أحمد قطامش

ولد أحمد سليمان قطامش في مدينة البيرة في الأول من نيسان/ إبريل عام 1951، لأسرة فلسطينية تعود أصولها إلى قرية المالحة المهجرة قضاء القدس المحتلة، وهو متزوج وله بنت. نال درجة الماجستير من جامعة العالم عام 2006، ودرجة الدكتوراه في العلوم السياسية من الجامعة الحرة الهولندية، وعمل محاضراً في جامعة القدس، فضلاً عن عمله كاتبا صحفيا.

انتمى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بداية سبعينيات القرن الماضي، ونشط في صفوفها، وتمكَّن من الاختفاء عن الأنظار والانخراط في العمل السري ضد الاحتلال لمدة 17 عامًا، وقد اتهمه الاحتلال عام 1992 بقيادة الجبهة الشعبية في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الأولى، وأنَّه عضو في مكتبها السياسي. أظهر صلابةً في صموده في التحقيق في سجون الاحتلال، ورفض الاعتراف بالتهم الموجهة له، رغم مصادرة الاحتلال لأرشيف الجبهة الشعبية من منزله، وعدَّه جورج حبش مرشحًا مناسبًا ليكون الأمين العام للجبهة لما أظهره من مهارات تنظيمية عالية، وامتلاكه لرؤية فكرية متماسكة وذلك منذ الانتفاضة الأولى، وتأسَّف على تركه تنظيمه لاحقا.

يعتبر قطامش منظَّرًا لليسار، ويعرف نفسه على أنَّه ماركسي لينيني لكنه متجاوز لهما، ويقدم رؤية لإعادة بناء الحركة الوطنية والتقدم باتجاه تحقيق أهدافها، تجمع بين الخط التحرري الذي يقوم على الاشتباك الدائم مع العدو بوتائر تتناسب ومتطلبات النضال طويل الأمد، والعمل على إيجاد تعليم عصري تحليلي، ومشروع ثقافي توحيدي مقاوم، وتنمية اقتصادية-اجتماعية، وقضاء مستقل، وبناء مجتمع مدني، وينادي بالمطالبة بحماية دولية مؤقتة، تمهيدا لدحر الاحتلال في ظل السعي لتطبيق القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين، لأن عودتهم برأيه، هي المقدمة الكبيرة لحل جذري للصراع، يفضي إلى دولة واحدة بمجتمعين متداخلين ومنفصلين.

 يعتقد أن الانقسام الفلسطيني عميق ولا يعالج بلحظات عناق وجدانية، ويطالب بالتخلص من عقلية “أنا أريد وعلى غيري الانصياع ” في الممارسة السياسية الداخلية في فلسطين، لأن السياسة برأيه تنازعات وتسويات، وليست إقصاء وإملاءات، ويرى أن ميزان القوى الداخلي فلسطينيًا له كفتين متعادلتين تقريبا بين القائلين بالشرعية التاريخية والقائلين بشرعية المقاومة، ويدعو إلى الحوار الفلسطيني – الفلسطيني سعيا وراء الأهداف المشتركة، وقد قدَّم اقتراحات في هذا للحل تقوم على انتخاب مرجعية تشريعية شاملة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، أي مجلسا وطنيا على قاعدة الحجم الانتخابي للتجمعات والتمثيل النسبي، بما يتجاوز “وضعية سلطتين، قيادتين، داخل وخارج”، وينهي تشرذم المرجعيات ويفضي لتوحيد الإرادة الفلسطينية في مجلس منتخب ديمقراطي، ومواجهة أية عقبات فلسطينية داخلية بالتوافق، وإنشاء هيئة قرار فلسطينية معترف بها، ويشير إلى أن هذه الآلية بمثابة خطوة عملية جدية على طريق إعادة بناء م.ت.ف، وتكريس جهود السلطة في الضفة وغزة للشأن الحياتي، وصولًا إلى إنهاء التنازع على السلطة، وإنهاء وجود سلطتين، والتخلص من أدران عدم الكفاءة وازدواجية الوظيفة، ونهاية بتحرير السلطة من الاستحقاقات السياسية والأمنية المرتبطة بأوسلو، كما يطالب بإعادة ربط الأجهزة الأمنية بمرجعياتها في م.ت.ف، في إطار مجلس عسكري مركزي أو فصائلي، كمقدمة لصيغ أكثر تطورا مستقبلا.

ويعارض قطامش مسار التسوية، ويرى بأن حل الدولتين خدعة تخدر الوعي الفلسطيني، وأن أوسلو مشروع مدمر، وأن مشروع الكونفدرالية الإسرائيلية الفلسطينية أكثر تدميرًا لأنَّه يسمح بتوسع الاستيطان ويحول الشعب الفلسطيني لمجرد قوى عاملة يستفيد منها الاحتلال والدول المجاورة.

يعتبر قطامش مثقفًا جادًا، وقد صدر له اثنا عشر كتابًا ونصان أدبيان، منها: لا لن ألبس طربوشكم صفحات من تجربتي داخل أقبية التحقيق (1995) (ترجم للإيطالية)، ومداخل لصياغة البديل(1997)، ومقاربة الدولة الواحدة الديمقراطية نحو مجتمعين منفصلين متشابكين ( 2007)( ترجم للإنجليزية)، وفي التنظيم الثوري السري الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الوطن المحتل نموذجاً حزيران 1967- أوسلو 1993 (2011)، ومقاربة فكرية راهنة ( 2019)،  وروايتا الرحلة (1999) وعبور النهر( 2002).

عانى قطامش أثناء مسيرته النضالية؛ إذ اعتقله الاحتلال أول مرة عام 1972 لمدة ستة أشهر، ثم اعتقل بعد سنة لمدة أربع سنوات، وتعرض لتحقيق قاسٍ لمدة ثلاثة شهور عام 1992، ثم توالت اعتقالاته، وكان أطولها اعتقاله الإداري المتواصل بين عامي (1992-1998)، أما آخر اعتقال له فتم في الرابع والعشرين من كانون أول عام 2019، وتوفي والده وأخوه وهو متخفٍ ولم يحضر جنازتهما، كما توفيت والدته وهو في السجن، كما أنه ممنوع من السفر منذ سبعينيات القرن الماضي.

مصادر والمراجع:

  1. مؤسسة الضمير الرعاية الأسير وحقوق الإنسان: https://bit.ly/3jyxzqV
  2. لقاء خاص في برنامج عاشق من فلسطين: https://bit.ly/2WRID94

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى