أنيس صايغ

ولد أنيس عبد الله يوسف صايغ في مدينة طبريا في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1931. درس المرحلة الأساسية في مدرسة طبريا الحكومية، والثانوية في مدرستي المطران غوبات (مدرسة صهيون) في مدينة القدس، والفنون الإنجيلية (الأمريكان) في مدينة صيدا، وقد حصل من الأخيرة على الثانوية العامة عام 1949، ونال درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية في لبنان عام 1953، ودرجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط من كلية بمبروك Pembroke College في جامعة كامبردج University of Cambridge في بريطانيا عام 1959، ودرجة الدكتوراه في نفس التخصص ومن نفس الجامعة عام 1964. عمل كاتبًا في الصحف والمجلات بين عامي (1954-1959)، ومحاضرًا في دائرة العلوم المشرقية في جامعة كامبردج عام 1959، ومديرًا لتحرير القاموس الإنجليزي- العربي بين عامي (1964-1966)، ومديرًا عامًا لمركز أبحاث منظمة التحرير بين عامي (1966-1976)، ومديرًا لعمادة معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة بين عامي (1968-1969)، ومديرًا لدائرة فلسطين في جامعة الدول العربية في القاهرة بين عامي (1977 -1978)، ومحاضرًا في قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية بين عامي (1979-1980)، ومستشارًا للأمين العام لجامعة الدول العربية بين عامي (1980-1982).

انتمى صايغ للحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1948، وانخرط في فعالياته السياسية، وأصبح من قياداته الطلابية أثناء دراسته الجامعية، وكان من كوادره في انتخابات بلدية بيروت والانتخابات البرلمانية في لبنان أوائل خمسينيات القرن الماضي، ومن منظريه أيضًا، كما انضم إلى جمعية العروة الوثقى ذات التوجهات القومية، وأصبح رئيسًا لجمعية إنعاش القرية، وكذلك لجمعية الخطابة في الجامعة عام 1951، لكنَّه ترك الحزب عام 1955، وتبنى الفكر الناصري وقابل الرئيس المصري جمال عبد الناصر ثلاث مرات في أعوام 1963،1954، 1969، وأصبح عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني، وعضوًا مؤسسًا لمنتدى اللقاء الثقافي الفلسطيني عام 1992، وعضوًا في المؤتمر القومي العربي منذ عام 1992، ونائبًا لرئيس المؤتمر الوطني الفلسطيني عام 1998.

كان لصايغ دور محوري في رفد المكتبة الفلسطينية والعربية والعالمية بالأدبيات المتخصصة بالقضية الفلسطينية وتاريخها ومستجداتها، فقد أشرف أثناء عمله في مركز أبحاث منظمة التحرير على إصدار ثلاثمائة كتاب حول فلسطين وقضايا الصراع مع المشروع الصهيوني، وأصدر بانتظام مجلد اليوميات الفلسطينية السنوي منذ عام 1966، ومجلة شؤون فلسطينية منذ عام 1971، ونشرة رصد إذاعة “إسرائيل” التي كانت تصدر مرتين يوميا، وكان صاحب فكرة الموسوعة الفلسطينية، وأشرف على طباعة القسم الأول من الموسوعة في أربعة مجلدات عام 1984، وتولى رئاسة تحرير القسم الثاني الصادر عام 1990 في ستة مجلدات. أشرف على إصدار مجلة المستقبل العربي بين عامي (1978-1979)، ومجلة قضايا عربية الشهرية بين عامي (1979-1981)، ومجلة شؤون عربية بين عامي (1981-1982)، وعُيِّن مستشارًا لمشروعي الموسوعة العربية في دمشق، والموسوعة الفلسطينية الميسرة الصادرة في عمان عام 2012، وكان مستشارًا لعدد من المراكز البحثية الفلسطينية والعربية.

بدأ صايغ بنشر مقالاته في الصحف والمجلات اللبنانية منذ عام 1948، وكتب أولًا في مجلتي الجمهور وكل شيء، ولاحقًا في مجلات: أصوات، وحوار، والصياد، والأسبوع العربي، والثقافة العربية، ومن الصحف التي كتب فيها: الحياة، وصدى لبنان، والنهار، والسفير، وكتبَ في خمسينيات القرن الماضي باسم مستعار “سمير جوهري” تجنبًا للملاحقة السياسية من قبل السلطات اللبنانية، وترجم عددًا من الكتب، وأشرف وناقش ثلاثين رسالة ماجستير ودكتوراه في جامعات لبنانية وسورية ومصرية وأردنية، وأصدر عشرين كتابًا منها: لبنان الطائفي (1955)، والأُسطول الحربي الأموي في البحر الأبيض المتوسط، والفكرة العربية في مصر (1958)، وتطور المفهوم القومي عند العرب (1962)، وجدار العار (1965)، والهاشميون وقضية فلسطين (1966)، ومفهوم الزعامة السياسية من فيصل إلى جمال عبد الناصر (1966)، والهاشميون والثورة العربية الكبرى (1966)، وفلسطين والقومية العربية (1967)، وميزان القوى العسكرية بين الدول العربية و”إسرائيل” (1967)، وبلدانية فلسطين المحتلة 1948-1967 (1968)، وفي المقاومة (1969)، والجهل بالقضية الفلسطينية (1970)، و13 أيلول (1994)، وملف الإرهاب الصهيوني (1996)، والوصايا العشر للحركة الصهيونية (1998)، ونصف قرن من الأوهام (1999)، وأنيس صايغ عن أنيس صايغ (2006).

عُرف عن صايغ موقفه الجذري المعارض لمسار التسوية، فانتقد اتفاقية كامب ديفيد، ومؤتمر مدريد واتفاق أوسلو، ونادي بتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، وعُرف أيضا بتبنيه للقضايا القومية، وقد وصفه كثيرون بـ “حارس الذاكرة الفلسطينية”، و”عاشق طبريا” و”المثقف المحترف” و”المثقف الوطني النقدي”.

عانى صايغ أثناء مسيرة حياته؛ فقد هجرَّه الاحتلال من بيته عام 1948، وأصبح لاجئًا في لبنان، ومنعته السلطات الأردنية من دخول الأردن بين عامي (1966-1982)، وحُظرت كتاباته فيها لفترة طويلة، ومُنعت بعض كتبه في العراق وسوريا، وحاول الاحتلال اغتياله ثلاث مرات، كانت الأولى عندما فجَّر مدخل مركز الأبحاث برزمة من أصابع الديناميت عام 1971، وحدثت الثانية في التاسع عشر من تموز/ يوليو عام 1972 عبر رسالة ملغومة انفجرت بين يديه وأصيب في يده وكتفه ووجهه وتأثر بصره وسمعه بشكل كبير، ولازمه طنين الأذن طول حياته، وفقد بصره في أواخر حياته متأثرًا بالإصابة، وتمَّت الثالثة عندما قصف  الاحتلال مقر مركز أبحاث منظمة التحرير عام 1974، وأوقفته القوات اللبنانية (الكتائب) في صيف 1982 وحققت معه.

توفي في مدينة عمّان في السادس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر 2009، ونُقل جثمانه إلى بيروت ودُفن فيها.

المصادر والمراجع:

  1. شبيب، سميح.” أنيس صايغ والمؤسسة الفلسطينية السياسات، الممارسات، الإنتاج”. رام الله: مواطن: المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية، 2010.
  2. صايغ، أنيس. “أنيس صايغ عن أنيس صايغ“، بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 2006.
  3. القلقيلي، عبد الفتاح، أبو نضال نزيه.” الكاشف معجم كتال وأدباء فلسطين”. د.م.ن. المجلس الأعلى للتربية والثقافة- منظمة التحرير، 2011.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى