطلابية، فإنّ اعتصامًا طلابيًّا آخر في جامعة القدس (أبوديس) تبع اعتصام جامعة بيرزيت سرعان ما علّقه الطلبة بعد فترة وجيزة، ليثير ذلك التساؤل إن كانت الحركة الطلابية في طور التعافي من جديد، وقد ترافقت هذه الأحداث، ولاسيّما في جامعة بيرزيت، مع تكثيف استهداف الاحتلال لبعض الكتل الطلابيّة في الجامعة، إلى حدّ طال بعض الطالبات فيها.

تقرأ هذه الورقة الأزمة الجديدة، باستعراض وجهتي نظر الحركة الطلابية في الجامعة وإدارة الجامعة، بالإضافة لآراء بعض المراقبين المهتمين بالحركة الطلابيّة عمومًا، وبها في جامعة بيرزيت خصوصًا، مع البحث في السياقات المتعدّدة لهذه الأزمة وارتباطها بمثيلاتها من الأزمات في مراحل ماضية، ثمّ دلالات هذه الأزمة على الواقع السياسي والطلابي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى